ما هو مرض القولون التقرحي؟
يقول الدكتور عمر منصور “استشاري جراحة القولون والمستقيم والأورام” أن مرض القولون التقرحي هو عبارة عن مرض إلتهاب مزمن يصيب الأمعاء الغليظة، ويمتاز بأنه مرض مزمن وغير مسبب بأي جرثومة أو بكتيريا، وهو يصيب الغشاء الداخلي للأمعاء الغليظة ويبدأ في معظم المرضي بالمستقيم، وذلك لأن الأمعاء الغليظة تقسم إلى الأمعاء اليمني “القولون الصاعد المتوازي”، والقولون الأيسر، والمستقيم الذي ينتهي بفتحة الشرج.
والقولون العصبي يبدأ بالمستقيم في معظم المرضى، ويبدأ التشخيص عند التأكد من أنه يوجد إلتهاب في المستقيم وهذا يدل على الإصابة بالقولون التقرحي.
ويتم التشخيص في عيادة الطبيب عن طريق عمل منظار تشخيصي في فتحة الشرج عند المستقيم، عن طريق وضع الجهاز في الشرج فهذا يساعد لطبيب في التشخيص، ولكن أولاً يجب التأكد من أن السبب غير جرثومي وأنه مرض مزمن.
ما هي أعراض القولون التقرحي، حتى يتم التفرقة بينه وبين أمراض الجهاز الهضمي الأخرى؟
وتابع د. عمر منصور، أمراض القولون العصبي عديدة ولكن مرض التهاب القولون التقرحي هو مرض عضوي مزمن وأعراضه تكون:
• أوجاع في البطن شديدة.
• إسهال شديد قد يصل إلى 10 أو 20 مرة في اليوم.
• خروج دم من فتحة الشرج.
• يشكو المريض من فقدان في الوزن وفي الشهية.
• يصاب المريض بحرارة وجفاف، وعند زيادة الحرارة بشكل كبير فهذا يدعو لذهاب المريض للمستشفي لتلقي العلاج الصحيح.
ويكون العلاج في المستشفى أشد وأقوى من العلاجات الأخرى، فالتشخيص الجيد مهم جدا إذا كان المريض يشكوا من إسهال شديد وخروج دم من فتحة الشرج مع الفضلات ويجب إستشارة الطبيب فور ظهور هذه الأعراض.
هل يجب أن يكون القولون التقرحي يصاحبه خروج دم؟
وأردف “د. عمر ” نعم يجب أن يخرج دم من فتحة الشرج وفقدان شهية وفقدان وزن، وذلك لأنه إذا كان إسهال ووجع بطن فقط أو إسهال فقط فمن الممكن أن يكون التشخيص قولون عصبي، ومعظم الناس يعانون منه ويعتبر مرض العصر ولكن علاجه سهل جداً وبسيط.
ما هي أسباب الإصابة بالقولون التقرحي ؟
تابع، “دكتور منصور” تنقسم أسباب الإصابة بالقولون التقرحي إلى نوعين أسباب وراثية وأسباب بيئية، ولا يوجد سبب معين للإصابه به، ولا نستطيع قول أن سبب معين هو من تسبب في الإصابة بالقولون التقرحي بسبب وجوده بكثرة في شمال الكرة الأرضية في نورويدج وسكاندربيا وبريطانيا وأمريكا الشمالية حيث أنه ينتشر بكثرة هناك.
ويعتقد الكثير أن الويستن لايف ستايل وهي الحياة في المجتمعات المتحضرة تؤدي إلى زيادة كبيرة في الإصابه بالمرض بينما في أوروبا الجنوبية في اليونان والشرق الأوسط وآسيا وافريقيا لا ينتشر بكثرة مثل الأردن.
وتبين ان كثرة أكل اللحوم الحمراء وكثرة تناول الألياف وبالنسبة للأطفال من في عمر قبل السنة وأخذوا الكثير من المضادات الحيوية فإن نسبة الإصابة بالقولون التقرحي تزيد بنسبة كبيرة حتى الأطفال من رضعوا رضاعة صناعية لديهم فرصة أكبر للإصابة بالقولون التقرحي أعلى من غيرهم.
والسبب الآخر للإصابة هو سبب وراثي أو جيني لأنه إذا وجد أي مريض لديه مرض عضوي غير القولون التقرحي “الكونز” حيث أنه يوجد بالتقريب إحتمالية بنسبة 30% بأنه يوجد قرد آخر في العائلة يوجد عنده القولون التقرحي، حيث أن العامل الوراثي يلعب دور كبير في الإصابة به.
وقد تكون الوراثة عبارة عن تطور أو طفرة جينية حدثت خلال حياة المرء أو خلال نشآته، وتبين لنا أن أهم أسباب الإصابة هي أسلوب حياة المرء وعامل وراثي ولكن يعتقد أن العامل البيئي أكثر، حيث أنه نورويدج تعتبر أعلى مناطق العالم حيث أن كل 100 ألف نسمة يوجد تقريبا 550 شخص يعانون من مرض الكرونز.
بينما دول الشرق الأوسط يتم أكل الألياف بكثرة والخضروات والأشياء الطبيعية، حتى إيطاليل ودول البحر المتوسط نجد أن الأمراض العضوية منهم أقل بكثير، بينما إذا تطورت هذه البلاد قليلاً فسوف تزيد عندها نسبة الإصابة بالإلتهابات العضوية ” القولون”.
