ما أسباب صعوبة النطق عند الأطفال؟
أوضحت الأستاذة “سلامة أَسية” مدير جمعية روان لتنمية الطفل وأخصائية التربية الخاصة أن صعوبة النطق من الإضطرابات التي يعاني منها بعض الأطفال، وتقدر نسبة الأطفال الفلسطينيين المصابين بصعوبة النطق بـ 3% من إجمالي عدد الأطفال، ويرجع إضطراب النطق إلى أسباب متنوعة نذكرها في الآتي:
• الأسباب الوراثية الجينية.
• الأسباب الفسيولوجية المرتبطة بمرحلة الحمل وظروف الولادة.
• أسباب وعوامل ما بعد الولادة.
وبالنسبة للأسباب الفسيولوجية المرتبطة بمرحلة الحمل وظروف الولادة فمنها:
1. إصابة الأم أثناء فترة الحمل بالحصبة.
2. إصابة الأم بأنواع معينة من الإلتهابات.
3. التغذية الغير صحية والغير جيدة للأم أثناء شهور الحمل.
4. الإصابة بأنواع معينة من الإنفلونزا.
5. تناول مجموعة من الأدوية التي تصيب الجنين بخلل في مراكز النطق الدماغية مما يؤثر على تطور النطق بشكل صحيح بعد الولادة.
6. إنحباس الأكسجين عن الطفل أثناء تعسر الولادة أو مع الولادات المبكرة.
7. الضغط الشديد على دماغ الطفل أثناء سحبة إلى الخارج وقت الولادة.
وتابعت “أ. سلامة” قائلة: أما بالنسبة لأسباب وعوامل ما بعد الولادة فمنها:
1. ما يتعلق بتغذية الطفل.
2. ما يرتبط بأمراض عضوية معينة تصيب الطفل مثل مرض السحايا، وإلتهابات القشرة الدماغية التي تنتج عن الإرتفاع المستمر لدرجة حرارة الطفل دون علاج، والإصابة بعيب خلقي في تكوين الجهاز السمعي أو الإصابة بخلل في حاسة السمع الناتج عن الإلتهابات المتكررة في الأذن أو تجمع للسوائل خلف الطبلة، والإصابة بأمراض وعيوب خلقية في أعضاء النطق مثل اللسان والشفاه والأنف والحنجرة والأسنان وسقف الحلق.
3. ما يرتبط بالمشكلات النفسية والإجتماعية وأهمها إهمال التفاعل مع الطفل منذ الولادة وتركه فريسة للأجهزة الإلكترونية والألعاب الذكية، فالأصح علميًا هو ضرورة التحدث الكثيف مع الطفل وبطريقة الكبار، فالطفل قد يكون غير قادر على التعبير ولكنه قادر على تخزين الحصيلة اللغوية نظرًا لبدء تطور المراكز الدماغية المسئولة عن القدرة الإستيعابية منذ لحظة الولادة، وبالتالي يكتسب الطفل القدرة على تخزين كل المفردات اللغوية منذ لحظة ولادته وإن تأجلت قدرته على إستخدام هذه المفردات.
والخلاصة أنه يمكننا القول أن أكثر الأسباب شيوعًا هي تلك التي تتعلق بظروف الولادة، وكذلك الأسباب الأُسرية والبيئية فيما بعد ولادة الطفل.
متى يتم الإقرار بتأخر الطفل عن الكلام؟
الطبيعي أن تبدأ مرحلة المُناغة والإلتفات إلى المؤثرات السمعية والحركية عند عمر الستة أشهر، ثم يبدأ الطفل في نطق الحروف والكلمات التي تخرج من الشفاه مثل (بابا) و(ماما) عند عمر العام وهو ما يُعد مؤشر جيد، ثم تتطور لغة الطفل ليتلفظ بجملة كاملة عند عمر العامين، أما إذا وصل الطفل لعمر العامين دون نطق أي كلمة أو لفظ فهذا مدعاة للفحص الطبي، وقد يُظهر الفحص إمكانية الإنتظار لعمر الثلاث أعوام إلا أن الفحص الطبي له أهمية قصوى لا يمكن إغفالها للتأكد من عدم وجود عوائق عضوية أو نفسية تمنع الطفل عن الكلام، وعادةً ما يشدد الطبيب بعد الفحص على ضرورة تفاعل الأهل مع الطفل وعدم تركه وحيدًا مع الألعاب العادية أو الشاشات الإلكترونية، لأن تطور اللغة يتطلب فعل ورد فعل وليس الإستقبال فقط.
ما أبرز طرق الوقاية من إصابة الطفل بتأخر الكلام؟
أكدت “أ. سلامة” على أن الوقاية من تأخر الكلام عند الأطفال يلزمه قيام الأهل بالإجراءات الآتية:
• الإنتباه المبكر لأي خلل عضوي يُصيب الطفل خصوصًا الأمراض التي تؤثر على السمع والدماغ.
• التفاعل المستمر والمتواصل مع الطفل بالنظر والكلام لتمكين الطفل من تخزين حصيلة لُغوية كافية لخلق قدرته على التعبير ونطق الجمل الكاملة.
• عدم تعرض الطفل للمُشاحنات والخلافات الأُسرية حتى لا تتأثر صحته النفسية وهو ما قد ينعكس على عمليات النطق والكلام، فإصابة الطفل بالعصبية مثلًا قد تُصيبه بالتلعثُم والتأتأة، وكذلك إصابته بالإكتئاب أو التوتر قد يُصاحبه الإصابة بالصمت الإختياري.
كيف يُعالج تأخر الكلام عند الأطفال؟
واختتمت “أ. سلامة أَسية” حديثها مؤكدة على أن العلاج يبدأ من التشخيص الدقيق لطبيعة الحالة والسبب وراء تأخر الكلام، فإذا كان التأخر لأسباب عضوية مرضية فهنا يكون العلاج الأولي هو معالجة المرض العضوي والشفاء منه ثم يأتي العلاج السلوكي والمعرفي لتمكين الطفل من التعبير والنطق.
أما إذا كانت الحالة نفسية فهنا يتدخل الأخصائي النفسي ومعه المُعالج السلوكي وأخصائي النطق، وقد يطال العلاج السلوكي الأسرة أيضًا إذا ثبت مسئوليتهم في إصابة الطفل بالتلعثم أو تأخر النطق نتيجة لسلوكياتهم المشينة أمامه كالعصبية الزائدة أو تعنيفه اللفظي والبدني.