في عصرٍ أصبح فيه الهاتف المحمول هو الصّديق الحميم للإنسان، حتى الأطفال، أصضبح جليًّا أن يُعتبر نوعًا أصيلًا من الإدمان. فما رأيكُم أن نُبحر عن كثب للتعرّف أكثر عن هذا الأمر. ونتعرّف على علاماته، وكيفيّة التخلص من هذا الإدمان.
علامات إدمان الهواتف المحمولة
بدأ الأخصائي النفسي “د. حيدر المالكي” حديثه أن الإدمان على الهواتف الذكية أُدخل ضمن المواد التي تساعد على الإدمان، فنحن نرى أغلب المواطنين كبارًا وصغارًا لا يستطيعون العيش ولا حتى دقائق بدون الموبايل.
فعندما تنقطع شبكة الإنترنت يبدأ الشخص بالغضب والشعور بعدم الراحة، وقد تصل في بعض الحالات إلى الشعور بالصداع والمغص، وقد لا ينام البعض الآخر بدون الجلوس على الهاتف الذكي فأصبح بالنسبة لهم وسيلة تساعدهم على الاسترخاء، فهؤلاء الأشخاص يعدوا مدمنين مثل مدمنين الأدوية والعقاقير تمامًا.
أسباب إدمان الهواتف الذكيّة
التطور التكنولوجي وإمكانية التواصل بأي شخص في جميع أنحاء العالم ومعرفة أي معلومات من خلال الهاتف الذكي تُعَدّ من أهم أسباب إدمان هذه الهواتف.
وبالتالي يقضي الناس أوقاتًا طويلة على هذه الهواتف دون الشّعور بالوقت، وهذا به أضرار كثيرة على أدمغة الناس.
كيف يؤثر الهاتف الذكي على الشخص؟
يؤثر الهاتف الذكي على عمل دماغ الإنسان، لكن تأثيره الأساسي يكون على الروابط الاجتماعية بين أفراد العائلة الواحدة، فنحن في التجمعات نرى كل شخص يمسك هاتفه ولا علاقة له بمن حوله، وبالتالي لا نجد موضوع مشترك بين العائلة الواحدة، وهذا يسبب تفكك الروابط الاجتماعية بين الأفراد.
نجد أيضًا أن الهاتف المحمول له الكثير من التأثيرات على جسم الإنسان مثل الصداع وضعف البصر، وقد يعاني أيضًا مدمنو الهواتف الذكية من ضعف بالذاكرة، فالهاتف الذكي يؤثر على عمل الروابط الدماغية فيؤثر بالتالي على الذاكرة والانتباه والتركيز وما إلى ذلك، وأيضًا يؤثر الهاتف المحمول على الطلبة في الدراسة فقد يؤثر على لغة الأطفال فنجد الكثير من الأطفال يتحدثون بلغة الهاتف الذكي حسبما ورد على لسان ” د. المالكي”.
واقرأ هنا أيضًا إجابة على التسااؤل الشّائع: أضرار استخدام الموبايل ليلاً! هل يسبب العمى ؟
كيف يمكن التخلص من إدمان الهاتف المحمول!
أختتم “د. حيدر المالكي” حديثه بالقول أن التخلص من إدمان الهاتف المحمول أمر ليس سهلًا، فالعالم حاول علاج مشكلة الإدمان أيًا كان نوعه بشتى الطرق، ووضعوا قوانين صارمة لذلك تصل لحد الإعدام أحيانًا، لكن عند التحدث عن الهواتف الذكية نجد أنه من الصعب وضع قوانين له.
بينما فقد نجد بعض الحلول للحد من استخدامه فلو استطاعت دوائر الدولة وضع قوانين تمنع استخدام الهاتف المحمول أثناء الدوام الرسمي يجعل ذلك وقت الموظف كله للعمل، وفي نفس الوقت يبتعد عن هاتفه المحمول لمدة قد تصل إلى عشر ساعات أحيانًا، وأيضًا يمكن وضع قوانين بعدم تشغيل الانترنت إلا للموظفين الذين يكونون بحاجة إليه فقط.
بالإضافة إلى ذلك نجد أن تأثير الإعلام مهم جدًا في التوعية من أضرار الهواتف المحمولة، فيجب أن نعلم أن استخدام الموبايل لمدة تتجاوز الساعتين بشكل متواصل تؤثر على الروابط الدماغية.
وأخيرًا، على رب كل أسرة التحكم في استخدام الهواتف لرعيته حيث أنه مسئول عنهم، وبإمكانه تشغيل الانترنت لفترة محددة، والأطفال يجب تحديد ساعة واحدة لهم يوميًا لاستخدام الهواتف الذكية حتى لا تؤثر عليهم بشكل سلبي.