ما هي مكونات مشروبات الطاقة؟
أجابتنا أخصائية التغذية “رُبى مشربش” قائلة: في البداية نحب أن ننوه إلى أن مشروبات الطاقة ما هي إلا خطر داهم على صحة الإنسان، كما ننوه أيضًا إلى أن الدراسات العلمية أثبتت أن غالبية إستخدام هذه المشروبات يكون للفئات العمرية الشبابية وكذلك للرياضيين وهو ما سيؤثر في صحتهم في المستقبل لا محالة.
أما عن المكونات فعادةً ما تتركب مشروبات الطاقة بمعدلات متباينة من الآتي:
1. السكر بكميات كبيرة، وعادةً إما أن يكون سكر أبيض أو أنواع أخرى من السكر مرتفعة الفركتوز.
2. نسب مرتفعة من مادة الكافيين، والكافيين المرتفع مع السكر الزائد هما المسئولان نوعًا ما عن إمداد الجسم بالطاقة.
3. من الممكن أن يُضاف لمشروبات الطاقة بعض الفيتامينات، وعادةً ما تكون هذه الفيتامينات من مجموعة B مثل B12 وB6 وB3، وذلك لأهمية مجموعة فيتامينات B لعمليات الأيض في الجسم المسئولة عن تكسير وتحطيم الكربوهيدرات وبالتالي إنتاج الطاقة.
4. بعض الأعشاب والتي غالبًا ما تحتوي على كميات من الكافيين، وهو الأمر الذي يتبعه بالضرورة مضاعفة كميات الكافيين بالمشروب إلى حدود مهولة، وأبرز هذه الأعشاب “جورانا” و”جينسيك” و”جينكوبايلوبيك”.
ما أضرار مشروبات الطاقة؟
أضافت “أ. رُبى” قائلة: كما سبق وأن أشرنا أن أغلب متناولي مشروبات الطاقة هم الشباب واليافعين، وبالنسبة لهؤلاء لا يُنصح لهم غذائيًا بتناول أكثر من 300 ملليجرام من الكافيين في اليوم الواحد، وبالتالي فإن تناول مشروب أو مشروبين من مشروبات الطاقة بجانب العادات الطبيعية لشرب الشاي والقهوة ينتج عنه تجاوز النسب الداخلة للجسم من الكافيين بما يصل إلى حد التسمم بها، فالمشروب الواحد من مشروبات الطاقة يمكن أن يحتوي على الكافيين بنسب تتراوح بين 47 إلى 80 ملليجرام، ومع بعض الأنواع المضاف إليها الأعشاب تصل النسبة إلى 200 ملليجرام، وبالتالي هي كمية تعادل ثلاثة أضعاف كمية الكافيين الموجودة في المشروبات الغازية.
وتنبع الخطور الثانية لمشروبات الطاقة من نسب السكر المرتفعة الموجودة بها، ففي العادة تحتوي العبوة الواحدة على كمية سكر أبيض أو سكر عالي الفركتوز تبلغ 54 جم وهو ما يعادل 14 ملعقة سكر، ومن المعلوم للقاصي والداني الخطورة التي يمثلها السكر على صحة الجسم فهو مسئول عن أمراض عدة منها تسوس الأسنان والسمنة البطنية ومرض السكري.
وأشارت “أ. رُبى” إلى أنه أثبتت الدراسات البحثية أن مشروبات الطاقة لا تؤثر إيجابيًا في عمليات التركيز وتنشيط عمل الدماغ والذاكرة كما هو شائع، بل على العكس رغم أنها تمد الجسم بالطاقة إلا أن ما أكدته الدراسات يشير إلى أن مشروبات الطاقة مسئولة عن إصابة الجسم البشري بالتعب العام والإرهاق وقلة التحصيل الأكاديمي خاصةً عند المراهقين، وبالنسبة للمراهقين والأطفال أيضًا أثبتت الدراسات أن مشروبات الطاقة تؤدي إلى إرتفاع ضغط الدم وزيادة سرعة ضربات القلب تبعًا لزيادة الكمية الداخلة إلى الجسم من مادة الكافيين.
واختتمت “أ. رُبى” قائلة: وتجدر الإشارة هنا إلى أنه نظرًا للخطر الصحي الداهم الناتج عن مشروبات الطاقة وخصوصًا على الأطفال فقد اتجهت الجهات التشريعية البريطانية مؤخرًا للعمل على قانون سيُصوَت عليه قريبًا يُجرم بيع مشروبات الطاقة لمن هم دون السادسة عشر من العمر، أي أن مشروبات الطاقة ستُعامل معاملة السجائر والتدخين لأن كلاهما في الخطورة الصحية سواء، ويعتبر القائمون على القانون أنه خطوة على طريق تقليص ظاهرة الإصابة بالسمنة بين الأطفال والتي تفشت وانتشرت بشكل مروع في السنوات الأخيرة، وكذلك كخطوة للوقاية من أمراض عديدة في المستقبل طبقًا لما أكدته الدراسات البحثية من خطورة التناول المفرط والمستمر لهذه المشروبات على القلب وضغط الدم والكُلى وهشاشة العظام وخاصةً إذا تناولها أصحاب الفئات العمرية الصغيرة.