يوجد في المهبل بكتيريا بشكل طبيعي كما أن الحوض داخل الرحم والأنابيب داخل البطن معقم ولا يوجد به بكتيريا عكس الأماكن الطبيعية التي يتواجد بها البكتيريا مثل الفم والمهبل والتي تحافظ على البيئة الطبيعية للمهبل، وعند دخول هذه البكتيريا من المهبل إلى عنق الرحم والحوض فإن ذلك يؤدي إلى التهابات داخل الحوض.
ما هو تعريف التهاب الحوض؟
ترى الدكتورة آلاء نداف ” أخصائية النسائية والتوليد ” أنه من أكثر الأشياء التي تتأذى بالتهاب الحوض هي الأنابيب التي تتعرض للعطب المزمن لأن خلايا الأنابيب هي ما تحتوي على الخلايا البسيطة التي تسيّر البويضة حتى يحدث الحمل، وعند تعرض تلك الشعيرات للالتهاب فتتعرض للندب مما يؤدي إلى عطب بالأنابيب المسئولة الحمل عن طريق توصيل البويضة للحيوان المنوي حتى يحدث الحمل بشكل طبيعي، لذلك فإن واحدة من مضاعفات التهاب الحوض المزمن هي تأخر الحمل أو حدوث العقم في بعض الأحيان.
يحدث التهاب الحوض كما في أي التهاب آخر داخل الجسم عن طريق وجود دمل في الحوض في حالة عدم علاجه قد يتسبب في خراج المبيض ويكون صعب العلاج في هذه الحالة.
يمكن علاج التهب الحوض المزمن في بداية الأمر عن طريق بعض المضادات الحيوية ولكن في حالة عدم علاجه على الفور لابد لنا من اللجوء إلى العملية الجراحية حتى نستأصل الخراج الموجود في هذا المكان- بناءً على ما ذكرته الطبيبة.
هل تعتبر الكلاميديا من أسباب التهاب الحوض؟
يعتبر 90% من أسباب التهاب الحوض متمثلة في الأمراض المنتقلة جنسياً يشكل منها 90% أو أكثر الكلاميديا والجلونوريا وهو مرض منتقل جنسياً يتسبب في التهاب عنق الرحم وفي حالة عدم علاجه عن طريق المضادات الحيوية يخرج من عنق الرحم إلى الرحم ذاته ومن إلى الأنابيب ثم إلى الحوض.
تابعت ” نداف “: في حالة عدم علاج الالتهاب بالمضادات الحيوية على الفور هنا تكمن المشكلة في خلق مرض مزمن في هذه المنطقة.
أما عن الأعراض فتنقسم إلى أعراض خفيفة تأتي فور التعرض لالتهاب الحوض وأخرى مزمنة تأتي بعد شهر من تعرض المرأة الاتهاب الحوض، وفي أول فترة من هذا الالتهاب التي تصل إلى شهر واحد تقريباً تتسبب الأمراض المنتقلة جنسياً في حدوث بعض الإفرازات في المهبل مع رفع درجة حرارة الجسم والتسبب كذلك في آلام البطن كما في أعراض الرشح، ومن ثم قد لا يمكننا التفريق بينها وبين أعراض الرشح عدا أن الإفرازات يكون لونها مختلف تصل إلى اللون الأخضر رائحته مختلفة.
أما عن العلاج فيمكن عن طريق بعض المضادات الحيوية التي تختلف حسب الحالة وحسب شدة الالتهاب وتختلف ما بين مضادات حيوية حبوب وأخرى حقن وريدية.
في حالة التهاب الحوض المزمن فتكمن أعراضه في آلام مزمنة وشديدة في الحوض تظل طوال الحياة تزيد وقت الجماع ووقت الدورة الشهرية قد تضطر حينها المرأة لأخذ بعد الإبر العلاجية وهو واحدة من أسباب آلام الدورة الشديدة بجانب تأخر الإنجاب نتيجة عطب مزمن في الأنابيب مما يساعد في عدم إيصال البويضة للحيوان المنوي مما يجعلنا نضطر في هذه الحالة إلى اللجوء لأطفال الأنابيب للحمل.
ما هي طريقة تشخيص مرض التهاب الحوض؟
في حالة التهاب الحوض غير المزمن في مراحله البدائية أو في أول شهر فيتم التشخيص عبر أخذ مسحات من عنق الرحم وتُرسَل إلى المختبر وتبين ما إذا كان هنالك الكلاميديا أو الجلونوريا ويمكن علاج هذه الحالة عن طريق بعض المضادات الحيوية السهلة.
في حال وصول التهاب الحوض للشديد أو الزمن دون أن يتم علاجه بالمضادات الحيوية فمن الصعب أن يتم علاج هذه الحالة لأنها تتسبب في التصاقات الحوض على الرغم من زوال الالتهاب عند المرأة ولكن تبقى التصاقات الحوض التي لا يوجد هنالك حل نهائي لها عدا المنظار الذي قد يتسبب في تدمير الأنابيب، وفي حالة تكوُّن خراج على المبيض فلا يمكننا استعمال مضاد حيوي في الوريد وإنما لابد من فتح الخراب عن طريق المنظار ليتفرغ الدمل في البداية ثم يُعطى المريض مضاد حيوي في الوريد.
هناك 5% أخرى من أسباب التهاب الحوض مبنية على أسباب انتقال البكتيريا من المهبل إلى الحوض، لذلك يعتبر الإجهاض واحداً من أسباب التهاب الحوض وتعتبر المشكلة الكبرى في الإجهاض عدم أخذ المضادات الحيوية التي تساعد حينئذ في عدم ظهور التهاب الحوض حيث أن عنق الرحم هو ما يحمي الحوض ولكن في حالات الإجهاض يُفتح عنق الرحم مام يساعد على انتقال البكتيريا الطبيعية من المهبل للحوض ومن ثم التعرض لالتهاب الحوض.
وأخيراً، يمكن للتنظيفات التي تتم في المهبل أن تتسبب في التهاب المهبل كما يمكن للولب أن يؤدي إلى ذلك الالتهاب وهو أمر نادر الحدوث لأن الأطباء غالباً ما يقومون بتركيبه بتقنيات معقمة، هذا إضافة إلى فحص أو صورة الأنابيب التي قد تتسبب أيضاً في تعرض المرأة لالتهاب الحوض، ولذلك يستوجب على المرأة أخذ مضاد حيوي قبل إجراء تلك الصورة للأنابيب.