تقول صاحبة الاستشارة: عمري 25 سنة، ووزني 54 كجم، وطولي 168سم، والدورة والحمد لله منتظمة من قبل الزواج، وكانت تأتي كل 28 يومًا، ثم قبل الزواج بعام كانت تأتي كل 24-25 يوما، وذلك حتى بعد الزواج بعام، ثم عادت وانتظمت كل 27- 28 يوما مرة أخرى، وأنا متزوجة منذ (أكتوبر 1999)، ولم يتم الحمل حتى الآن، وإليكم البيانات بالتفصيل:
بالنسبة لى:
- فى (مارس 2000) تم عمل فحص سريري لم يكشف عن أى أعراض والحمد لله، ثم كتبت لي الطبيبة دواء “بارلوديل” بمعدل نصف قرص صباحا ومساء، مع الأكل لمدة 3 شهور.
- فى (أغسطس 2000) تم عمل سونار لمتابعة التبويض، وكانت النتيجة كما يلي: uterus:site: auf diameter:long77 ، a.p.d.:38 ، trans :48 rt. ovary: site : d.p.، size 28*25 lt. ovary: site :adeuexal ، size 31*29*18 11th day : 11*8 ، 9*12 (وجود بويضتين)، وبمتابعة السونار يوم 13، 16 من بداية الدورة قالت الطبيبة: إن حجم البويضات صغير، ثم كتبت لي دواء “نولفادكس” بمعدل قرص مرتين يوميا، ابتداء من ثالث يوم في الدورة ولمدة 5 أيام (3 شهور)، انتظمت على الدواء لمدة شهرين، وفى الشهر الثالث تناولت 3 أقراص، ولم أكمل الشريط الثالث بسبب السفر واضطراب المواعيد.
- فى إبريل 2001 ذهبت إلى طبيبة أخرى فطلبت مني إجراء تحليل “برولاكتين”، وكانت النتيجة (26)، فكتبت لي دواء “لاكتوديل” كما يلى: نصف حبة قبل النوم مدة 3 أيام، ثم نصف حبة صباحا ونصف حبة قبل النوم لمدة 3 أيام، ثم نصف حبة صباحا وحبة كاملة مساء لمدة 3 شهور.
بالنسبة لزوجي:
- في 11/2/2001 قام بتحليل السائل المنوي، وكانت النتيجة كما يلي: qnantity: 2 ml. ، consistancy : viscid ، reaction : alkaline ، motility: moderate cont : 17 000 000 per cm.1 viability: 1st hour 85% living 2nd hour 70% ، 3rd 55% sparmatogenic cell : few، pus cells : 25-30 abnormal forms 10%، وقد كتب له الطبيب دواء “أفلوكساسين 200” بمعدل قرص صباحا ومساء قبل الأكل بنصف ساعة، وذلك لمعالجة الالتهابات (علبة واحدة لم يكررها).
- في 2/4/2001 قام زوجى بعمل عملية دوالي الحبل المنوي، بعد اكتشاف وجودها فى الخصية اليسرى واليمنى.
معذرة على طول الرسالة وكثرة تفاصيلها، ولكني أرغب في دقة التفاصيل؛ لكي أحصل على دقة الإجابة، وإليكم أسئلتي التى أتمنى أن أجد لديكم صبرا فى الإجابة عليها:
- هل أنا على الطريق الصحيح فى العلاج؟ وهل نسبة البرولاكتين عالية كما قالت لي الطبيبة، أم أنها ليست مرتفعه كما ذكر لي طبيب التحاليل؟
- هل يمكن حدوث الحمل أثناء تناول دواء لاكتوديل؟ وإذا حدث؛ فهل في ذلك خطر على الجنين؛ حيث من المعروف أنه لا يتم معرفة وجود الحمل إلا بعد أسبوعين على الأقل من حدوثه، وخلال هذه الفترة سوف أكون مستمرة فى تناول الدواء؟
- بعد انتهاء الشهور الثلاثة مع عدم حدوث الحمل، ما هي الخطوات التي يجب عليّ اتباعها بالترتيب؟
- بالنسبة لزوجي: أريد أن أعرف باختصار أسباب وجود دوالي الخصية، ومدى تأثيرها على الحمل.
- أعلم أن دورة الحيوان المنوي تستغرق ما بين 70- 90 يوما؛ لكي يكون الحيوان المنوي مكتمل النضج؛ فهل معنى ذلك أنه لا يمكن حدوث الحمل قبل مرور هذه الفترة على إجراء زوجي لعملية الدوالي، حتى يتم إنتاج حيوانات منوية سليمة؟
- هل عدد 17 مليونا يعتبر قليل كما قالت لى الطبيبة، أم إنه في حدود المعقول كما يقول طبيب زوجي؟
- متى يجب علينا أن نبدأ فكرة التلقيح الصناعي؟
أخيرا أشكركم على سعة صدركم، وأرجو المعذرة على طول الرسالة، ولكن الأمر الآن أصبح يسبب لي متاعب نفسية كبيرة، وأتمنى أن أتلقى الرد سريعا.
