متلازمة التعب المزمن هي مرض طويل الأمد مع مجموعة من الأعراض، ولكن أكثر هذه الأعراض شيوعًا هو التعب الشديد.
يمكن أن تؤثر متلازمة التعب المزمن على أي شخص، بما في ذلك الأطفال. ولكنها أكثر شيوعًا لدى النساء، وخاصة بعد منتصف الأربعينيات.
ويمكن تعريف هذه المتلازمة بأنها حالة الأشخاص الذين يشعرون بالتعب والإرهاق الدائم، حتى في حالة الحصول على قسطاً كافياً من النوم والراحة، وكذلك اتباعهم نظام غذائي صحي، وليس لديهم مشاكل أو أمراض عضوية، وفي هذا المقال سنتعرف على أعراض هذه المتلازمة وسببها وعلاجها، فتابعنا عزيزي القارئ.
متلازمة التعب المزمن
يقول “د. محمد الدباس” استشاري الطب النفسي: متلازمة التعب المزمن أو الفايبرومايلجا Chronic fatigue syndrome تعرف بأنها متلازمة وليست مرضاً، فهي مجموعة من الأعراض المزمنة التي ليس لها سبب عضوي واضح، وتؤثر على حياة المريض العملية والإجتماعية، وكذلك إداء المريض.
أعراض متلازمة التعب المزمن
تابع “د. الدباس” تتعدد أعراض متلازمة التعب المزمن، فمنها ما يلي:
- الشعور بالألم في العضلات: لفترات طويلة، فمثلاً يكون الألم طول النهار، في مناطق متعددة من الجسم، فيؤدي هذا الألم إلى الإرهاق الدائم والتعب، فيصبح المريض غير قادر على ممارسة نشاطاته اليومية، نتيجة هذا الألم، بدون بذل أي مجهود عضلي.
- نقص التركيز.
- اضطراب في الذاكرة.
هناك فرق بين الألم الناتج عن متلازمة التعب المزمن وبين الشد العضلي نتيجة ممارسة التمارين الرياضية، أو الجهد نتيجة ممارسة الأعمال المنزلية.
ويمكن أن تصاحب الفايبرومايلجا بعض الأعراض الأخرى مثل ما يلي:
- الشقيقة.
- الصداع التوتري.
- القولون العصبي.
- آلام في الفك.
فكل هذه الأعراض المصاحبة لهذه المتلازمة تكون ناتجة عن التوتر النفسي، أو نقص في مناعة الجسم.
هل ترتبط متلازمة التعب المزمن بنقص بعض الفيتامينات؟
تابع “د. الدباس” لتشخيص متلازمة التعب المزمن يجب استبعاد أي سبب عضوي يؤدي إلى الإرهاق، أو ألم العضلات، أو صعوبة في التركيز، فبالإضافة إلى الشعور بالإرهاق والتعب، يحدث أيضاً نقص في التركيز.
فمتلازمة التعب المزمن ليس لها فحصاً معيناً، مثل فحص بصورة شعاعية أو فحص دم، أو أي Test في المختبر، حتى نشخص هذا المرض، ولكن تشخص المتلازمة عن طريق استبعاد الأسباب الأخرى للشعر بالإرهاق والتعب، ومن هذه الأسباب الأخرى:
- نقص الفيتامينات: وخاصة فيتامين د، نقص في مجموعة فيتامين ب.
- كسل الغدة الدرقية.
- الأمراض النفسية: مثل الإكتئاب، القلق، التوتر الشديد المتواصل.
- المشاكل الإجتماعية: مثل الضغوطات المادية، ضغوطات داخل الأسرة.
- انتظار حل لمشكلة ما: فهذا الإنتظار يسبب الإرهاق والتعب.
فالتفكير النفسي يسبب شد في العضلات مما يؤدي إلى الإرهاق والتعب والشعور بالكسل.
