تحتاج التربية إلى ضبط سلوك طفلك بالثواب والعقاب معاً، فمن الطبيعي استخدام بعض وسائل العقاب المشروعة الهدف منها تحديد أساليب العقاب والثواب وهو إعطاء فائدة وقيمة للأوامر والنواهي التي تربين بها طفلك.
يعتبر مبدأ الثواب والعقاب مبدأ قد تربى عليه الجيل السابق ولكن التربية الآن تعتبر مختلفة عن ذي قبل وهو ما قد يكون سبباً في اختلاف هذا المبدأ عند البعض في هذه الآونة.
هل الثواب والعقاب صالح لكل زمان ومكان؟
قال “د. نتالي ديب” معالجة نفسية. يمكننا التذكير في البداية أن الثواب والعقاب هي طرق نقوم باستعمالها من جهة الأهل والمعلمين وغيرهم لكي يحفزوا الطفل على إعادة القيام بالسوك الجيد مرة أخرى والبعد عن السلوك السيء عن طريق القيام بمعاقبته أو حسابه للامتناع عن القيام بمثل هذه السلوكيات مرة أخرى، لذلك يجب أن تكون أهداف الثواب والعقاب بالنسبة لطفل أهداف تربوية في نهاية الأمر حتى لا يكون هنالك ردود أفعال سلبية على نفسية الطفل.
متى يكون العقاب غير مؤثر على نفسية الطفل؟
هناك نقطة مشتركة الآن في جميع الأهالي وهي أن أطفالهم لا يودون الدراسة أو التعليم مما يضطر الأهل إلى معاقباتهم بعدم الخروج للعب أو القيام ببعض النشاطات الترفيهية وهنا من الضروري علينا التنويه إلى أهمية المكافئة الإيجابية للطفل مثل الخروج لنزهة معينة في حالة انتهاءه من واجباته الدراسية.
على الجانب الآخر، هناك بعض الآباء والأهالي الذين يلجئون إلى عقاب الطفل وذلك في حالة عدم سماعه أو طاعته لمتطلبات والديه.
هل من الصحيح تعويد الطفل على المكافئة على سلوكياته الإيجابية؟
لا يجدر بنا ربط ضرورة مكافأة الطفل على كل سلوك جيد يقوم به حيث أن ذلك قد يؤدي إلى تعود هذا الطفل فيما بعد على هذا الأمر كما أننا لا نحبذ المكافئات المادية للأطفال بصورة مفرطة أكثر من اللازم على السلوكيات الإيجابية التي يقومون بها وإنما يمكننا تشجيع الأطفال على المكافئات الإيجابية المعنوية.
على الجانب الآخر، يمكننا التشجيع مادياً لبعض الأطفال الذين ليدهم أمور خاصة عن غيرهم مثل الطفل الذي رسب في المادة الدراسية ثم حقق فيها درجات عالية من درجات النجاح وحينها يمكننا عرض عليه اختيار لعبة جديدة ليتم شراؤها له نتيجة هذا النجاح في هذه المادة التي رسب فيها من قبل، كما يجب أن يكون الثواب أو المكافئة بعد السلوك الجيد الذي قام به الطفل مباشرة حيث أن تأخر مكافئة الطفل التي ينتظرها حتماً على وجه السرعة قد يفقد قيمته وثقته العالية بأهله.
كيف يمكننا عقاب الطفل على أفعاله السيئة؟
من الضروري ألا يتم عقاب الطفل إلا إذا قمنا بإبلاغه بصورة مسبقة عن سبب هذا العقاب الذي يتعرض له وأن تكون هنالك قاعدة واضحة في هذا الأمر لأن يكون قد تخطى حدوده في شيء ما مُتفق عليه مسبقاً ومن ثم يجوز لنا عقابه.
بعد ذلك، يجب أن تكون المحاسبة أو العقاب بعد السلوك الخاطئ الذي قام به الطفل مباشرة كما يجب أن يكون العقاب مقنع ومنطقي ومناسب لحجم الخطأ الذي قام به الطفل كما يجب علينا التأكيد على ضرورة تنفيذ الأهل لعقاب الطفل الذي أقدم على قعل سلوك ما خاطئ.
وأخيراً، من الضروري ألا ينفعل الأهل على أطفالهم عند الشروع في عقابهم أو حسابهم على أفعالهم الخاطئة بجانب أهمية تعليم الأهل للطفل طرق تجنب امتثال مثل هذه الأفعال السيئة أو الخاطئة مرة أخرى.