مع كثرة الضغوطات التي نمر بها في حياتنا، كثيرًا ما نسأل أنفسنا عن حاجتنا لزيارة الطبيب النفسي حفاظً على استقرارنا وسلامة صحتنا العقلية و النفسية، فما هي أنواع العلاج النفسي؟ ومتى يجب علينا زيارة الطبيب النفسي؟ هذا ما سنتناول الحديث عنه في هذا المقال.
متى يجب اللجوء إلى المعالج النفسي؟
بدأت أخصائية علم النفس العيادي، الدكتورة لوما النقاش، حديثها أننا نلجأ للعلاج النفسي عند الشعور المزعج والمؤلم، والذي يكون الفرد متعايش معه لحد كبير ولكنه لا يستطيع التخلص منه، أو إذا كان لدينا أفكار عن موضوع ما لا نستطيع تغير التفكير بها، أو التصرف بشكل ما نندم عليه ثم نرجع لتكراره في كل مرة يُعاد فيها نفس الموقف.
فإذا حدث أي تغيير في شخصية الفرد أو إحساسه أو طريقة تفاعله مع الأخرين ولا يكون قادر على إزالة هذا التغيير فنحن نكون بحاجة لزيارة العيادة النفسية.
أعراض الاكتئاب
الاكتئاب هو أكثر وأخطر سبب يجعل الشخص يذهب للطبيب النفسي، فكلما زادت فترة الاكتئاب كلما أدى ذلك إلى نتائج سلبية على الفرد، وعلامات الاكتئاب تتمثل في:
- الحزن الشديد.
- الاحساس بالرغبة في البكاء دائمًا.
- مشاكل في النوم.
- أفكار سلبية قد تصل إلى التفكير بالانتحار.
لذلك فيجب على الفرد معالجة الكآبة بشكل سريع ولا يدع الوقت يمر وهو بتلك الحالة، لأنه كلما زادت الفترة أصبح الخطر أكبر كما ذكرت “د. النقاش” في ذلك.
مؤشرات الانتحار التي قد تظهر على الشخص
عندما ترى أن شخص ما تعرفه حدث له تغيير في شخصيته كحب العزلة أو التساؤل عن أفكار سلبية مثل أن يسأل لماذا أعيش أو ما دوري في الحياة، فنشعر أن الشخص يتساءل عن قيمته في الكون.
كل هذه المؤشرات قد تنبهنا أن هذا الشخص قد يفكر في الانتحار، لذا يجب سرعة معالجة الموقف وأخذه للطبيب النفسي، ويُفضل أن يذهب الفرد للطبيب النفسي قبل وصوله لهذه الدرجة فهناك أعراض للإكتئاب تظهر على الفرد قبل ظهور مؤشرات الانتحار عليه.
أسباب الحرج من زيارة الطبيب النفسي
قالت “د. لوما” أنه في مجتمعاتنا العربية مازال الكثير يشعر بالحرج تجاه زيارة الطبيب النفسي، لكن في العشر سنوات الأخيرة هناك تقدم ملحوظ جدًا وخاصة من الأجيال الجديدة بأعمار من 20-50 عام.
فأصبح هؤلاء الأشخاص لديهم وعي أكثر عن الصحة النفسية بشكل عام وبالتالي تقبل العلاج النفسي والإقبال على عيادات الأطباء النفسيين.
ما يقدمه المعالج النّفسي لمريضه لعلاجه
إن المعالج النفسي يقدم موضوعية تامة للمريض، فالطبيب المعالج يكون شخص حيادي، وبما أن الطبيب النفسي ليس قريب من المريض فسيجعل ذلك المريض أكثر راحة للحديث عن ما بداخله.
وأيضًا الطبيب النفسي مُختَص للمعالجة النفسية ويستطيع توجيه المريض لاكتشاف مشاكله وحلها من تلقاء نفسه.
مراحل العلاج النفسي
أول جلستين تكون جلسات تقييمية، يتم فيها سؤال المريض عن حياته وعلاقته بأهله وما إن كان هناك صدمات عاطفية واجهها بحياته، والعلاج يكون بكلام المريض واستماع طبيبه له، وفي بعض الأحيان يسأل الطبيب أسئلة لتوجيه الشخص لفهم شيء ما لم يكن يراه في مشكلته وتقبله، فليس مطلوب من المريض النفسي غير أن يحكي عن ما يزعجه وأن يكون مقتنع أن زيارته للطبيب أمر يصب في مصلحته تمامًا.
وأختمت “د. لوما النقاش” حديثها بأن نسب الشفاء للمرضى النفسيين ليست قليلة، ويكون أغلبها مبني على تقبل المريض للعلاج، فيجب على المريض النفسي قبل بدء العلاج أن يعلم أن العلاج يحتاج إلى وقت وجهد وشفافية تامة، فأحيانًا يكون من الصعب تقبل الحقيقة ولكن هذا هو المطلوب فقط للعلاج.
واقرأ هنا أيضًا عن آليات الدفاع النفسي