يُعَد مرض السرطان من أخطر الأمراض التي يخاف منها الناس بسبب صعوبة علاجها ولأن الإصابة به يضعف مناعة الإنسان ويؤثر أيضاً على حالة الإنسان النفسية.
ويقال أن السكر هو سُمّ ويعتقد الناس أن للسكر دخل في الإصابة بمرض السرطان، وبالتأكيد السُّكّر ضار جداً لأي إنسان ويؤثر على المناعة ويصيب الشخص بكثير من الأمراض.
ولكن كيف يؤثر الامتناع عن السكر على مرض السرطان وهل يساعد الامتناع عن السكر في الشفاء من السرطان هذه تساؤلات يبحث عنها الكثيرون لذلك من المهم معرفة هذه المعلومات حتى يعرف كل شخص مدى خطورة السكر على الإنسان.
كيفية الامتناع عن السكر
تقول أخصائية التغذية “الدكتورة رند الديسي” إن من المهم معرفة ما هي فوائد ابتعاد مرضى السرطان عن السكر وكيف يمكن أن تعالج الخلايا السرطانية بالابتعاد عن السكر، ومعرفة أيضاً كيفية الابتعاد عن السكر هل هو عدم وضع ملعقة من السكر في الشاي أم الانقطاع عن السكر بشكل عام.
ومن المهم أيضاً التعرف على أفضل نظام غذائي يمكن اتباعه خلال هذه الفترات الحرجة، خاصة بعد ظهور دراسة جديدة منذ حوالي أسبوع من المركز المختص بالتغذية السرطانية.
والتغذية العلاجية المختصة في مرضى السرطان لذلك سيتم التعرف على كل هذا بشكل مبسط.
الامتناع من السكر يعني الامتناع عن كل المصادر الغذائية والنشويات، التي تتحول إلى سكر في الجسم، مثل:
- الخبز.
- الأرز.
- الفريك.
- البقوليات.
- السكر المضاف للطعام.
- السكر الذي يضاف إلى بعض الأطعمة لحفظها لفترات معينة مثل المربى.
وإذا أراد الشخص الابتعاد عن السكر يجب عليه الامتناع بشكل تام عن تناول كل ما يلي:
- النشويات.
- الحبوب.
- البقوليات.
- معظم أنواع الفاكهة.
- الأغذية المضاف لها سكر.
- الأغذية التي تحتوي على السكر المصنوع من الفركتوز.
هذا النظام مخصص لفئة معينة من المجتمع، فهذا ليس نظام حياة يجب اتباعه، بل هناك دراسة أثبتت أن الأشخاص الذين كانوا يتعالجون من مرض السرطان بالعلاج الكيميائي أو بالإشعاع والاثنين واتبعوا الحمية الغذائية الكيتوزية الذي يتم فيها الابتعاد التام عن النشويات، وجدوا نتائج جيدة من ناحية نمو الخلايا السرطانية وتصغير حجمها.
والسبب في ذلك هو أن الخلايا السرطانية تتغذى على الجلوكوز فقط، هناك عمليات مختلفة تحدث في الجسم، وبدأت الدراسة السابقة عندما كان الأطباء يقومون بفحص مرضى السكري المصابون بالسرطان.
ودرسوا الخلايا السرطانية الموجودة في الجسم وخلال هذه الدراسة قاموا أيضاً بعمل فحص بول لهؤلاء المصابين واكتشفوا أن هؤلاء المرضى ليس لديهم سكر في البول وهذا شيء غير منطقي لأن مرضى السكرى يكون لديهم جلوكوز في البول ولكن بنسب قليلة إذا كان هناك سيطرة على نسبة السّكر لدى المريض.
ومن خلال هذا الاكتشاف تبين أن الخلايا السرطانية تؤثر على السكر الموجود في البول وتستولى على هذا السكر، وعندما اكتملت الدراسات وجدوا أن الخلايا السرطانية تتغذى على الجلوكوز أو السكر الموجود في الجسم.
وإذا لم تجد الخلايا هذا السكر تلجأ إلى طرق أخرى لإنتاج السكر عن طريق الكلايكوليسز Glycolysis والذي ينتج معه حمض اللاكتيك، والذي يؤدي إلى نمو الخلايا السرطانية.
وأثبتت الدراسة أن عدم وجود السكر في البول هو بسبب استخدام الخلايا السرطانية للسكر، لذلك بدأ الأطباء في منع السكر عن مرضى السرطان الذين يعانون من مرض السكري والسرطان معاً حتى يروا ما هي النتيجة.
مدة الانقطاع عن السكر
تابعت “د. الديسي” تعتمد مدة الانقطاع على حسب استجابة الجسم لاتباع الحمية الكيتونية، فعند اتباع هذه الحمية والقيام بالامتناع عن النشويات يبدأ الجسم في البحث عن مصادر أخرى لاستخراج الطاقة وفي حالة عدم وجود السكر يبدأ الجسم في استخراج الطاقة من الدهون.
