أشارت الدراسات عام ٢٠١٢ أن ٦٪ من مجمل الوفيات التي تحدث في العالم تكون بسبب مرض الرئة الانسدادي المزمن وهذه النسبة تزداد مع مرور السنوات. وهناك كثير من العوامل والسلوكيات الخاطئة لدى الأشخاص التي تؤدي إلى وصولهم إلى هذا المرض المميت والخطير. نتحدث اليوم عن اليوم العالمي لمرض الرئة الانسدادي المزمن والأسباب التي تؤدي إلى هذا المرض وكيفية الوقاية منه.
ما هو مرض الرئة الانسدادي (COPD)؟
يجيب الدكتور «لؤي الحسيني» أخصائي أمراض صدرية وعناية حديثة وأمراض النوم، مرض الرئة الانسدادي المزمن هو مرض مزمن وبالتالي إذا أصيب الإنسان به فسوف يستمر معه وهو عبارة عن فقدان مزمن للوظيفة أو الكفاءة الطبيعية للجهاز التنفسي، حيث تتكسر الحويصلات الهوائية الموجودة بالرئة لتبادل الغازات ويصبح جزء منها عديم الفائدة في التبادل وبالتالي تحدث مشكلة في تبادل الأكسجين وإخراج ثاني أكسيد الكربون من الرئتين كما أن نسبة الضرر في الرئة تزداد بازدياد التعرض لمسببات هذا المرض، وهناك نوع أخر من المرض وهو الازدياد الشديد في إفراز البلغم نتيجة تهيج الغدد المفرزة للبلغم في الرئتين وبالتالي هذا جزء من الانسداد الرئوي المزمن ولا يحدث فقط تضيق في مجرى الهواء العصبي ولكن أيضا زيادة إفرازات البلغم وبالتالي شعور المريض بوجود سعال دائم وبلغم وضيق في التنفس في بعض الأوقات.
ما هي الأسباب التي تؤدي إلى مرض الرئة الانسدادي المزمن ؟
حوالي ٨٠-٨٥٪ من الحالات المصابة بهذا المرض تكون ناتجة عن التدخين كما أن هذا مثبت علميا و ١٥٪ من الحالات يكونوا من غير المدخنين ولكن ترجع إصابتهم إلى تعرضهم للدخان لفترة طويلة أو كانوا أطفال لأمهات يقومون بالتدخين أثناء فترة الحمل وهذا يؤدي إلى ضيق وصغر تكون الرئتين عند الجنين وبالتالي عندما يكبر يصاب بهذا المرض أو يمكن أن يكون بسبب ظروف بيئية مثل التلوث أو التقدم في السن. ولكن في المجمل الدخان الإيجابي أو التعرض للدخان السلبي أو التعرض للدخان من الأمهات أو التلوث البيئي يؤدي إلى هذا المرض.
ما هي أعراض مرض الرئة الانسدادي المزمن ؟
يقول “د. لؤي” عبر شاشة «رؤيا»، مرض الرئة الانسدادي المزمن عبارة عن مراحل ويعتمد على المرحلة التي يتم اكتشاف المرض فيها، فعندما تبدأ الأعراض بشكل بطيء متلازمة مع التقدم في السن ففي البداية تعزى أعراض الانسداد الرئوي البسيط لتقدم العمر حيث يحدث لدى الشخص ضيق تنفس عند الجهد مثل صعود الدرج ولكن معظم الأشخاص في البداية تعزي هذا الأمر لعدم اللياقة والتقدم في العمر ولكن في الحقيقة هذه بداية الأعراض.
المشكلة أن ٥٠٪ من الأشخاص ينتبهون إلى شدة الأعراض بعد تجاوز المراحل الأولى من المرض أي بعد الانتقال إلى المراحل وسطية الشدة وهنا تضعف فاعلية العلاج لذلك يجب على الأشخاص الانتباه على الأعراض وخاصة ضيق التنفس عند بذل الجهد وزيادة البلغم بحيث إذا كان الشخص مدخن منذ ٢٠ عام وصار معه بلغم صباحي وسعال فيجب عليه الذهاب للطبيب لفحصه، لذلك إذا انتبه المريض والطبيب المشرف على أن هذه قد تكون بدايات الانسداد الرئوي المزمن وأخذوا الإجراءات العلاجية والوقائية في هذه المرحلة قد تزيل الكثير من التأثير السلبي لهذا المرض على حياة الإنسان.
أما عن طرق العلاج فيتابع «د. لؤي»، أولا يجب وقف التعرض للدخان حيث أن الالتهاب الذي يسببه الدخان في القصب الهوائية أقوى بكثير من التأثير الإيجابي للأدوية، ثانيا يجب أخذ الأدوية ومعظمها عبارة عن بخاخات وهي علاج جيد جدا لأنه يركز فعاليته في المكان الذي يصل إليه ومعدوم الفعالية في المكان الغير مرغوب به في الجسم وهذه العلاجات مستمرة لأنه مرض مزمن وبالتالي الدواء مستمر، ثالثاً أخذ التطعيمات لأن هؤلاء الأشخاص أكثر عرضة للالتهابات الفيروسية والبكتيرية والالتزام بالحياة السوية.