ما الركائز التي يُعول عليها للحد من إنتشار مرض الإيدز؟
نبه الدكتور “أسعد رحال” مدير البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز بوزارة الصحة الأردنية على أن الركيزة الأساسية للحد من إنتشار الإيدز هي الإهتمام بتقديم الخدمات الصحية للمريض وفق معاملة حسنة، لأن المعاملة الحسنة تُشجع المريض على الإستمرار في متابعة المتخصصين والإلتزام بالبرنامج العلاجي وبالتالي هي عامل علاجي ووقائي للحد من إنتشار المرض في المجتمع، أما رفض المريض أو معاملته بسوء قد ينتج عنها رد فعل عنيف وسلبي من المريض تجاه أفراد المجتمع حيث سيتجه إلى الممارسات التي تساعد في إنتشار الإيدز بين المحيطين به بدافع الإنتقام، ومنهم إلى غيرهم مما يُوسع دائرة الإصابة في أي مجتمع بشري.
ما هي الجهود التي تقدمها دولة الأردن للحد من إنتشار الإيدز؟
تستهدف جهود منظمة الصحة العالمية الوصول إلى عام 2030م دون وجود إصابة بالإيدز بين المجتمعات البشرية، وتسير الأردن على نفس النهج بحيث تصل إلى عام 2030م بدون إصابات جديدة بالإيدز مع السيطرة على الحالات المصابة بالفعل، ولتحقيق ذلك إلتزمت الجهات المعنية في الأردن بإستراتيجية منظمة الصحة العالمية لعام 2020م والتي تُعرف باسم (90 90 90) وهي تهدف إلى معرفة 90% من المصابين بحالتهم الصحية وبالتالي يتوجهون إلى الخدمات الصحية والمتابعة الطبية ويتلقونها بالفعل، إلى جانب إلتزام الأردن بتنفيذ البرامج التوعوية والتثقيفية والتعليمية الأخرى وخصوصًا بين الشباب الأردني، وتهدف جميع هذه البرامج والإستراتيجيات إلى الحد من إنتشار الإيدز، والحد من خطره على الصحة العامة.
وأشار “د. أسعد” إلى أنه لتفادي الوصمة المجتمعية لمرضى الإيدز يتم تحويلهم إلى مراكز متخصصة تابعة لوزارة الصحة بسرية كاملة لتلقي العلاج بالمجان لكل المرضى. كما تقوم هذه المراكز بالرد على إستفسارات المواطنين المتعلقة بالمرض وطرق إنتقاله، وبعد التوضيح الكامل يتم سؤال المواطن عن أية ممارسات سابقة من الممكن أن تتسبب في إصابته بالإيدز، وإذا ما رغب المواطن في الفحص الطوعي يحضر إلى المركز ويُهيأ في جلسة مشورة قبلية ثم تُجرى له الفحوصات اللازمة، وبعد ظهور النتائج سواء بالإيجاب أو السلب يخضع المواطن لجلسة إرشادية وتعليمية عن المرض وأعراضه وطرق إنتقاله، وإذا كانت النتائج إيجابية يُحول إلى الأطباء المختصين لوضع البرنامج العلاجي وكذلك يُحول إلى فرق الدعم النفسي لتثبيته وتعليمه طرق حماية المحيطين به من العدوى وطرق حماية نفسه من تفاقم أعراض المرض، ويتم هذا كله بسرية تامة وبالمجان.
ما هي الفئات الأكثر عُرضة للإصابة بالإيدز؟
الفئات الأكثر تعرضًا للإيدز هي:
• الفئات العاملة في الجنس التجاري، وهذه فئة تشمل النساء والرجال، وهي منتشرة في كل دول العالم بما فيها الدول العربية وإن كانت على نطاق أضيق من الدول الغربية.
• متعاطين المخدرات عبر الحَقن الوريدي وخاصةً مع التشارك في أدوات الحَقن.
• الرجال المثليين، أي الرجال الممارسين للجنس مع الرجال.
• مرضى الأمراض الجنسية الأخرى هم أكثر قابلية للإصابة بالفيروس وإنتقاله إلى الخلايا المناعية بالجسم.
كيف ينتقل فيروس الإيدز بين البشر؟
أكد “د. أسعد” على أن حركة الفيروس بين الناس يحكمها الترابط بين طريقة إنتقاله والسلوك البشري، فطرق إنتقال الفيروس كلها تتركز في معظمها على سوائل الجسم وأخطرها الدم، والوسائل الجنسية عند الرجل والمرأة، والحمل والولادة، وحليب الأم. إلا أن هذه السوائل كلها لن تتسبب في الإنتقال إلا إذا ارتبطت بسلوكيات بشرية خاطئة وأشهرها وأكثرها نشرًا للعدوى الإتصال الجنسي الغير آمن بين الرجل والمرأة. ونشير هنا إلى عدم ثبوت قدرة سوائل الجسم الأخرى مثل العرق واللُعاب والمخاط على نقل الفيروس من شخص إلى آخر. ومن طرق الإنتقال الأخرى الجنس المثلي وتعاطي المخدرات بالحقن المشتركة.
هل يوجد أعراض أولية للإيدز؟
قد تظهر بعد أسبوعين من الإصابة بالفيروس أعراض خفيفة كأعراض الإنفلونزا أو طفح جلدي أو إنتفاخ في الغدد الليمفاوية، ثم تختفي هذه الأعراض سريعًا وبعلاجاتها الخاصة، ولا يشعر المصاب بأية أعراض لفترات زمنية تمتد إلى أشهر أو سنوات حتى يضعف جهاز المناعة لحد معين وهنا تظهر الأمراض المناعية الغير مرتبطة ببعضها مثل إلتهابات الدم وإلتهابات الرئة وإلتهابات الدماغ والسُل، وهذه الأمراض المناعية المختلفة تُشير كلها إلى ضعف المناعة وفقط، هذه الإشارة تُلزم قياس درجة مناعة الجسم فيُكتشف الإيدز صدفةً عند هذه النقطة. من هنا يتضح أن مرض الإيدز يمر بمراحل عدة وقد يحتاج لفترات زمنية طويلة تمتد أحيانًا إلى 15 عام لإكتشافه.
ما هو علاج الإيدز؟
أشار “د. أسعد” إلى أنه يُعالج الإيدز من شقين أساسيين للوصول بالمريض إلى مرحلة التعايش مع المرض بدون ظهور الأعراض أو تفاقمها، فالشق الأول هو الحد من نشاط الفيروس بحيث لا يتكاثر في الجسم وبالتالي السيطرة عليه والسيطرة على العدوى، والشق الثاني هو رفع القدرة المناعية للمريض للتمكن من مواجهة أعراضه ومضاعفاته المرضية الأخرى. وتحصيل النتائج يلزمه بالضرورة إلتزام المريض الكامل بالبرنامج العلاجي، وبالإرشادات الإجتماعية والنفسية المحددة من الطبيب.