تعتبر فترة المراهقة فترة حساسة بدرجة كبيرة في حياة أبنائنا ولكن الخبر الجيد هو أنه في حالة تعاملنا نحن الأهل بطريقة صحيحة مع هذه المرحلة فمن الممكن أن تكون بداية وتأسيس لشخصية قوية ومتعاونة ومبدعة في الحياة.
متى تبدأ مرحلة المراهقة ومتى تنتهي؟
ذكر الدكتور يزن عبده ” أخصائي تربوي وأسري ” أن مرحلة المراهقة تبدأ في عشر سنوات وتنتهي بالبلوغ ولكن غالباً في الوطن العربي تنتهي بعمر 13 سنة عندما تبلغ الصبية أو الشاب، لذلك فإن مرحلة المراهقة هي أصغر أعمار الإنسان حيث أن الطفولة المبكرة على سبيل المثال تبدأ بعمر السنتين وتنهي بعمر الخمس سنوات بينما الطفولة المتأخرة من عمر 6 إلى آخر 9 ولكن المراهقة تبدأ من عمر 10 سنوات حتى عمر 13 سنة من عمر المراهق.
على الجانب الآخر، هناك البعض ممن يمدون هذه الفترة حتى عمر 18 سنة كالعالم فرويد ولكنني لا أرى ذلك صواباً لأنه حين يبلغ الإنسان يبدأ حينئذ مرحلة جديدة وهي مرحلة الفتوة ثم بعد عمر 18 سنة تبدأ مرحلة الرشد.
ما هي أسباب صعوبة فترة المراهقة على الأهل؟
كما نعلم جميعاً فإن المراهق يمر في هذه المرحلة بأشياء وأمور جديدة تطرأ عليه لأول مرة وفي حالة عدم فهمها من الأهل فإننا قد نعتبر الأبناء متمردين علينا ومتحدين لنا، لذلك تكمن المشكلة الكبرى في التعامل مع المراهق عند الأهل الذين لا يدركون سمات وخصائص هذه المرحلة عند أبنائهم – بناءً على ما يراه الأخصائي.
تابع ” يزن “: من أكثر السمات التي تظهر على المراهق هي بحثه الدائم عن هويته الدينية والجنسية وغيرها من الهويات الأخرى ثم يبدأ المراهق برفع صوت الأنا في المنزل دون أن يقصد إهانة الأهل بذلك وإنما ما يعنيه هو طلبه الملح بعدم إلغاء الأهل لشخصيته داخل المنزل كما يطلب منهم ضرورة أخذ رأيه في كل صغيرة وكبيرة.
إلى جانب ذلك، هناك بعض التغيرات الجسدية التي يتعرض لها المراهق حيث تبدأ الهرمونات تجهز نفسها للبلوغ عند هذا المراهق مما يساعد في ظهور حالة من التوتر والقلق لدى الشاب المراهق.
كيف يمكن للأهل التعامل مع المراهقين؟
يُنصح دائماً للأهل الذين يربون في بيوتهم يافعين أو مراهقين من عمر 10 سنوات أو 9 سنوات طبقاً للنمو الجنسي في بعض الحالات المبكرة أن يقوموا بالحوار مع المراهق بجانب ضرورة وجود صداقة مشتركة بين الأهل والمراهق إضافة إلى ضرورة تقبل الأهل للمراهق من حيث رغباته الشاذة والقلق والغضب والخطأ الذي يقوم به كما يجب أن يتحلى الأهل بما يسمى بالحوار الذكي بينهم وبين أبنائهم المراهقين دون أن يؤثروا عليهم سلباً من هذا الحوار.
بالإضافة إلى ذلك، من الممكن أن يستشير الأب ابنه المراهق في الأمور التي تخصه بصورة دائمة حتى يعلوا من مفهوم الصداقة الذي نعنيه في حديثنا عن علاقة الأب بالمراهق، وهذه هي الثلاثة محاور الرئيسية للتعامل مع المراهق والمراهِقة.
يجدر الإشارة كذلك إلى أنه في حالة وجود أكثر من مراهق في المنزل فيجب علينا التعامل مع كل واحد منهم على حدة لاختلاف سمات وصفات الشخصية لدى كل منهم.
كيف يمكننا دفع أبنائنا المراهقين لعيش مرحلة المراهقة دون حياء؟
يمكننا تصنيف أبنائنا المراهقين بين جنود وقادة. أما عن القادة فمراهقتهم تكون صعبة إلى حد ما لأنهم يتسمون بالعناد في هذه المرحلة ولكن الجندي يكون تحديه لنا أقل نوعاً ما في هذه الفترة العمرية.
وأخيراً، لابد أن يمر الجميع بمرحلة المراهقة حتى وان اختلفنا في كيفية التعبير عنها، وفي حالة عدم القدرة على التعبير عن هذه المرحلة من جانب المراهق فإن هذا يعني وجود تهديد عالي من المنزل للمراهق سواء من الأب أو من الأم أو الأقارب أو من الأخ الكبير، لذلك يجب علينا حينئذ تقوية علاقة الصداقة بيننا وبين أبنائنا حتى تهدأ حالة العصبية والقلق والتوتر الذي يعيشونه في هذه المرحلة العمرية لأنها قد تتسبب في وجود مشاكل أكبر عند تقدم المراهق بالعمر تصل إلى التفكير بالانتحار في بعض الأحيان.