الدعوة السرية
أولاً: بعد نزول الوحي على نبينا محمد ﷺ؛ بدأت مرحلة التبليغ فبدأ ﷺ بأقرب الناس إليه، واتخذ أسلوب السرية في الدعوة لنشر الإسلام.
واتخذ أسلوب السرية من أجل تدريب المؤمنين وتقويتهم، وكي لا يستثيروا قريش في ذلك الوقت.
أول من آمن برسالة الرسول ﷺ
كانت السيدة خديجة هي أول من آمنت بالدعوة، وأسلم ربيبه علي بن أبي طالب —رضي الله عنه— وكان عمره 10 سنوات في حينها، وأسلم مولاه زيد —رضي الله عنه—، ثم بدأ بمن يؤمل الاستجابة لدعوته فكان أولهم صديقه أبا بكر —رضي الله عنه—، وقد بذل —رضي الله عنه— جهداً في دعوة الآخرين للإسلام؛ حيث أقنع عدداً من الصحابة منهم:
- عثمان بن عفان.
- الزبير بن العوام.
- طلحة بن عبيد الله.
- أبو عبيدة.
- الأرقم بن أبي الأرقم.
كما دخل عددٌ من الموالي في الإسلام، منهم:
- بلال بن رباح.
- صهيب بن سنان.
- عمار بن ياسر ووالده وأمه سمية —رضي الله عنهم—.
وكان الرسول ﷺ يجتمع بالمسلمين بعيداً عن أعين الآخرين. وظلت هذه الاجتماعات والدعوة السرية لمدة ثلاث سنوات.
الدعوة الجهرية
وبعد ذلك تحولت الدعوة السرية إلى دعوة جهرية، فقد أمر الله ﷻ رسوله ﷺ أن يُعلن دعوته، قال ﷻ ﴿وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ﴾.
فاستجاب الرسول لأمر ربه، وبادر بالالتقاء بأقاربه من بني هاشم وبني عبد مناف فدعاهم إلى عبادة الله وحده، ولكنهم لم يستجيبوا.
ثم انتقل بالدعوة إلى أهل مكة، فصعد الصفا فهتف «يا صباحاه»، فقالوا: من هذا.
فاجتمعوا إليه، فقال «أرأيتم إن أخبرتكم أن خيلاً تخرج من سفح هذا الجبل، أكنتم مصدقي».
قالوا: ما جربنا عليك كذباً.
قال «فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد».
قال أبو لهب: تباً لك، ما جمعتنا إلا لهذا، ثم قام، فنزلت ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾.
فحكم الله ﷻ على أبي لهب وامرأته بالخسران والخزي في الدنيا والآخرة.
هل أثرت اعتراضات قريش على استمرار الرسول في الدعوة؟
لا.
لقد واصل رسولنا دعوة الناس إلى الدخول في الإسلام، ولم يبال بموقف قومه السلبي.
وقد قال ﷻ ﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ﴾.
الخلاصة
تعرفنا على مراحل دعوة رسولنا الكريم ﷺ في مكة؛ حيث بدأت الدعوة سرية، وكان أول من آمن بالإسلام السيدة خديجة —رضي الله عنها—، وسيدنا علي بن أبي طالب —رضي الله عنه—، وسيدنا أبو بكر —رضي الله عنه— الذي أقنع عدداً من الصحابة باعتناق الإسلام، ومنهم: سيدنا عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وزيد مولى النبي ﷺ.
ثم انتقل بعد ذلك الرسول إلى دعوته الجهرية، فدعا قومه من جبل الصفا، ورغم عدم استجابتهم له استمر في تبليغ دعوته حتى انتشر الإسلام في كل بقاع الأرض.