يعتبر الشّعور بالصداع أحد المتاعب الشائعو بشكل يوميّ التي عدةً لا تستدعي أن نقلق بشدّة بشأنِها بشكل كبير، وتكون قابلة للعلاج منزليًّا، ولكن متى يصبح هذا الصداع مخيفاً؟
ما هي أنواع الصداع ومتى يصبح إنذاراً بالخطر؟
يقول الدكتور “ماهر صقور” الاختصاصي في الأمراض العصبية والجلطات الدماغية في مؤسسة حمد الطبية: أن هناك نوعان من الصداع؛ “الصداع الرئيسي” و “الصداع الثانوي”، فالصداع الرئيسي مثل الصداع النصفي “الشقيقة“، الصداع العنقودي، والصداع ثلاثي التوأم.
أما الصداع الثانوي هو الذي يدعو للقلق؛ لأنه يكون ناتج عن سبب آخر، أو نتيجة مرض عضوي. فالمنتشر بين الناس هو الصداع الأولي أو الرئيسي والذي لا يدعو إلى القلق إطلاقاً.
وأضاف الدكتور “ماهر” أن الصداع الرئيسي إذا أصبح مسيطراً على حياة الأنسان، فمثلاً يصيب الأنسان أكثر من مرتين إلى ثلاث مرات بالشهر، وأصبح يؤثر على نشاطه وعمله وحتى على علاقاته الاجتماعية، فهنا يجب أن يذهب إلى الطبيب حتى يطمئن على حالته. وخاصة إذا كان الصداع شديداً لأكثر من أسبوع في الشهر. وكذلك إذا كان الصداع لا يختفي تحت تأثير المسكنات، حتى بالاستخدام اليومي للمسكنات.
أما بالنسبة للصداع الثانوي، فهناك بعض الأعراض التي لا يمكن التهاون بها؛ مثل الصداع المفاجئ عند كبار السن وخصوصاً إذا كان شديداً فقد يكون هذا إنذاراً بالخطر خاصة لأصحاب الأمراض المناعية، فقد يشير هذا الصداع المفاجئ لوجود ورم، خراج، نزيف، أو التهاب بالدماغ.
الفرق بين الصداع العنقودي والصداع النصفي “الشقيقة”
يندرج الصداع العنقودي والصداع النصفي تحت قائمة الصداع الرئيسي والذي لا يكون مقلقاً في أغلب الأحيان.
ويضيف الدكتور “ماهر” قائلاً أن الصداع النصفي أكثر انتشاراً من العنقودي. وأن الصداع العنقودي أكثر انتشاراً عند الرجال عن النساء خاصة في عمر ٤٠ و٥٠ سنة.
ويستمر الصداع العنقودي لأقل من ساعة أو ساعة ونصف بشكل هجمات متكررة “عنقودية”، ثم يختفي لمدة ٦ شهور إلى سنة أو سنتين تقريباً، ودائماً ما يصاحبه أعراض أخرى مثل سيلان بالأنف والعين، ألم واحمرار بالعين. ويعتبر صداع حميد غير مقلق مثل الصداع النصفي.
علاج الصداع بطرق طبيعية بالمنزل
كما هو معروف بأن الوقاية خير من العلاج، فالوقاية في حالة مرضى الصداع أمر غاية في الأهمية؛ وتتم الوقاية بثلاث طرق مهمة، أولاً يجب على مرضى الصداع عامة ومرضى الصداع النصفي أو العنقودي بشكل خاص أن يأكلوا وجبات منتظمة. والدليل على ذلك أن نوبات الصداع تزيد في بداية شهر رمضان المبارك بسبب عدم انتظام وجبات الطعام فيه.
ولكن بعد فترة يصبح الصداع أقل بسبب التعود على وجبات منتظمة. والأمر الثاني المهم بالنسبة لمرضى الصداع هو النوم المنتظم، والأمر الثالث والأخير هو ممارسة الرياضة، والتي تساعد على الاسترخاء والراحة.
أما بالنسبة للعلاج، فيؤكد الدكتور “صقور” أنه يجب على مريض الصداع النصفي تناول علاج الصداع مع بداية الصداع مباشرة؛ فكلما تأخر ، كلما أصبح الصداع أكثر عناداً في العلاج.
هل نوع الطعام له علاقة بحدوث الصداع؟
هناك فروق فردية كبيرة في مسببات الصداع، فهناك مثلاً من يتناول “الوجبات السريعة” والتي غالباً ما تحتوي على مادة “MSG” أو “الملح الصيني” والذي يكون موجوداً بكميات كبيرة في الأطعمة الصينية وبعض أنواع الجبن والزبدة، فيصاب بالصداع، بالرغم من عدم تأثر البعض الأخر بوجود هذه المادة.
وقد يكون التعرض المباشر لفترات طويلة للتلفاز أو للكمبيوتر سبباً للصداع للبعض، وقد لا يتأثر به البعض الآخر.
وبالنسبة للنساء مثلاً فأحياناً قبل الدورة الشهرية أو أثناء هذه الفترة أو بعدها، يكون احتمال الإصابة بالصداع كبيرة؛ نتيجة الاضطراب الهرموني الذي يحدث في هذه الفترة.