خلال ساعات المساء الأولى من يوم الإثنين، شهد مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق تعرضاً لضربات جوية تنفذها القوات الإسرائيلية، مما أدى إلى وقوع خسائر بشرية بحسب تقرير وزارة الإعلام السورية. وفيما اتهمت وزارة الإعلام السورية إسرائيل بتنفيذ الهجوم، أكد السفير الإيراني في سوريا أن الطائرات الإسرائيلية من طراز F-35 هي التي نفذت الهجوم على المبنى.
أسفر الهجوم عن وفاة سبعة أفراد من الحرس الثوري الإيراني، بما في ذلك القائد البارز محمد رضا زاهدي، حسب إحصائية أخيرة صدرت عن الحرس الثوري. وأفاد التلفزيون الرسمي الإيراني بأن الغارة الإسرائيلية كانت تستهدف اغتيال قائد فرقة القدس محمد رضا زاهدي.
وقد رفض المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي التعليق على الهجوم، لكنه أشار في مؤتمر صحفي إلى تركيزهم على أهداف الحرب واستمرار جهودهم لتحقيق تلك الأهداف.
العميد محمد رضا زاهدي، الذي أعلنت طهران وفاته، كان يشغل منصب قائد فيلق حرس الثورة لسوريا ولبنان، وقد أمضى أكثر من أربعين عامًا في الخدمة العسكرية داخل الحرس الثوري الإيراني. ولد في أصفهان في عام 1960، وانضم إلى “حرس الثورة الإسلامية” في عام 1980، حيث شغل عدة مناصب عسكرية بارزة خلال فترة الحرب العراقية الإيرانية.
في عام 2008، انضم العميد محمد رضا زاهدي إلى فيلق القدس، حيث شغل مواقع قيادية حتى عام 2016، ثم تولى منصب قائد لقوة القدس في الحرس الثوري الإيراني المخصصة لسوريا ولبنان. وفي عام 2017، شغل منصب نائب العمليات في حرس الثورة الإسلامية لمدة ثلاث سنوات.
وقد وضعت وزارة الخزانة الأمريكية العميد محمد رضا زاهدي على قائمة العقوبات الخاصة بها عام 2010، وذلك ضمن جهودها لتجميد أصول الأشخاص والكيانات المرتبطة بالإرهاب. وتم تضمين اسمه إلى جانب ثلاثة من القادة البارزين في فيلق القدس التابع لحرس الثورة الإيراني، بسبب دعمهم المفترض للجماعات المسلحة، بما في ذلك حزب الله وحركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي.
بعد وفاة زاهدي، أعلن السفير الإيراني في دمشق عزم إيران على الرد بحزم على ما وصفه بـ”جريمة الصهاينة”. ومن جانبه، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية استعداد بلاده لاتخاذ إجراءات مضادة وفرض عقوبات على الجاني، مشددًا على أنه سيتم تحديد طبيعة الرد وفقًا للتطورات القادمة.