أسباب متلازمة التعب المزمن
عادة لا يوجد سبب واضح لهذه المتلازمة، فهي مجموعة من الأسباب وكلها تكهنات حتى الآن، فمصطلح متلازمة الإرهاق العام أو التعب المزمن لها مسميات عديدة تم طرحها حت في اللغة الإنجليزية سُمِّيَت ب Chronic fatigue syndrome، وأخيراً اتفق العلماء على تسميتها الفايبرومايلجا، وهو ما يفسر تقريباً وجود الألم الذي يؤدي إلى الإرهاق.
فأي شعور بالألم نحس به، ولكن تفسير الدماغ به تحسس زيادة في تفسير الألم الذي يحدث، فتحدث زيادة في الشعور بالألم.
العلاقة بين الإكتئاب المرضي ومتلازمة التعب المزمن
العديد من الدراسات ترجع بداية المرض إلى حدوث صدمة نفسية أو حدوث مشكلة نفسية لدى الشخص، ثم تحدث هذه الآلام المتعددة، فمن أعراض الإكتئاب الشعور بالتعب والإرهاق النفسي والجسدي معاً، ومن هنا فالإكتئاب أحد أعراضه هو الإرهاق والتعب وتقلب المزاج.
ولكن الفايبرومايلجا أو متلازمة التعب المزمن هي شعور المريض بألم في أكثر من نقطة في الجسم، مثل الشعور بالخدر أو الوخز، أو الألم الشديد الذي لا يحتمل، ولا يخفف الألم بالأساليب التقليدية مثل المسكنات وغيرها.
وينصح “د. الدباس” أي شخص يعاني من أي آلام أو أي مشكلة صحية، يجب عليه التوجه إلى طبيب الأسرة، أو الطبيب العام المُلم بجميع الأمراض، حتى يوجه المريض إلى الأخصائي المطلوب، بعد إجراء الفحوصات المطلوبة، واستبعادا الأسباب العضوية، فليس كل شخص لديه آلام متعددة في الجسم، ويشعر بالإرهاق، أن لديه الفايبرومايلجا Fibromyalgia، فمتلازمة التعب المزمن هي آخر تشخيص يلجأ إليه.
علاج الفايبرومايلجا “متلازمة التعب المزمن”
أوضح “د. محمد” لا نستطيع الفصل بين العقل والجسد، فإذا اشتكى الدماغ اشتكى الجسم أيضاً، لأن الدماغ هو المسيطر على الجسم، فأي ألم في الجسم يؤدي إلى التوتر، وكذلك التوتر والقلق يؤديان إلى الآلام أو ما يسمى بحزن الجسد.
ويمكن أن يأتي الإكتئاب على شكل أعراض جسدية، مثل الآلام المتعددة وخاصة عند النساء، فالأعراض تكون جسدية أكثر من نفسية، فتشعر المرأة بألم في منطقة مختلفة من الجسم كل يوم.
ويتم علاج الشخص الذي يعاني من الفايبرومايلجا عن طريق تغيير روتين ونمط حياته بإتباع الآتي:
- الحركة المستمرة.
- ممارسة الرياضة.
- تحسين النظام الغذائي: فالغذاء الصحي المفيد يساعد على تقوية مناعة الجسم.
- السباحة.
- العلاج السلوكي المعرفي: ويتم عن طريق الإسترخاء.
- ممارسة اليوجا.
فأي استرخاء نفسي أو جسدي يساعد على علاج الفايبرومايلجا، حيث يتم استرخاء الدماغ وكذلك العضلات.
بعض الدراسات تُرجع سبب حدوث متلازمة التعب المزمن إلى الخلل في السيراتونين أو الأدرينالين بالجسم، لذلك تساعد الأدوية المضادة للإكتئاب على تخفيف الألم، لأن الألم ينتقل من الجسد إلى الدماغ عن طريق السيراتونين والمؤثرات العصبية الأخرى، فأي علاج يرفع السيراتونين يساعد على تخفيف الألم وتحسين الحالة النفسية.