يعتبر الغضب من الأمور الحياتية الطبيعية والتي تحفزنا على حل مشاكلنا في بعض الأحيان ولكن عندما تكون درجة الانفعال خارجة عن السيطرة وتحدث بشكل متكرر ومكثف تظهر آثاره السلبية على صحة الفرد وتُعد الأضرار الصحية المرتبطة بالغضب من الأمور الخطيرة جداً وخاصة لمن يعانون من الأمراض مثل القلب أو الضغط أو السكر.
ماذا يحدث في أجسامنا عندما نشعر بالغضب؟
قال “د. ليلى المرزوقي” أخصائية أمراض القلب. تعتبر ظهارة الغضب المرتبطة بآلام القلب هي ظاهرة قديمة كثيراً ما رآها العديد منا في المسلسلات والأفلام القديمة ولكن لهذا أيضاً أساس علمي لأن الغضب يؤثر كثيراً على القلب وهو ما ظهر جلياً على من يعانون من أمراض القلب ولا يعني ذلك أن الأصحاء من مرض القلب هم بمأمن من هذا.
وتابعت الدكتورة “ليلى المرزوقي” عند شعور الإنسان بالغضب فإن هناك كمية كبيرة من الهرمونات التي تُفرز في الجسم والتي تحطم القلب وتضعه في ضغط شديد مما يؤدي إلى اعتلال في عضلة القلب نتيجة سماع بعض الأخبار المفجعة مثل خبر وفاة أو طلاق أو خسارة مادية كبيرة إلخ إلخ..
هل كل أنواع الغضب تؤدي إلى اعتلال في وظائف القلب؟
تختلف تفاعلات الناس مع الغضب من شخص لآخر حيث أن هناك بعض الأشداء من الناس الذين يتحملون نتيجة الغضب على قلوبهم ولكن هناك البعض بمجرد تعرضهم للأحزان البسيطة يمكنهم التعرض لأزمة في القلب كما أن تناول بعض الأدوية قد يؤدي إلى اعتلال في عضلة القلب مثل أدوية الأعصاب والاكتئاب وبعض أدوية الغدة الدرقية التي يمكنها التسبب في اعتلال عضلة القلب ولكن هذا ل يحدث لجميع الناس وإنما لبعضهم فقط، لذلك يجب استشارة طبيب القلب عند الشعور بأزمة صدرية أو قلبية أو وجود ضربات غير منتظمة للقلب.
كيف يتم تشخيص الأزمة القلبية الناتجة عن الغضب؟
تعتبر أعراض الأزمة القلبية هي نفسها الأعراض التي يشعر بها المريض عند تعرضه للغضب الشديد لكن الاختلافات تكون عند المريض الذي يتعرض للأزمة القلبية والذي تكون شرايينه مسدودة نتيجة تخثر الدم في الشريان بسبب ترسبات الدهون مما يؤدي إلى سكتة قلبية، لكن في متلازمة القلب المكسور الناتجة عن الغضب فإن الشرايين تكون طبيعية ويكون فيها سريان الدم طبيعي ولا يحتاج المريض فيها لتناول الأدوية لفترة طويلة وفي حالة إصابة الشخص بهذا المرض لمرة واحد فإنه يكون أكثر عُرضة للإصابة به مرة ثانية كما أن النساء هن الأكثر عُرضة لهذا المرض عن غيرهم من الفئات الأخرى.
علاج الأزمة القلبية الناتجة عن الغضب
من الضروري عند تعرض أي شخص لألم في الصدر أو ضيق في النفس ألا يتم قيادة السيارة على هذا الوضع وإنما يجب طلب الإسعاف على الفور لأن هذه المدة بين تعرضه لهذه الوعكة الصحية القلبية وذهابه للمستشفى تكون مهمة بدرجة عالية حيث يجب توفير له العلاج بأقصى سرعة ممكنة مع ضرورة تناوله للبخاخات أو الأدوية التي تؤخذ تحت اللسان.
وتابعت “ليلى” أما الهرمون الذي يزيد عن تعرض الإنسان للغضب الشديد فهو هرمون الأدرينالين، لذلك يجب نصح الجميع بعد الغضب الشديد أو عمل تحكم في النفس عند الغضب بجانب إمكانية عمل تمارين وأخذ نفس عميق والبعد عن الموقف المتسبب في غضبه ثم يمكنه شرب كوب من الماء حتى يهدأ.
هل تؤثر الحالة النفسية على سلامة القلب؟
كما سبق الذكر فإن الحالة النفسية تؤثر على سلامة القلب كما أن وخزات القلب أو آلام الصدر قد لا تكون بسبب القلب وإنما يمكنها بسبب آلام عضلات المعدة أو أي شخص آخر ولن من الضروري أيضاً زيارة الطبيب المختص عند التعرض لمثل هذه الحالات.
وأخيراً، عند الشعور بخفقان القلب يجب عرض المريض على طبيب القلب حيث يمكنه حينئذ عمل تخطيط للقلب وصورة تلفزيونية يمكننا بعدها علاج هذا المريض بشكل سريع.
أما عن أسباب تخثرات القلب فيمكننا القول أنها هي أهم أسباب السكتات الدماغية والذبحات الصدرية والقلبية كذلك بجانب أن شريان الدماغ والقلب قد يتعرض لتراكم الدهون بسبب عدم ممارسة التمارين الرياضية بصورة مستمرة أو نتيجة التدخين المستمر، لذلك يجب علينا ممارسة التمارين الرياضية والبعد عن التدخين قدر الإمكان.