النهام العصابي أو الشره المرضي العصبي هي تسميات مختلفة لواحد من الاضطرابات الخاصة بالأكل والذي يسمى “البوليميا” ويتمثل هذا الاضطراب في تناول الطعام بكميات كبيرة بعد الصيام عنه وعدم القدرة على التحكم في النفس أثناء الأكل، ثم يُتبع بمرحلة الندم ومحاولة الاستفراغ أو تناول المسهلات للتخلص من السعرات الحرارية الكثيرة التي تم تناولها، ولكن هذه الطريقة لا تُجدي لأنها تتسبب في تعويد الجسم على امتصاص كافة السعرات الحرارية فور دخولها الجسم مما يؤدي إلى زيادة الوزن علي عكس رغبة المريض.
هناك أسباب لهذا الاضطراب سواء شخصية أو عائلية أو اجتماعية، وعلاج هذه الحالة يبدأ بالسلوك المعرفي وأن يفهم المريض أنه يضر نفسه بما يفعله فمن الممكن أن يصاب بتقرحات المريء وتآكل الأسنان، وأن يتعلم كبيف يتعامل مع نفسه ويتقبلها.
أعراض وعلامات الإصابة بالبوليميا
يقول الدكتور “ناصر الهندي” استشاري الطب النفسي أن البوليميا هي وصف لحالة معينة من اضطراب الأكل والتي تصيب السيدات بشكل عام وتبدأ من حوالي سن ١٦ سنة، ومعنى هذا الاضطراب أن السيدة تنظر إلى نفسها بنظرة مشوهة وتكون النتيجة أنها تلجأ للصيام من أجل تنزيل الوزن، وبعد صيام مدة معينة تبدأ في أكل الطعام بكميات كبيرة جدًا تصل لآلاف السعرات الحرارية خلال ساعات.
وخلال هذه الفترة تصل لمرحلة الشّبع ثم مرحلة الزيادة في الأكل ثم تنتهي بمرحلة الندم بعد أن تكون قد انتهت من أكل الطعام، فتبدأ حركة التطهير للتخلص من السعرات الحرارية بشكل أو بآخر إما عن طريق محاولة التقيؤ أو تناول المسهلات ومدرات البول أو ممارسة الرياضة بشكل شديد جدًا للتخلص من هذه السعرات الحرارية، وعادة تتكرر هذه الحالة لعدة مرات في اليوم أو في الأسبوع، فعندما تتأثر على حياة المرأة بهذا الشكل فقد تحولت إلى حالة مرضية.
أسباب الوصول لمرحلة الشراهة المرضية
الطبيعي أن الإنسان يتناول في الوجبة حوالي ٤٠٠ أو ٥٠٠ سعر حراري، ولكن عند القيام بصيام قبل الأكل بنية خسارة الوزن لا يستطيع الشخص تمالك نفسه أمام الأكل ومقاومته ولا يستطيع تناول كمية صغيرة منه ولكنه لا يهدأ إلا بعد أن ينهي كمية الأكل الموجودة حتى يصل إلى مرحلة الندم، كما أن هذا الصِّيام يعود الجسم على امتصاص السعرات الحرارية مباشرة فور دخولها الجسم.
فحتّى إذا حاول الشخص فقد السعرات الحرارية بالاستفراغ لن يكون له فائدة لأن الجسم قد امتصها فور دخولها إليه، ولكن موضوع الصيام الطبي يعتبر صحي ولكن يجب أن يتم بشكل مدروس ويكون هناك تنوع في الأكل، لا أن يحتوي فقط على سعرات حرارية وسكريات.
عوامل الإصابة بالبوليميا
- عوامل شخصية: إصابة الشخص باضطراب شخصي كالشخصية النرجسية أو الحادية.
- عوامل عائلية: وجود أشخاص يعانون من حالة نفسية معينة كالقلق والتوتر أو اضطراب أكل، أو ضغط العائلة على الشخص من أجل الأكل أو عدم الأكل وخصوصًا إذا كان أحد أفراد المنزل يعاني من البدانة.
- عوامل اجتماعية: أهمية الظهور بمظهر صحي ومقبول يجب أن يتم بشكل صحي وليس بإجبار النفس على ذلك، لأنه قد يؤدي إلى فقد القدرة على السيطرة على الشهية.
وأضاف الدكتور أن علاج هذه الحالة معقد ولكن يجب البدء بعلاج السلوك المعرفي والنظر إلى كيفية التعامل والسيطرة على النفس ومحاولة تقبلها، كذلك يجب معرفة أن التقيؤ المتعمد قد يؤدي إلى زيادة السمنة على المدى الطويل كما يمكن أن يتسبب في حدوث تقرحات في المريء والحلق وتآكل الأسنان، وإذا كان المريض يعاني من أشياء مترتبة على هذا المرض مثل القلق والتوتر والاكتئاب فيجب عليه أن يستشير طبيب نفسي.