شهد العلم في الأشهر الأخيرة انتشاراً لمرض الحصبة بوتيرة أكبر بعد تراجع مهم في عدد المصابين والوفيات الناتجة عنها كما قد شاهدنها قبل عامين.
هذا الارتفاع المفاجئ أطلق موجة كبيرة من التنجمات حول خطورة هذا المرض على سائر العالم.
سبب انتشار مرض الحصبة مرة أخرى وعدد الإصابات
قال “د. إبراهيم الجناحي” رئيس قسم أمراض الصدر والأطفال في مركز السدرة للبحوث. يعتبر السبب الرئيسي لانتشار الحصبة مرة أخرى هو التراجع الملحوظ في نسبة التطعيمات ضد الحصبة وهو تقريباً السبب الوحيد المثبت حتى الآن.
أما عن عدد الإصابات بهذا المرض فبحسب منظمة الصحة العالمية تم دراسة أكثر من ستة عشرة ألف حالة حول العالم كما أن هناك مناطق معينة تم رصد فيها حالات أكثر من غيرها وهي المناطق التي تتميز بالجوع والفقر والهزال أكثر من غيرها وذلك يبدوا جلياً في بعض المناطق في أفريقيا وآسيا التي تتعرض لمرض الحصبة أكثر من غيرها، ولكن كما سبق الذكر فإن السبب الرئيسي لنتشار هذا المرض مرة أخرى هو عدم أخذ التطعيمات حتى في بعض الدول التي تُصنف أنها دول غنية والتي من بينها دولة اليابان بسب بعض الاعتقادات التي بدأت تنتشر عند بعض الناس والحملات الكثيرة التي دعت إلى عدم التطعيم مما كان له أثر مباشر إلى ارتفاع نسبة انتشار مرض الحصبة.
مدى تأثير اللقاح على منع انتشار الحصبة
هناك بعض الدول الغنية كما سبق الذكر مثل اليابان وعدد من الولايات الأمريكية والتي وصل عددها إلى 22 ولاية والتي انتشر فيها المرض بشكل كبير وهذا سببه عدم تطعيم الأطفال ضد هذا المرض بسبب الأفكار المغلوطة التي انتشرت بصورة أكبر على السوشيال ميديا والتي ربطت هذه التطعيمات ومدى ارتباطها ببعض الأمراض الأخرى مثل مرض التوحد عند الاطفال.
على الجانب الآخر، لا يوجد أي دراسة تثبت علاقة تجمع بين تطعيم الحصبة ومرض الأطفال وذلك طبقاً لمنظمة الصحة العالمية وبعض المنظمات الصحية الأخرى.
على سبيل المثال، هناك منطقتين في دولة اليابان والتي انتشر فيها مرض الحصبة بصورة واسعة وذلك كان بسبب انتقاد مجموعة من المتدينين اليابانيين للتطعيمات ضد مرض الحصبة كما أن المثير في هذا الأمر أن رئيس هذه المجموعة الدينية فيما بعد أصدر فتوى بضرورة أخذ هذه التطعيمات.
وضع البلدان العربية من مرض الحصبة
لا يوجد أي بلد في العالم غير معرض لمرض بالحصبة لأن الحصبة هو من بين الأمراض الأسرع انتشاراً بين الناس كما أن الطريقة الوحيدة لمنع هذا الانتشار هو أخذ التطعيمات، لذلك يجب على كافة الدول وخاصة الدول العربية ضرورة توفير مطعوم الحصبة.
وتابع “الجناحي” تكمن الخطورة في مرض الحصبة ليس فقط في السخونة التي يتعرض لها الطفل ولكن في عدد الوفيات التي يسببها هذا المرض حيث وصل عدد الوفيات في الثمانينات ما يقرب من 2 مليون وستمائة ألف طفل حول العالم ولكن مع أخذ مطعوم الحصبة في التسعينات لم تزد هذه النسبة عن خمسمائة ألف حالة فقط، وفي عام 2017 أصبح هذا الرقم ضئيل للغاية، وهنا تكمن أهمية أخذ لقاح أو مطعوم الحصبة.
أهم الأعراض الخطيرة للحصبة
لا تختلف أعراض الخطيرة كثيراً عن باقي أعراض الأمراض الفيروسية الأخرى التي تصيب الأطفال والتب تبدأ عادةً بالسخونة وارتفاع في درجة حرارة الطفل ثم بعدها الطفح الجلدي على الوجه بعد ذلك يومين أو بثلاثة يصاحبه التهاب العين أو الملتحمة أو بعض الالتهابات الأخرى في الجسم بجانب التهابات الرئتين والتهاب السحايا والتهاب المخ.
وأخيراً، يمكن لمرض الحصبة الانتقال من شخص لآخر خاصة مع عدم أخذ المتلقي أو الشخص الذي ينتقل إليه المرض للمطعوم.