١. إلى أي مدى يمكن اعتبار الكبد الدهني أمراً مهماً؟
تقول الدكتورة “ميسم وعد عكروش” استشارية الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي والكبد: أن الكبد كعضو في الجسم هو عضو مهم جداً، كما أن خلاياه تقوم بوظائف حيوية جداً في الجسم، لذلك فإنه إذا ما تراكمت الخلايا الدهنية على الكبد فسيؤدي ذلك إلى حدوث خلل وظيفياً لخلايا الكبد.
كما أن مرض الكبد الدهني قديماً كان يتم اعتباره مرضاً حميداً، ولكن مؤخراً تغير ذلك المنظور إطلاقاً نظراً لأنه قد يتطور إلى تليف كبدي وتشمع كبدي أيضاً بما يرافق ذلك من مضاعفات صحية. ولا يرتبط المرض بعمر معين؛ حيث أنه حوالي ١٧٪ من المراهقين والأطفال مصابون بتشحم الكبد.
٢. ما هي أهم أسباب الكبد الدهني؟
تقول الدكتورة “عكروش” أن مرض الكبد الدهني يتم اكتشافه غالباً عن طريق الصدفة خلال فحص البطن لأي سبباً آخر باستخدام الموجات فوق الصوتية، أو من خلال فحص إنزيمات الكبد.
أما عن أسبابه فعديدة، فالسمنة المفرطة تعتبر سبباً رئيسياً له، كما أن ارتفاع سكر الدم من النوع الثاني، ومقاومة الأنسولين، وارتفاع نسبة دهنيات الدم تعتبر أسباباً حقيقية أيضاً للإصابة بالكبد الدهني؛ حيث تحل خلايا الدهن الثلاثي محل خلايا الكبد مما يجعلها غير قادرة على أداء وظائفها الحيوية المطلوبة.
وتضيف الدكتورة “ميسم” مؤكدة أن السكر خاصة السكر الصناعي “السكر الدايت” أيضاً يعد سبباً للكبد الدهني، والذي يكون مضافاً لنوع معين من المأكولات التي تسمى بمأكولات الريجيم؛ حيث تترسب على هيئة دهون ثلاثية في خلايا الكبد.
٣. ما هي أبرز الأعراض الخاصة بالكبد الدهني؟
تؤكد الدكتورة “وعد” أنه لا توجد أعراضاً واضحة، ولكن هناك مؤشرات يقوم الطبيب من خلالها في الشك بوجود كبد دهني، ومن ثم يبدأ بطلب الفحوصات والإشاعات اللازمة، مثل السمنة المفرطة، ومرض السكري غير المنضبط، أو في حالة وجود دهنيات بالجسم، أو حتى إذا كان المريض يتناول علاجات قد تتسبب في وجود دهون بالكبد.
ولكن بعيداً عن ذلك لا يتم اكتشاف المرض إلا عن طريق الصدفة المحضة فقط، كما أنه قد يكون التشحيم بسيطاً دون التأثير على وظيفة الكبد، أو قد يكون على قدر أكبر من الأهمية حيث تظهر إنزيمات الكبد بشكل مرتفع وملحوظ بالدم.
٤. هل هناك درجات للإصابة بالكبد الدهني؟
تقول الدكتورة “ميسم” أن الإصابة قد تكون أولية من خلال أمراض السمنة وأمراض السكري وغيرها. والمهم هنا هو أن يتم استثناء أمراض الكبد الأخرى الثانوية مثل فيروسات الكبد الوبائي، وأمراض الكبد المناعي، وتحسس القمح كذلك الذي يرتبط بوجود ارتفاع معدل إنزيمات الكبد ووجود بعض الشحوم على الكبد أيضاً، وأي أمراض أخرى تتعلق بالكبد.
وسواء كان السبب أولياً أو ثانوياً فإنه غير حميد على الإطلاق؛ حيث يمكن أن يتطور إلى تليف أو تشمع الكبد، كما أنه بعد مرور خمسة عشر عاماً مثلاً قد يصبح الشخص في حاجة إلى زراعة كبد جديد، فقد يؤدي الكبد الدهني والذي تكون نسبة المؤكسدات به عالية نسبياً إلى حدوث سرطانات الكبد.
٥. هل هناك طرق علاجية لمرض الكبد الدهني؟
إن طريق العلاج يبدأ بتغيير نمط الحياة؛ حيث يبدأ الطريق بضبط وعلاج الأمراض الموجودة كالسمنة المفرطة وزيادة الوزن، ومرض السكري، والدهنيات كذلك.
ومن ثم يأتي الدور الأكبر في العلاج بممارسة الرياضة بشكل منتظم، وفي النهاية يمكن تناول بعض مضادات الأكسدة وفيتامين ه، وبعض علاجات مرض السكري التي قد تساعد في علاج وإزالة بعض حالات تليف الكبد.
وتؤكد الدكتورة “ميسم” أنه إذا كان المرض في مراحله الأولى من الشحوم قبل التليف، أو حتى إذا كان في المراحل المبكرة من التليف فإن الكبد قادراً على الشفاء باتباع نظام غذائي سليم، وكذلك بممارسة الرياضة، ذلك بالإضافة إلى الدراسات التي قد أجريت على تناول ٢-٤ مرات يومياً من القهوة المفلترة بدون إضافة سكر، والذي له أكبر الأثر في مساعدة الكبد في التخلص من الشحوم ومنع التليف.
وأخيراً، فقد يصل الأمر أحياناً إلى اللجوء إلى زرع كبد جديد، في حالة الوصول إلى التشمع الكامل والذي يكون مصاحباً بمضاعفات مثل وجود نزيف دوالي المريء، والاستسقاء البطني، وغيبوبة الكبد، وهكذا في أي حالة أخرى تؤدي إلى اضمحلال الحالة الصحية والوظيفية للكبد.
واقرأ عن: ما هو الدور المناعي الكبد