ما هي أهمية إجراء منظار للقولون حيث أن الكثيرين يلجأون لذلك؟
يقول “د. منصور” إذا جاء المريض إلى عيادة الطبيب يشكو من إنتفاخات غير مستمرة بعد أكل الثوم أو البصل في قليل من الأحيان فإن التشخيص يكون قولون عصبي، وإذا كان في فقدان وزن أو فقدان للشهية أو خروج دم من فتحة الشرج يكون التشخيص قولون تقرحي.
وإذا ظهرت على المريض أعراض شديدة والسبيق ذكرها فوقتها يجب أن نقوم بحجز المريض لإجراء منظار، ولا بد أن تشخيص القولون التقرحي يأتي عن طريق المنظار، حيث نقوم بوضع منظار “أنبوب صغير” داخل الأمعاء الغليظة فتبين من شكل القولون من الداخل أنه يوجد إلتهاب هل هو كرونز أم تقرحي، فمن الممكن التفرقة بينهم حيث أن مرض القولون التقرحي يكون شامل يبدأ من المستقيم ويستمر في الأمعاء، بينما الكرونز يوجد في مناطق معينة سواء كنت الأمعاء الغليظة أو الدقيقة أو المعدة.
والفاصل في هذا التشخيص أنه يتم أخذ عينة للمعمل وتحليلها ومعرفة ماهية هذه العينة والعلاج في كلتا الحالتين متشابه في القولون التقرحي أو الكرونز ولا يوجد إختلاف يذكر.
ما هو العلاج المتوفر؟ وما هي نسبة الشفاء؟ وبينما هو مرض مزمن فهل الشخص وهو يتلقى العلاج يكون مزمن؟
العلاج المناسب في حالة القولون التقرحي ومن المعروف أن عند تشخيص الحالة وتكون بنسبة 60% من أمراض القولون يكون القولون التقرحي والـ 40% الآخرى تكون الكرونز وهذه هي نسبة تقاربية، وبالنسبة للعلاج عند شكوى المريض والكشف عليه وتشخيص المرض وعمل منظار ويبدأ العلاج بالكورتيزون ويوجد أنواع عديدة للكورتيزون منها الهايدرو كورتيزون أو الهيستيرو أو البريدس أو ما شابه فيوجد أنواع كثيرة.
وعند تحسن المرض بشكل ممتاز فنبدا مرحلة اخرى من الأدوية عبارة عن أقراص مثيليزين أو كلوفاي ASA أو مثل هذه الأدوية ممتازة جداً للأمراض الغير شديدة المتوسطة، والأمراض الشديدة أكثر تحتاج إلى الأدوية الآخرى الأقوى، والتي تكون أدوية مثبطة للمناعة، ونبدأ بالترتيب في العلاج بالأستيرودات الكورتيزون أو البريدسلون ويتم إعطائها لفترة تتراوح بين 4 أسابيع أو 6 أسابيع فقط وذلك لأن الكورتيزون له مضاعفات شديدة جداً.
وخلال هذه الفترة يبدأ المريض بالأدوية المثبطة للمناعة مثل الميثليزين ويعرف عند الكثير بأسم الأزاكول أو البنتازا والمفروض أنه عندما يعمل العلاج بطريقة ممتازة يمشي المريض على دواء البنتاز أو دواء ASA لفترة طويلة، وإذا ما عمل العلاج بطريقة سليمة يبدا العلاج بالأدوة المثبطة للجهاز المناعي والتي تستخدم في عمليات زراعة الكلى أو ماشابه مثل إزاتبرين ومعروف في الأردن بأسم دوااء زميران أو ميثيرتريكسيت أو سيكستون وهي أدوية قوية جدا وتثبط جهاز المناعة، ولكن نسبة الشفاء منها جيدة جدا.
وإذا حدثت إنتكاسة للمريض بعد فترة نقوم بإعطائه أدوية أكثر قوة تسمى الأنفلكسيمات وهي متوفرة فب الأردن ولكنها للأسف غالية جدا قد يصل سعره غلى 1000$ دولارتقريبا.
وإذا إنتكس المريض بعد ذلك ولم يتجاوب مع العلاج وكان طفل صغير يصير النمو عنده قليل جدا حيث أن القولون التقرحي إذا أصاب الشاب أو الفتاة فإنه يسبب لهم فقدان في الوزن بينما الطفل الصغير فيقل عنده النمو وقد يصبح الطفل قصير القامة جداً، ووقتها يتم التفاوض مع أهل الطفل المريض ويتم نصحهم بضررة اللجوء لإزالة القولون بالكامل.
هل يستطيع الشخص الحياة بدون قولون؟
يعيش الشخص حياة ممتازة جداً ولكن العملية هي تحتاج فقط ان تزيل كل القولون وقد تتم هذه العملية على مرحلة واحدة أو مرحلتين او ثلاث مراحل ويحتاج المريض لكيس أمامي يوضع عند البطن لفترة معينة وبعد ذلك يتم شبك الأمعاء الدقيقة بفتحة الشرج أو ما تبقى من المستقيم وذلك يتم بعد إعادة بناء مستقيم جديد.
ويستطيع الطبيب من إعادة بناء مستقيم جديد عن طريق خياطة الأمعاء الدقيقة على بعضها البعض وعمل مستقيم جديد حتى يتم تخزين الفضلات قبل أن يخرج.