يتحدث أحد الآباء متندرا بمطالبة ابنه الذي يدرس في الصف الأول الابتدائي بمدرس خصوصي أسوة ببقية إخوته الذين يدرسون في مراحل المتوسطة والثانوية، وهذه المطالبة لم يأت بها التلميذ الصغير من فراغ بل من واقع بدأ يفرض نفسه بعد أن تم التوسع في احتياج المدرس الخصوصي قبيل الامتحانات حتى كاد يتحول إلى عرف سنوي عند كثير من الأسر وهذا الاعتماد المطلق له أثر مع الوقت في ثقة الطالب بقدراته لدرجة أنه لا يستطيع أن يؤدي الاختبار دونه.
ويكشف هذا الاعتماد الكبير خللا تربويا تتقاسم الأسرة والمدرسة مسؤوليته؛ حيث إنه ليس معقولا أن يكون غالبية الطلبة متدنين في مستواهم الدراسي وأنهم في حاجة إلى مدرس خصوصي قياسا على الإقبال الشديد على المدرسين هذه الأيام وألا يعني ذلك قصورا في دور المدرسة إذا تجاوزت نسبة المتدنين إلى أكثر من النصف وهو أقل، وهذا يتطلب أن تقيم المدرسة دروس تقوية مسائية لمساعدة الطلبة على رفع مستوى تحصيلهم العلمي ويبقى النسبة المتبقية الذين يحتاجون فقط إلى دعم نفسي وتعبئة معنوية.
وقد انتشرت في السابق ظاهرة المذاكرة في المساجد؛ ما يؤكد أن كثيرا من الطلبة بحاجة إلى أجواء من الطمأنينة والاحتواء الروحي لكي تخفف من قلقهم وارتباكهم النفسي في مواجهة الامتحانات أكثر من حاجتهم إلى مدرس خصوصي يستنزف ميزانية الأسر ويجعل الطالب أسيرا له طوال مراحله الدراسية.
وكان الأجدر بالأسرة ألا تغفل عن أبنائها في وقت السعة وتضغط عليهم وقت الضيق حتى تحتقن نفسية الطالب وتختلط أوراقه فلا مدرس خصوصيا يفيد ولا عقاقير وهمية قد يلجأ إليها الطالب ليتدارك ما فاته.
بقلم: هزاع بن نقاء
أما هنا؛ فنقرأ عن: «بزنس» التعليم الأهلي في السعودية