لقد تزايدت نسبة الإصابة بزيادة الوزن والسمنة عند الأطفال في جميع الدول العربية؛ وخاصة المملكة العربية السعودية. ومن ثم قامت الجمعية السعودية بحملات توعية لمُكافحة السمنة في جميع الفئات العمرية، وخاصة فئة الأطفال.
هل تنجح حملات التوعية ضد السمنة في تغيير العادات الغذائية؟
يقول “الدكتور بسام بن عباس” استشاري أمراض الغدد الصماء والسكري: تُعد الحملات التوعوية المتعاقبة والمتكررة بلا شك ستعود بالفائدة الكبرى على المجتمع. لأن زيادة الوزن مشكلة مجتمعية وليست فردية. ولابد للمجتمع بأكمله أن يقف ضد هذه المشكلة ويُحاربها بكل ما يستطيع.
ويجب على الأهل أن يكونوا مثلاً أعلى للطفل والمراهق في عاداتهم الغذائية، فإذا طلب الأب أو الأم من الطفل اتباع نظام غذائي معين دون أن يكونوا قدوة لهذا الطفل، فمن الصعب التزام الطفل بهذا النظام الغذائي المطلوب منه.
لذلك: على الأهل أن يكونوا المحور والمركز الرئيسي للطفل في اتباع نظام غذائي محدد، حتى يتشجع الطفل على تطبيق هذا النظام والعمل به.
معظمنا لديه أسئلة عن السمنة لدى الأطفال؛ لكِن لا يجب أن يقِف الحَدّ عند كونها أسئلة فقط؛ يجب أن نعثر على أجوبة من المُختصين.
فيجب التثقيف جيدًا لمعرفة تحاليل السمنة للأطفال؛ أو البحث عن كثب عن علاج زيادة الوزن عند الأطفال الذين أصبح مستقبلهم الصحي مُهددًا بسبب هذا الداء.
مخاطر السمنة على الأطفال وأسباب ظهورها
وبالحَديث عن أضرار السمنة عند الأطفال؛ لقد أثبتت جميع الدراسات أن الإصابة بزيادة الوزن تزداد في الفئة العمرية من بين 10 إلى 19 سنة، ومن ثم فهي أكثر فئة مستهدفة في الحملة التوعوية.
فقبل 20 سنة كانت نسبة زيادة الوزن في المملكة العربية السعودية حوالي 20%، أما اليوم فقد ازدادت إلى حوالي 40%. وتختلف نسبة زيادة الوزن عن السمنة.
فقد كانت نسبة السمنة قبل 20 سنة حوالي 10% تقريباً، وازدادت إلى 20% في الوقت الحالي. كما أن هذه النسبة في زيادة مستمرة، وهو مؤشر الخطورة.
والجدير بالذكر؛ أن زيادة الوزن لها أسباب مرضية عضوية ولها أسباب غير مرضية أيضاً. ولكن في الواقع تُعد أغلب الأسباب غير مرضية وتُسمى أسباب خارجية أو بيئية. فقد وصل عدد الأطفال السعوديين الذين يعانون من زيادة الوزن إلى مليونين في 2020.
نتيجة قلة الحركة وزيادة تناول السعرات الحرارية، وهذا هو السبب الرئيسي. وهنا يأتي دور التوعية بممارسة الرياضة بانتظام، والتقليل من تناول السعرات الحرارية.
وينصح “د. عباس” باتباع النظام الغذائي الصحي والإكثار من تناول الخضروات والفاكهة.
توعية الأطفال بأهمية الرياضة
لقد ازدادت نسبة الأطفال الذين يعانون من السمنة في عصرنا الحالي، لا سيما مع تغير ظروف الحياة والعادات الغذائية والتعليمية أيضاً. حيث يجلس الأطفال على المنصات التعليمية لفترات طويلة. ومن ثم تلعب هذه المنصات دوراً في زيادة نسبة السمنة عند الأطفال.
ولكن يستطيع الطفل ممارسة الرياضة، فلديهم متسع من الوقت، لأن ساعات الجلوس على المنصات التعليمية محدود. وبذلك؛ على الأهل إقناع الطفل بممارسة الرياضة والقيام بالنشاطات الرياضية في وقت الفراغ.
ودور الأهل يتخلص في اصطحاب الأطفال إلى الحدائق والمتنزهات لممارسة الرياضة واللعب؛ وبالتالي يتمكن الطفل من نزول الوزن باللعب والرياضة في صحبة الأهل إلى الأماكن الرياضية.
هل يُصاب الطفل بالسمنة وراثيا؟
بلا شك؛ الطفل المُصاب أحد والديه بالسمنة، سيكون أكثر عرضة للإصابة بها. وهذا ما أثبتته الكثير من الدراسات. وكذلك تظل السمنة عند الطفل حتى بعد اكتمال فترة الطفولة ودخوله مرحلة المراهقة.
فحوالي 80% من الأطفال يستمرون في زيادة الوزن بعد البلوغ وانتهاء فترة الطفولة.
ولا شك أن السمنة تؤدي إلى مشاكل صحية مستقبلية للطفل ومنها:
- المشاكل القلبية.
- مشاكل الأوعية الدموية.
- زيادة نسبة الكوليسترول.
- تأثيرها على العظام.
- الحالة النفسية: فالطفل المُصاب بزيادة الوزن يكون تحت مركز التنمر والسخرية من زملائه. مما يؤدي إلى مشاكل نفسية كالاكتئاب وغيرها.
هل يجوز إجراء عمليات تكميم المعدة للأطفال؟
لا يُنصح بعمليات التكميم للأطفال والمراهقين، لما لها من مخاطر صحية عليهم. ولكن عليهم باتباع الطريقة الوقائية. وهي ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي.
وإذا زادت كتلة الجسم لدى الطفل عن 45 مع وجود بعض المشاكل الصحية المُصاحبة لزيادة الوزن، أو زادت عن 40. قد يُرشح هذا الطفل إلى إجراء عملية جراحية.
أدوية علاج السمنة عند الأطفال
هناك بعض الأدوية التي صرحت بها هيئة الغذاء والدواء الأمريكية والهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية؛ من أجل علاج السمنة عند الأطفال الذين تتجاوز أعمارهم 12 سنة.
وقد دلَّت الدراسات على فعالية هذه الأدوية في إنقاص الوزن بنسبة 10% أو أكثر. وسيُصرح باستخدامها لمن هُم دون ال12 سنة في السنوات المُقبلة.