الفرق بين الولادة الطبيعية والولادة القيصرية
تقول د. “ريم ابو خلف” أخصائية أمراض نسائية وتوليد وعقم أن الولادة الطبيعية هي الأصل في الولادة، وهي المفروض أن أي امرأة وضع الحمل لديها طبيعي أن يكون الأصل في ولادتها هي الولادة الطبيعية وليست القيصرية، فلدينا 25% من الولادات الطبيعية قد تتحول لقيصرية لأسباب معينة، فمن بين 4 ولادات طبيعية توجد ولادة واحدة فقط احتمال أن تتحول لولادة قيصرية لأسباب معينة سنحكي عنها.
أول شيء نتكلم عن الولادة القيصرية والتي تعد من أسهل وأسرع العمليات الموجودة حاليًا، فهي تستغرق من نصف ساعة إلى 40 دقيقة، فهي عملية سهلة صار أغلبها تحت البنج النصفي، فهي تكون مستيقظة وترى الطفل عندما يولد، ويكون زوجها معها في العمليات، وهذا الحدث أصبح غير مخيف مثل ما كان في الماضي، فهو شق بطني صغير يخرج منه الطفل عن طريق شق رحمي صغير، والخياطة كلها صارت تجميلية ولا تبين الجرح.
أسباب حدوث الولادة القيصرية
كما أن هناك أسباب مبرمجة للولادة القيصرية، أهم هذه الأسباب هي تكرار القيصريات، فتكون عند المرأة شيء في الرحم هو تكرار القيصريات، أو أن تكون أجرت عملية ليف أو أي شيء بالرحم أدى إلى فتح تجويف الرحم فنضطر لتوليدها قيصريًا.
ثاني سبب هو وضعية الطفل، فهناك طفل مقعدي الوضعية لا يولد طبيعي، والطفل المستعرض لا يولد طبيعي، كما أن تعدد الأجنة الذي يكون الأول فيهم غير متوجه، كذلك الأجنة الثلاثية، وهناك أمور أخرى تتعلق بصحة الأم مثل ارتفاع شديد بالضغط في آخر الحمل أو تسمم حمل، نضطر لإنهاء الحمل بشكل سريع، ونضطر لتوليدها قيصريًا، كذلك ارتفاع سكر الدم الغير منتظم الذي أدى إلى وجود طفل كبير بالحجم يتعذر خلاله الولادة الطبيعية هذا سبب أيضًا يوجهنا للولادة القيصرية، كذلك الأم التي ولدت قبل ذلك ولادة طبيعية وحدث تعذر ولادة الكتف، وهذا شيء لا يمكن تشخيصه مسبقًا، لأنه يمكن حدوثه لطفل اثنان كيلو ونصف، ويمكن أن يحدث لطفل ثلاثة كيلو، وبالعادة عندما تكون أطوار الولادة سريعة لا يمكن التنبؤ به، هذا الشئ يمكن تفاديه في الولادة القادمة بالولادة القيصرية، هناك أسباب تتعلق بالمشيمة وهي المشيمة الهاجرة التي تغطي عنق الرحم بشكل كامل، أو المشيمة الغامسة في الجرح، هذه هي الأسباب المبرمجة، وتكون الحامل مدركة أنها ستلد قيصري.
ووضحت “د. ريم أبو خلف” أنه يمكن تحول الولادة الطبيعية لقيصرية، الولادة عبارة عن طورين، الطور الأول من صفر إلى 10 سم، الطور الثاني من 4 سم إلى 10 سم، فنحن في العادة ندخل المرأة للولادة بعد 4 سم، عندما تكون بدأت بالطور السريع للولادة، الحامل تدخل لغرفة الولادة وبدأت تولد ومخطط لها برنامج ولادة طبيعية، بعد مثلًا 3 ساعات وصلت 5 سم أو 6 سم، وعلقت بين 6 سم ولم يعد هناك توسع أكثر، هذه المرأة لابد لها من إعادة تقييم، يجب أن نلاحظ الطلق إذا كان ضعيف من الممكن أن نضع لها طلق صناعي، إذا كانت مياه الرأس لم تنزل بعد نقوم بإنزالها، نقوم بعمل إعادة تقييم ونحاول أن نساعدها في الولادة، إذا ظل الموضوع متعسر كما هو نضطر لإجراء عملية قيصرية.
ثاني شيء هو عدم نزول الرأس بالحوض لمدة ثلاث أو أربع ساعات، الرأس تظل عند نقطة معينة بالحوض، هنا نضطر لإجراء عملية قيصرية، كما أنه لا يوجد امرأة نستطيع أن نحكم أن حوضها ضيق وغير قابل للولادة الطبيعية إلا بعد فرصة، فكل امرأة يجب أن تأخذ فرصتها للولادة الطبيعية.
وتابعت أن ثالث شيء والأهم هو تعب نبض الجنين أثناء الولادة، ونزول نبض الجنين أثناء الولادة وعدم رجوعه السريع من الممكن أن يكون سبب طارئ لتحول الولادة الطبيعية لقيصرية لعدة أسباب، منها حدوث انفصال في المشيمة بشكل كبير مما يؤدي إلى الولادة القيصرية، لكن الإنفصال البسيط حوالي 7 سم يمكن أن يكمل الولادة الطبيعية، والسبب الثاني وجود الحبل السري حول رقبة الجنين يجعله أحيانًا لا يستطيع النزول، ولكن لا يعد سبب مباشر لتحول الولادة الطبيعية إلى قيصرية، لأنه بنسبة 50% من الولادات الطبيعية يكون الحبل السري حول رقبة الجنين.
وعن الجيل الجديد الذي يفضل الولادة القيصرية عن الولادة الطبيعية بسبب الخوف من الولادة الطبيعية، فهل تنصحي بذلك قالت “د. ريم” نحن دائمًا نشجع المرأة على الولادة الطبيعية ولا نخيفها، ونخبرها أنها إذا اتبعت البرنامج الخاص بها تكون ولادتها سهلة ويتم إعطائها مسكنات وهكذا، لأن يجب على الطبيب أن ينصح المرأة ويوضح لها أن الولادة الطبيعية أفضل طبعًا من الولادة القيصرية في أغلب الحالات، إلا إذا كان الموضوع يستدعي الولادة القيصرية.
وأضافت د. “ريم” أن المرأة بعد 4 ساعات من الولادة القيصرية تستطيع المشي والحركة، وخلال أيام تكون أمورها جيدة ويكون الألم أقل، كما أن الولادة القيصرية لا تؤثر على الرضاعة الطبيعية.