هو: أَبُو القَاسِمِ مُحَمَّدُ ابْنُ الْإِمَامِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَبْدِ مَنَافٍ بَنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ شَيْبَةَ بنِ هَاشِمٍ عَمْرِو بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيِّ بنِ كِلابِ القُرَشِيُّ، الهَاشِمِيُّ المَدَنِيُّ. أَخُو الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ (رضي الله عنهما) أمه خولة بنت جعفر الحنفية؛ فينسب إليها (ابْنُ الحَنَفِيَّة) تمييزا عن أخويه الحسن والحسين (رضي الله عنهما).
مولده: ولد في خلافة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) سنة إحدى وعشرين للهجرة، ونشأ على يد أبيه علي (رضي الله عنه) فورث منه صفات كثيرة عرف بها بين العرب، فكان شجاعًا، قويًّا، فصيحا، ذكيا، وبليغا، كما كان ورعًا، واسع العلم، ثقة، له عدة أحاديث في الصحيحين، وهو أحد أبطال الإسلام وأحد الأبطال الأشداء، كان قائدًا كبيرًا من قادة المعارك التي خاضها علي بن أبي طالب؛ حيث حمل الراية، وأبلى بلاء حسنا.
شيوخه: رَوَى عَن عمر بن الخطاب، وَعَنْ أَبِيهِ علي بن أبي طالب، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعُثْمَانَ، وَعَمَّارِ بنِ يَاسِرٍ، وَمُعَاوِيَةَ (رضي الله عنهم) أجمعين، وَغَيْرِهِم.
تلامذته: روى عنه بَنُوهُ؛ عَبْدُ اللهِ، وَالحَسَنُ، وَإِبْرَاهِيمُ، وَعَوْنٌ، وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الجَعْدِ وَمُنْذِرُ الثَّوْرِيُّ، وَأَبُو جَعْفَرِ البَاقِرُ، وَعَمْرُو بنُ دِينَارٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ، وغيرهم.
منزلته العلمية: تلقى من المعارف علمًا وفيرًا، فأصبح كثير العلم غزير المعرفة، حتى قيل عنه: إن محمدًا ابن الحنفية كان أحد رجال الدهر في العلم والزهد والعبادة والشجاعة، وهو أفضل ولد علي بن أبي طالب بعد الحسن والحسين (رضي الله عنهما) وقَالَ إِبْرَاهِيمُ بنُ الجُنَيْدِ: لَا نَعْلَمُ أَحَدًا أَسْنَدَ عَنْ عَلِيٌّ أَكْثَرَ وَلَا أَصَحَّ مِمَّا أَسْنَدَ ابْنُ الحَنَفِيَّةِ.
لم يدرك محمد ابن الحنفية سيدنا محمدا ﷺ إلا أنه كان متعلقا به تعلقا شديدًا، وقد سمع من أبيه علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) كثيرا عنه، وعاش محمد بن علي جل عصره مع أبيه علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، وارتوى من عذب سيرته، وكان المطيع لأمر والده وفي خدمته، فروى جملة من الأحاديث النبوية الشريفة.
وكان من وصايا أبيه (رضي الله عنه) إليه: يا بني، إياك والاتكال على الأماني، وأوصاه وصية خاصة بأخويه الحسن والحسين، فقال له: أوصيك بتوقير أخويك لعظم حقهما عليك، كما أوصى ولديه الحسن والحسين (رضي الله عنهما) بأخيهما محمد ابن الحنفية فقال لهما: أوصيكما به؛ فإنه أخوكما وابن أبيكما، وقد كان أبوكما يحبه.
ومن أشهر الأحداث التي وقعت في حياة محمد ابن الحنفية أنه وقعت خصومة بينه وبين الحسن (رضي الله عنه)، ففضله على نفسه، وبعث إليه برسالة يطلب فيها أن يصالحه، فكتب إليه قائلا: فيا حسن أنت خير مني، أنت سيد شباب أهل الجنة، وأمك خير من أمي، فأنت ابن فاطمة بنت محمد، وأنا ابن امرأة من بني حنيفة، وجدك محمد خاتم الأنبياء ﷺ، وجدي جعفر بن قيس، فابعث إلي لتصالحني؛ لتكون أنت الأفضل في كل شيء… وبمجرد وصول الخطاب إلى الحسن بعث إليه وصالحه.
وفاته: بعد مقتل أبيه علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) لازم ابن الحنفية أخويه الحسن والحسين (رضي الله عنهما)، وتوفي محمد ابن الحنفية في الطائف سنة 81 هجرية، ودفن بالقرب من قبر ابن عباس.