وجزاكم الله عنا وعن المسلمين خيرا كثيرا.
الإجـابة
يقول د. يوسف الدميسي -أخصائي أمراض النساء والتوليد-: الأخت الفاضلة.. أحب أن أبدأ بالإجابة على رسالتك من حيث انتهيت منها؛ حيث تقولين إن الأمر أصبح يسبب لك متاعب نفسية كبيرة.. أرجو في البداية أن أؤكد لك أن حالتك ليست كما تبدو لك كبيرة وصعبة، فمثلك كثيرون يكون وضعهم مثل وضعك، ويمُنّ الله عليهم بالحمل بمشيئته سبحانه وتعالى، وكل أمر يعود إليه؛ فهو مدبر الأمر، ولكننا خُلقنا بطبعنا عجولين..
هذا من ناحية، أما من الناحية الأخرى، فإني أود أن أشرح بشيء من التبسيط الممكن كيفية الحمل، عسى أن يكون في هذا الشرح إجابة على كثير من تساؤلاتك.
الحمل يتم بمشيئة الله طبعًا إذا حصل التقاء الذكر مع الأنثى في وقت الإخصاب، “أي في الوقت الذي تخرج منه البويضة من مبيض الأنثى”، ويتم وصول الحيوان المنوي إلى هذه البويضة، ويتم التلقيح، وتبدأ بذلك عملية الحمل.. طبعًا نحن في حاجة إلى حيوان منوي سليم، وتبدأ الرحلة منذ ساعة القذف في فرج المرأة ليمر عبر عنق الرحم، فتجويف الرحم، فقناة فالوب؛ حيث يلتقي هناك في الأغلب مع البويضة التي تكون قد خرجت من المبيض، فيتم التلقيح، ثم تسير البويضة الملقحة حيث تنغرس في جدار الرحم (بطانة الرحم)، وتبدأ في عملية الانقسام، ويبدأ الجنين في التكوين..
والحيوان المنوي السليم يحتاج إلى بيئة مناسبة في السائل المنوي من درجة حموضة ولزوجة؛ حتى يتمكن من السباحة إلى هدفه، والبويضة تخرج (أو تفقس) تحت ظروف خاصة، وتكون تحت تأثيرات هرمونات جنسية خاصة، مثل: FSH الذي يساعد على تكوين البويضة ووصولها في جرابها إلى حجم مناسب بين 22 مم– 26 مم، وإلى هرمون LH الذي يساعد على خروجها من هذا الجراب، وإلى هرمونات الغدة الدرقية T4 ، T3 Free Thyroxin التي تساعد في تكون البويضة أيضاً بشكل أو بآخر، وهرمون الحليب Prolactine له دور في ذلك، فكلما زاد في الجسم أثر على الهرمونات الأخرى وأضعف عملها، وهذه حكمة إلهية، فأثناء الرضاعة يزيد هذا الهرمون ليخرج اللبن من ثدي الأم لإرضاع الطفل، وفي الوقت نفسه يوقف إفراز البويضات ليؤجل حملاً جديداً إلى أجل مسمى.. وحتى يتم وصول الحيوان المنوي لتلقيح البويضة فلابد أن تكون الطريق سالكة ومأمونة، وذلك بعدم وجود انسدادات في قناة فالوب أو التهابات في عنق الرحم أو المهبل، وهو ما يمكن أن يغير في بيئة مرور هذا الحيوان المنوي.
نعود الآن للإجابة على تساؤلاتك، فمن التاريخ المرضي الذي ذكرته؛ حيث إن الدورة الشهرية كانت منتظمة قبل الزواج وبعده، وهو ما يدل تقريباً على وجود إباضة، وهذه الإباضة تحصل على الأغلب في الدورات المنتظمة، وقبل حصول الحيض بـ 14 يوم تقريباً، وإذا علمنا أن البويضة يمكن أن تبقى حية ما بين 24 – 72 ساعة تقريباً، وأن الحيوان المنوي يعيش في داخل الجهاز التناسلي الأنثوي نفس الفترة تقريباً، لعلمنا أن هذا الأسبوع (ثلاثة أيام قبل خروج البويضة ovulation وثلاثة أيام بعدها) هو ما نسميه عادة بأسبوع الإخصاب، بمعنى أن إمكانية الحمل تكون في خلال هذا الأسبوع، وباقي أيام الدورة يمكن تسميتها فترة أمان (أي لا يحصل الحمل خلالها في الأغلب).
