أعراض متلازمة النفق الرسغي – مُضاعفاتها وعلاجها

لا شك أن مشكلة النفق الرسغي من أكثر المشاكل الصحية الشائعة في هذا العصر، فهي مُشكلة تُهدد العاملين على الكمبيوتر، لما تُسببه من ألم للمُصابين بها.

فربما تكونُ متلازمةُ النفقِ الرسغي (Carpal tunnel syndrome) مشكلةً صحيةً بسيطةً وعابرةً ولا تختاجْ إلى الرجوعِ للطبيبِ، ولكنْ في أحيانٍ كثيرةٍ تحتاجُ إلى التدخلِ الطبيِ وربما الجراحيُ، لما تسببهُ منْ آلامٍ وأوجاعٍ للمصابينَ بها.

وفي هذا المقال سنتعرض على هذه المُشكلة تفصيلاً، وأبرز طرق علاجها، والأسباب التي تؤدي إليها، فتابعونا.

متلازمة النفق الرسغي وأعراضها

تقول الدكتورة بيان علي “استشارية المخ والأعصاب والصرع”، يُعتبر الرسغ في جسم الإنسان من المناطق الضيقة، ولذلك يتم ضغط العصب الأوسط، ما بين العظام والأوتار المُحيطة.

لذلك يشعر المُصابين بمتلازمة النفق الرسغي بالألم والتنميل في جزء اليد المُغزى بالعصب الرسغي، تحديداً في الأصابع الثلاثة، ممتداً إلى الإصبع الرابع، فالنفق الرسغي هو عبارة عن أربطة وأوتار وعظام بالمعصم.

ويبدأ الأام تدريجياً بشعور المُصاب بألم وتنميل بسيط في اليد، وإذا استمر هذا الألم وتجاهل المريض سبب حدوث المتلازمة، سيشتد عليه الأم ويصل إلى ضعف في قبضة اليد، مما يترتب عليه سقوط الأشياء من يد المريض، وعدم السيطرة عليها.

وتبدأ أعراض النفق الرسغي تدريجياً خلال الليل، بسبب النوم بطريقة خاطئة، مثل الضغط على الرسغ نفسه، فأي حركة بها ضغط شديد على الرسغ، يُمكن أن تُسبب أعراض النفق وهي الألم والوخز.

ويُمكن أن يمتد الألم إلى الذراع، ولكن يجب التأكد من عدم وجود آلام في الرقبة، تسبب هذه الأعراض، ففي هذه الحالة تكون الأعراض مُختلفة، وكذلك التشخيص.

وقد أوضحت “د. علي” أنه في حالة استمرار أعراض المتلازمة، وظل المريض يشعر بالألم والوحز في المعصم، ولا يستطيع المريض حمل أي أشياء أو السيطرة عليها، يجب على المريض مراجعة الطبيب وأخذ العلاج المناسب، لأن متلازمة النفق الرسغي قد تؤدي إلى ضعف في قوة قبضة اليد.

أسباب متلازمة النفق الرسغي

هناك عدة أسباب لحدوث متلازمة النفق الرسغي ومنها ما يلي:

• كسور في عُظيمات الرسغ.
• الأسباب الإلتهابية والروماتيزمية التي تؤثر على المفصل.
• الأسباب الصحية والمرضية: ومنها السكري، والقصور الكلوي، واحتباس السوائل بالجسم، وخاصة في فترة الحمل، فبعض السيدان يُعانين من متلازمة النفق الرسغي في فترة الحمل.
• بعض العلاجات الدوائية: ومنها الأدوية التي تستعمل في علاجات الأورام.
• تأثر الغدة الدرقية: وخاصة هبوطها مما يؤدي إلى هذه المتلازمة.

تأثير بيئة العمل على الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي

تؤثر بيئة العمل على متلازمة النفق الرسغي بشدة، فالأشخاص الذين يعانون من آلام في النفق الرسغي، عليهم القيام ببعض الأمور الوقائية، ومنها تحريك الرسغ بين فترة وأخرى، وتغيير وضعية الجلوس، والقيام بتمارين بسيطة للرسغ، لتغيير وضعيته، وعدم البقاء في نفس الوضع لفترة طويلة، حتى لا يتم إجهاده وإصابته بالألم.

فالأشخاص الذين يعملون على أجهزة كمبيوتر تحتوي على ذبذبات مستمرة، يكونون أكثر عُرضة للإصابة بهذه المتلازمة، ولكن كل هذه الأسباب التي تؤدي إلى متلازمة النفق الرسغي ليست قطعية 100%.

مُضاعفات متلازمة النفق الرسغي وعلاجها

كما ذكرنا أن الرسغ هو منطقة ضيقة، يبدأ فيها الضغط تدريجياً على العصب الأوسط، فالعصب الأوسط هو المسئول عن حركة الأصابع، والمسئول أيضاُ عن الإحساس في منطقة اليد.

وفي البداية تكون أعراض متلازمة النفق الرسغي جميعها حسية، مثل التنميل والوخز وما شابه، وكلما زاد الضغط على العصب الأوسط، كلما زاد الضعف في قبضة اليد، لذلك لا يتحمل المريض رفع الأشياء ثقيلة.

وتابعت “د. علي” بأن طرق علاج متلازمة النفق الرسغي تختلف فقد تكون علاجات فيزيائية أو تكميلية، أو العلاج بالأدوية، وربما العلاج بالكمادات الباردة التي تُخفف من الألم.

فإذا كان المُصاب يُعاني من متلازمة النفق الرسغي، لابد له من إجراء الفحوصات اللازمة، ومنها فحوصات الدم، وألا يُعاني من نقص فيتامين ب12 ومرض السكري، أو هبوط الغدة الدرقية، وما إلى ذلك.

وقد يكون العلاج عن طريق كهربائية العصب، لبيان شدة تأثر العصب، فتأثر العصب ينقسم إلى عدة مراحل منها التأثر البسيط أو المتوسط وربما يصل إلى التأثر الشديد.

وعلى حسب شدة تأثر العصب يقوم الطبيب بصرف العلاج المناسب للمريض، فالعلاجات الدوائية تُجدي نفعاً في الكثير من الأحيان، وبعض الحالات تحتاج إلى دعامة لليد، لتدعيم حركة الرسغ، حتى لا يتحرك الرسغ بطريقة عشوائية تُسبب أعراض الألم والتنميل.

أما في الحالات التي لا تستجيب للعلاجات الدوائية أو التكميلية، يتم اللجوء إلى العلاج الجراحي، ويكون ذلك في الحالات الشديدة، ويتم العلاج الجراحي من خلال المنظار، أو القيام بعمل فتحة في منطقة اليد، حتى يتم تحرير هذا العصب من الضغط عليه.