هل نحن نقف على مشارف معضلة قادمة أم أن النهضة التي نخوض غمارها كفيلة بإيجاد الحل؟
فمن يرى انتشار الكليات في المدن الصغيرة وبعض القرى ودفعات الابتعاث، يتأكد أننا مقبلون على سيل هادر من الخريجين ينتظرون فرصتهم في التوظيف، بينما سوق العمل لدينا تقليدية وغير قادرة على استيعاب خريجي الأعوام الماضية، فكيف سيكون عليه الحال مع خريجي الأعوام المقبلة؟
ومهما كنا متفائلين إلا أن الواقع يخبرنا أن معدلات البطالة في ازدياد مع اطراد زيادة أعداد الأجانب التي لم يستطع الشاب السعودي أن يجد له مكانا في زحامهم الذي يحاول أن يلفظه وينشر ثقافة عدم صلاحيته للقطاع الخاص، وأن عليه أن يتوجه للقطاع الحكومي ذي الطاقة المحدودة، وهو ليس معنيا بتوظيف الجميع ولكنه مطلوب منه سن قوانين وتشريعات يرافقها حزم في التطبيق تحد من سيطرة الأجانب على سوق العمل التي وصلت إلى إدارة الموارد البشرية في الشركات.
وهنا «مربط الفرس» التي زادت من الهوة بين الوظيفة وإمكانية توطينها، إضافة إلى عدم مواءمة التخصصات لاحتياج سوق العمل الفعلية، وبنظرة واقعية على خريج كلية في مدينة صغيرة نرى أن الخريج من المستحيل أن يجد وظيفة في مدينته أو منطقته النائية، وأن عليه أن يبحث عنها في المدن الكبيرة، وعسى أن يجد!
لذلك لا بد أن يرافق هذا التوسع في فتح الكليات تنظيم لسوق العمل، وإلا فالمتوقع أن يحدث تعميق للهوة، وبسببه وجدنا أصحاب تخصصات جامعية يقبلون على وظائف أقل من تعليمهم مقابل أن يكون قريبا من منطقته، وإذا لم نعالج الخلل ونحن في سعة من الوقت مع خريجي الداخل، فإن الوضع سيكون أصعب مع خريجي الخارج القادمين بتخصصات عليا والمتأثرين بثقافة المجتمعات التي درسوا بها، وهنا قد يصطدمون بالواقع الذي امامهم ويفاقم المشكلة التي تشبه كرة الثلج.
بقلم: هزاع بن نقاء