هذا الشرح المبسط يظهر لك أن العلاج لمدة ثلاثة أشهر هي في الحقيقة ثلاث محاولات لحصول الحمل (على أن يتم الاتصال في خلال أسبوع الإخصاب بمعدل مرتين أو ثلاثة مرات)، فإن لم يحصل هذا الاتصال تكون فرصة من هذه الفرص قد ضاعت.
هل أنت على الطريق الصحيح بالنسبة للعلاج؟ بشكل عام: نعم، ونسبة البرولاكتين في حدود المعدل الطبيعي، ولكن يمكن تناول علاج الـ parlodel أو اللاكتوديل في حالة ارتفاع نسبة هرمون البرولاكتين، أو حتى إذا كانت نسبته ضمن الحدود الطبيعية، وفي هذه الحالة يجب أن تصل الجرعة إلى حبتين يومياً (حبة كل 12 ساعة) وليس مثل علاج الفترة الأولى (حيث كنت تأخذين نصف حبة مرتين يومياً، فهي جرعة متدنية).. ويستمر عادة العلاج في هذه الحالة كحد أدنى 3 شهور، ويمتد إلى 6 شهور، وعادة يضاف هرمون HCG بشكل حقن عيار 5000 وحدة بمعدل حقنتين في اليوم الثالث عشر من الدورة (أو حين وصول حجم الجراب الذي يحتوي على البويضة Grafian follicle إلى حجم 20- 22 مم)، وهذا عادة بحاجة إلى المتابعة على جهاز الموجات الصوتية، وهذه الحقن تساعد على خروج البويضة من جرابها.
نعم يمكن حدوث الحمل أثناء تناول علاج لاكتوديل، وليس هناك خطر على الجنين حسبما جاء في الدراسات المتعلقة بهذا العلاج، ولكن يجب التوقف عن تناول هذا العلاج في أول فرصة نعرف أن الحمل قد حصل.
يجب الاستمرار في العلاج (أيّ علاج) لمدة بين 3- 6 أشهر حتى نقول إن هذا العلاج استوفى فرصته، وإضافة هرمون CHG مثلما ذكرت سابقاً بشكل Pregnyl 5000 1.4 أو Profassi 5000 1.4 يساعد على خروج البويضة، ويكون هذا الوقت المناسب للإخصاب. وفي حالة عدم حدوث حمل لابد من التأكد من أن الأنابيب سليمة (غير مسدودة)، وذلك بواسطة عمل تنظير للأنابيب Laparoscopy أو عمل صورة شعاعية ظليلة للرحم MSG.
والتأكد مرة أخرى من فحص السائل المنوي ومدى لزوجته (حيث إن ارتفاع اللزوجة أي عدم تحول السائل المنوي إلى الميوعة المتاحة complete liquefaction خلال فترة نصف ساعة بعد خروجه يعتبر سبباً في تأخر حدوث الحمل).
وجود الدوالي حول الخصية يحدث لأسباب خلقية، ويمكن أن تزيد مثل الدوالي التي تحصل في الساقين إذا كانت طبيعة عمل الزوج تستدعي الوقوف لمدة طويلة، وهذا يجعل الدورة الدموية حول الخصية عالية، وهو ما يسبب ارتفاع درجة الحرارة حول الخصية، ويؤثر على تكوين نوعية السائل المنوي، وينصح في هذه الحالة عدم لبس الملابس الضيقة مثل الـ slip، ويفضل الملابس والسراويل الواسعة.
يمكن حصول الحمل كما ذكرنا في أي وقت قبل مرور فترة الـ 90 يوماً بعد إجراء عملية الدوالي.
عدد 17 مليونا مقبول، ويحدث الحمل في عدد أقل من ذلك، ولو أنه جرت العادة على اعتبار 20 مليونا هو الحد الأدنى المقبول إلا أن نوعية السائل واللزوجة والحموضة ونشاط الحيوان المنوي كلها تؤخذ بعين الاعتبار.
وفكرة التلقيح الصناعي سابقة لأوانها الآن، فأنت لم تستنفذي الفرص الكاملة للعلاج، وكما ذكرت لك أن العلاج بحاجة إلى إعطائه فرصة كافية تمتد إلى ستة أشهر ثم يعاد التقييم والفحوصات لك ولزوجك مرة أخرى، ويعاد فحص السائل المنوي، وإذا وجدت التهابات يعمل له زراعة C&S; لإعطاء المضاد الحيوي المناسب المدة كافية، ويمكنك إجراء تحاليل للهرمونات الأخرى للتأكد من وجودها ضمن المعدل، وهي: T4، T3 F.S.H, 2.H, Prolactine.
ويمكن عمل H.S.G أو laparoscopy بعد ذلك، مع الأخذ بعين الاعتبار فترة الإخصاب، وكثير من الحالات المشابهة تحتاج إلى التوقف عن العلاج لعدة أشهر، ويحصل الحمل أثناءها بإذن الله، آخذين بعين الاعتبار الحالة النفسية والتوكل على الله في كل شيء.