يطلق لفظ الاحتراق على مبنى أو مكان ولكن الاحتراق النفسي في بعض الأوقات يكون بداخلنا ويأكل طاقتنا وحماسنا وأفكارنا وكل نشاطنا الداخلي وهذا ما يسمي بمتلازمة الاحتراق النفسي.
ما المقصود بمصطلح متلازمة الاحتراق النفسي؟
قال “د. محمد مرعي” إستشاري الصحة النفسية في مستشفي النجاح الوطني الجامعي والمحاضر الجامعي بكلية الطب بجامعة النجاح الوطني. قد يمر الكثير منا بلحظات من الملل وضعف الإنتاجية لكن إذا استمرت هذه الحالة لفترة طويلة يعاني الفرد من متلازمة الاحتراق النفسي او الاحتراق الوظيفي التي تقلل من إستمتاعه بعمله وتسبب قلة الإنتاجية وهذا عادة مرتبط بالمهن التي يتحقق بها ضغط مهني عالي مثل المهن الطبية.
وتشير الدراسات إلى أن 70 % من الأطباء في أمريكا يعانوا من الاحتراق الوظيفي وبالمثل في بريطانيا يعاني 65 % من الممرضين وكذلك المهن الإعلامية والأخضائيين الاجتماعيين ومدرسي المدارس والجامعات لما بها من مسئولية فهم يتعاملون مع تحديات وضغوطات بشكل يومي في العمل.
ما هي الأعراض والآثار السلوكية لمتلازمة الاحتراق النفسي؟
إذا أصبح الفرد غير قادر على الاستمتاع بشكل يومي بوظيفته، التأخر على الذهاب إلى العمل يوميا بالإضافة إلى ألم بالرأس وتنعكس كل هذه الأعراض على سلوكيات الفرد وتتسبب له في المشكلات السلوكية داخل مؤسسة العمل مما يجعل الفرد متوتر وعصبي ويقتعل بعض المشكلات نتيجة الضغط العصبي الذي يعاني منه. كما يؤثر على تعامله مع العملاء و زملائه في العمل.
كما أشار الدكتور محمد إلى أن بعض الدول مثل السويد قد يقاضي الفرد صاحب العمل إذا طلب منه أي عمل إضافي بعد إنتهاء وقت العمل لأن هذا الوقت من حق الموظف ليرتاح ويبتعد عن جو العمل ليعود في اليوم التالي بكل نشاط وحيوية.
ولهذا ننصح الفرد في العطلة الإسبوعية بالإبتعاد عن جو العمل تماما وأخذ راحة تامة من العمل وقضاء هذه العطلة مع الأهل للخروج من جو العمل وبالتالي العودة بنشاط من جديد للعمل.
كيف يمكن التعامل مع ضغط العمل بإيجابية؟
معظم تفكيرنا يتجه سلبيا ولكن للحفاظ على الإيجابية يمكننا إستشارة طبيب نفسي عند وجود أية مشاكل أو أخذ راحة نفسية كل فترة للابتعاد عن ضغط العمل بالإضافة إلى بعض التمارين مثل القراءة.
ولكن توجد بعض طرق التعامل مع الضغوط ولكنها طرق سلبية مثل النكات التهكمية السودوية والتدخين وشرب الكحوليات أو اللجوء إلى المخدرات.
هل الانتماء بالعمل يسبب الاحتراق النفسي على المدى الطويل؟
لقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): إن لبدنك عليك حق”، فلدى كل فرد ساعات عمل محددة لتكون حياته متوازنة ويحافظ على صحته فبعد ساعات العمل يستطيع الفرد تقسيم الوقت للراحة أو الأهل بالإضافة إلى الصلاة والجانب الإيماني فهو يساعد على مواجهة التحديات. ولذلك ننصح الفرد بمراعاة صحته للقدرة على مواصلة العمل وعدم الإصابة بالأمراض الجسدية والنفسية.
وأخيرا كانت نصيحة الدكتور لكل الموظفين بالبحث عن علاقات دائمة مريحة داخل العمل للمساعدة على الراحة النفسية داخل العمل وبالتالي رفع إنتاجية الفرد.