ما أبرز المخاطر الناتجة عن الإستخدام المفرط للهواتف الذكية؟
قال “د. خالد طيبة” استشاري الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والعنق. التطور الحاصل في الهواتف الذكية الآن أدى إلى إمكانية تقسيم المخاطر الناتجة عنها إلى قسمين رئيسيين، هما:
القسم الأول من المخاطر: يتعلق بنقل الموجات الكهرومغناطيسية لجسم الإنسان، ففي السابق كان يتم نقل ذبذبات الصوت عن طريق الأسلاك بدون تحويلها إلى أي نوع من الموجات، وهو الأسلوب المستخدم مع التليفون الأرضي القديم. أما الهواتف الجوالة تقوم بتحويل الصوت إلى موجات كهرومغناطيسية للتمكن من نقلها إلى الطرف الآخر، وكذلك أجهزة سماع الموسيقى، الأمر الذي يجعل هذه الموجات تتسلل مباشرة إلى داخل الجسم بمجرد وضع الهاتف على الأذن، وهذه الموجات بطبيعتها ضارة ليس على الأذن فحسب بل على الدماغ ككل.
القسم الثاني من المخاطر: يتعلق برفع الصوت عاليًا أثناء عملية الإستماع أو التحدث في الهاتف، مما يُضاعف الأثر الصحي، وأيضًا دخول هذا الصوت المرتفع مباشرة إلى الأذن نتيجة لوضع السماعات بداخلها عند التحدث في الهاتف عبر سماعات الرأس، فتتضاعف المشكلة الصحية أكثر فأكثر.
كيف نستخدم الهواتف الذكية بشكل آمن؟
أوضح “د. طيبة” الإعتدال والوسطية في إستخدام كل أنواع التكنولوجية وخاصة الهواتف الذكية يقلل من الأضرار الناتجة عنها صحيًا ونفسيًا. وبشيء من الإجراءات والممارسات المتوازنة نقلل من أخطار الهواتف الذكية. من هذه الممارسات:
وضع الخبراء معادلة لطيفة في هذا الجانب وهي 60 على 60، بمعنى خفض الصوت بمعدل 60% ومحاولة إستخدام الهاتف لمدة 60 دقيقة فقط يوميًا.
محاولة الإكثار من إستخدام السماعة الخارجية (مكبر الصوت) للهاتف المحمول.
في حالات المكالمات التي تتمتع بقدر من الخصوصية والتي يلزمها وضع الهاتف على الأذن مباشرة نتجنب قدر الإمكان إطالة المدة الزمنية للمكالمة. ومحاولة توزيع هذه المدة بين مكبر الصوت والسماعة العادية للهاتف وسماعات الأذن سواء كانت سلكية أو بلوتوث. وهذه الأخيرة رغم جودتها في عدم نقل الموجات الكهرومغناطيسية إلى الجسم، إلا أن وضعها داخل الأذن مباشرة يزيد معدل طاقة الصوت الداخلة إلى الأذن بمقدار 9 ديسيبل مقارنة بأخذ الصوت من الهواء المحيط.
ما أبرز المخاطر التي تُصيب حاسة السمع من الضوضاء بشكل عام؟ وكيف نتجنبها؟
تابع “د. طيبة” الأشخاص الذين تفرض عليهم طبيعة عملهم الضوضاء الشديدة، وكذلك الذين يستخدمون الهواتف الذكية وسماعات الأذن بإستمرار وبإرتفاع هائل في الصوت، أكثر عُرضة للإصابة بتلف الخلايا الحسية الموجودة في الأذن نتيجة لتعرضها لذبذبات حادة وعالية، وهي خلايا دقيقة جدًا ولا تُرى إلا تحت الميكروسكوب، وحال تلفها لا يمكن تعويضها بأي إجراء طبي أو جراحي.
لذلك ننصح كل من تفرض عليهم طبيعة عملهم الضوضاء الشديدة كالعاملين في المطارات والمفرقعات والمصانع وغيرها أن يضعوا سدادات الأذن، ويضعوا أغطية عليها تشبه سماعات الرأس الضخمة لمنع أو تقليل الضوضاء الداخلة إلى الأذن. لأن الضوضاء الشديدة تقتل الخلايا الحسية في الأذن على المدى البعيد وبكثرة التعرض لها، وبالتالي عدم الشعور بموت الخلايا إلا بعد مرور فترة زمنية طويلة جدًا يبدأ بعدها المريض في الإنتباه لوجود خلل في الأذن نتيجة لإستمرار صوت تشويش دائم داخل أذنه، فوجب الحماية لمن تفرض عليهم الظروف التواجد في الضوضاء بإستمرار.