فتحدث عملية تسمى “Gluconeogenesis” والتي يتم فيها صناعة الجلوكوز من مصادر أخرى غير السكر والنشويات وتكون من الدهون، والذي يتم إنتاجه يعتبر أجسام كيتونية، لذلك عند الامتناع عن السكر يبدأ الكبد في البحث عن مصادر أخرى لاستخراج السكر وعادة تكون هذه المصادر هي الدهون ويقوم بتحويلها إلى اسيتون أو هيدروكسي بوتيرات حتى ينتج منها طاقة والتي تسمى الأجسام الكيتونية.
هذه الأجسام الكيتونية يبدأ الجسم في استخدامها كمصادر للطاقة ولكنها تظهر في البول، لذلك يقوم الطبيب بطلب إجراء فحص بول لمعرفة إذا كان الجسم في حالة كيتوسيس أي يستخرج الطاقة من الأجسام الكيتونية.
ويتم عمل هذا الفحص بطريقة سهلة في المنزل عن طريق شراء عبوة “استيكس”، ويقوم المريض بفحص الأجسام الكيتونية يومياً عن طريق وضع هذه الاستيكس في البول، وعندما يكون الجسم في الحالة الكيتونية ويستخدم الأجسام الكيتونية لاستخراج الطاقة، وحينها يحدث الآتي:
- تستطيع الخلايا الصحية استخدام الأجسام الكيتونية كمصدر للطاقة.
- جهاز توليد الطاقة عند الخلايا السرطانية لا يقدر على استخدام الأجسام الكيتونية واستخراج الطاقة منها.
وبناءً على ذلك يحدث حد من الطاقة وحد من النمو الذي يصل إلى الخلايا السرطانية فتبدأ هذه الخلايا في الموت ويصغر حجمها أو على الأقل لا تنمو أكثر.
واقرأ هنا أيضًا نصائح وعادات صحية للوقاية من سرطان الثدي
تعويض الجسم عند الامتناع عن تناول الكربوهيدرات ومصادر الطاقة
إذا تم اتباع هذا النظام كأسلوب حياة يُفضل اتباعه من قبل الأشخاص الذين يعانون من مشاكل السرطان ويتبعون الحمية الغذائية الكيتوزية، ولتعويض الجسم يجب تناول كل ما يلي:
- جرام واحد من البروتين لكل كيلو جرام من الجسم فمثلا إذا كان وزن الشخص ٧٠ كيلو يجب عليه تناول ٧٠ جرام من البروتين، وهذا لا يعني تناول ٧٠ جرام من اللحوم والدجاج والأسماك لأن هناك عملية حسابية وهي أن كل حصة من اللحوم والدجاج والأسماك وكل البروتينات التي يتم تناولها تحتوي على كمية معينة من البروتين ويتم التعامل على أساس هذه الحسبة.
- تناول من ١٠ إلى ١٥ جرام فقط من النشويات.
- بالنسبة للسعرات الحرارية فيتم تحديدها حسب طول ووزن ونوع الجسم سواء ذكر أو أنثى، ويتم أخذ باقي السعرات الحرارية من الدهون.
- يجب أن تكون الدهون الذي يتم تناولها صحية.
ويجب الانتباه عند اتباع تلك الحمية، سواء إذا كانت لخسارة الوزن أو لعلاج مشاكل السرطان، إلى أنه غير صحيح التركيز على تناول دهون غير صحية بالرغم من أن بتناول الدهون الغير صحية سيتم أيضاً تصغير حجم الخلايا السرطانية ولكن ستتسبب هذه الدهون في تراكم الدهون على الكبد وعلى الأوعية الدموية، لذلك يجب تناول دهون صحية فقط.
نصائح للأشخاص الذين يتبعون حمية الكيتو
الذين يتبعون حمية الكيتو يقومون بتناول كميات مفرطة من الكريمة والقشدة والسمنة والزبدة وحليب جوز الهند وزبدة جوز الهند وهذه الكميات تفوق احتياجات الجسم بكثير، ولكن في النهاية هذه دهون ومنها دهون مشبعة تبدأ في التخزين والتراكم على الشرايين والأوعية الدموية.
والأفضل هو تناول زيت الزيتون والأفوكادو والمكسرات الصحية وتكون هي مصادر الدهون في تلك الحمية، وهذه الأغذية تعطي الجسم مضادات أكسدة عالية تساعد الجسم على أن يكون في حالة صحية.
ولكن تناول لقمة واحدة من الأغذية التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات مثل الكيك تؤدي إلى حدوث تغيرات في الجسم ويبدأ في حث البنكرياس على إفراز الأنسولين والأنسولين يقوم بتحفيز إفراز عامل النمو شبيه الأنسولين Insulin like growth factor.