لقد كان يعتبر مرض الرهاب الاجتماعي مجرد خجل ولكن تم اكتشاف أعراض نفسية له قد تسبب المشاكل للشخص المصاب به والمحيطين به وللمزيد من المعلومات عن هذا المرض ستحدثنا الأستاذة أميرة عبد الرزاق أخصائية تربوية ونفسية عن هذه الشخصية.
في البداية كان يعتقد أن الشخص المصاب بالرهاب الاجتماعي مجرد خجول أو لا يريد الاختلاط بالناس أو أنه مشغول ولكننا اكتشفنا أن هذا الشخص بالوقت يصبح غير قادر علي التواصل مع الآخرين.
قالت الأستاذة “أميرة عبد الرزاق” أخصائية تربوية ونفسية. عن تعريف مرض الرهاب الاجتماعي أن جميع الأفراد يصيبها الخوف والقلق خصوصا قبل مواجهة الجمهور أو إن كان لديه مقابلة وهذا شيء طبيعي لأنه يحفز الفرد علي الاستعداد الجيد لأي موقف قد يتعرض له و لكن كونه يجعل الفرد يترك الأمر الذي يخافه ويهرب منه فعندما يزيد الخوف لدرجة أنه يعيق الفرد علي أن يمارس مهامه الاجتماعية وأحيانا تظهر أيضا في العلاقات الأسرية هذا هو ما يسمي بالرهاب الاجتماعي.
فمرض الرهاب الاجتماعي يطهر علي شكل خوف الشخص من مواجهة الجمهور أو مقابلة الأشخاص أو حتي النزول لتلبية احتياجات بيته. ويوجد بعض الاشخاص تنعزل عن الحفلات واللقاءات واجتماعات الأقارب.
ما هي العلامات الأولية لمرض الرهاب الاجتماعي؟
في الغالب يبدأ مرض الرهاب الاجتماعي علي الطفل فيكون شديد الخجل فالطفل في الفترة من 3 إلي 5 سنوات يكون خجول إلي حد ما ولكن إذا زاد هذا الخجل لدرجة الانعزال والرعب والصراخ إذا طلب منه أن يقابل أحد الأشخاص من المتوقع أن تكون هذه هي بداية الرهاب الاجتماعي.
قد يظن البعض منا أن هذا الطفل مؤدب ويحافظ علي خصوصية الأفراد ولا تكون لدينا أية فكرة أن هذا قد يتطور إلي الرهاب الاجتماعي.
وأكملت الاستاذة أميرة حديثها عندما سئلت عن الأمور التي يمكننا فعلها لحماية الطفل من مرض الرهاب الاجتماعي منذ البداية حتي لا يتطور الأمر فأكدت علي أنه كلما زاد اهتمامنا بالطفل في المراحل الأولي من حياته كلما ساعدنا في تكوين شخصية الطفل بصورة جيدة لأنها البداية.
وشبهت مراحل حياة الطفل بالحبل وكل مرحلة لها الاحتياجات الخاصة بها ومن أهمها تعزيز الأبوين لثقة الطفل بنفسه وتقديره لذاته وتحسين نظرته لنفسه فالطفل يكتسب تقديره لنفسه من خلال نظرة الآخرين له. وهذا يساعد في حماية الطفل من مرض الرهاب الاجتماعي فيما بعد.
هل مرض الرهاب الاجتماعي وراثي أم مكتسب؟
في معظم الحالات يكون في الأسرة أحد الأفراد يعاني من مرض الرهاب الاجتماعي أو الخجل الزائد عن اللزوم فمثلا قد يكون الأب خجول أو غير اجتماعي أو منطوي و بالتالي يكون الطفل مثل الأب ويتطور الأمر معه ولهذا فإن مرض الرهاب الاجتماعي جزء منه يعتبر وراثي وجزء مكتسب من البيئة المحيطة بالفرد.
فمثلا هناك طرق معينة في تربية الإناث وطرق معينة للعزل أو الانغلاق مما يخلق طفل أو فيما بعد شخص مصاب بالرهاب الاجتماعي.
ما العمر الذي تظهر به أعراض مرض الرهاب الاجتماعي؟
عادة ما يظهر مرض الرهاب الاجتماعي في مرحلتين: المرحلة الأولي هي مرحلة الطفولة من سن 5 أو 6 سنوات وهي التي تكون في انتقال الطفل من مرحلة المنزل إلي مجتمع المدرسة فتظهر بعض أعراض الخجل الزائدة حتي أن بعض الأأطفال قد يصاب ب “ selective mutism” وهي حالة من الصمت الاختياري تتطور فيما بعد إلي الرهاب الاجتماعي.
حيث يكون الطفل انطوائي في المدرسة ولكنه اجتماعي في المنزل ويتحدث بطلاقة. هذا الأمر يتطور فيما بعد إذا لم تتم معالجته ويظهر في مرحلة المراهقة والتي يحدث فيها تطورات نفسية وفسيولوجية للطفل فالمراهق في هذه المرحلة يشعر بالخوف من نظرة المحيطين به ومن رأيهم به وقلقه من تصرفاته ورد فعل الآخرين لها.
وتابعت الأستاذة أميرة حديثها عن إمكانية التدخل المبكر في مثل هذه الحالات لتجنب تطورها سواءا كان التدخل علاجي أو بجلسات سلوكية فذكرت أن الأمر إذا تطور إلي حالة مرض الرهاب الاجتماعي فيكون العلاج علي قسمين الأول دوائي والثاني سلوكي معرفي.
والعلاج الدوائي لا يفضل اختياره إلا بعد العلاج السلوكي خصوصا في مرحلة الطفولة حيث يكون هناك توصيات معينة تعطي للأهل وهناك بعض الأمور التي يمكننا تطويرها في الطفل نفسه مثل تقدير الذات والثقة بالنفس وبالوقت يتحسن الطفل.
وأضافت الأستاذة أميرة أن جزء من العلاج يكون باقحام الطفل في المواقف التي يهابها بشكل تدريجي.
وفي النهاية وجهت الدكتورة كلمة للأمهات والمصابين بالرهاب الاجتماعي فهو من أكثر الاضطرابات النفسية السهل علي الفرد أن يتخاطاها حتي بنفسه.
فبالنسبة للأمهات, إذا شعرت الأم في طفلها بخجل غير طبيعي تحاول أن تعمل علي شخصيته وثقته بنفسه وعلي ميوله الاجتماعية وخلق مواجهات وعلاقات اجتماعية ومواقف مختلفة تساعد الطفل علي تخطي هذا الأمر.
مثل أن نترك الطفل يدفع الحساب في السوبر ماركت ويعتمد علي نفسه ولا نتحدث بدلا عنه أو منعه من الكلام.