مبدأ الشورى؛ أنزله الله ﷻ وأمر به نبيه، فطبقه في حياته ونشأ عليه أصحابه، فقال ﷻ ﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾.
هل استمر الصحابة في استخدام الشورى فيما بينهم حتى بعد وفاة الرسول؟
نعم؛ فبعدما توفي رسول الله ﷺ اجتمع المسلمون من المهاجرين والأنصار في سقيفة بني ساعدة، وبعد مشاورة استقر الرأي على مبايعة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- خليفة لرسول الله ﷺ.
وهنا أيضًا نتعرَّف على: حرب المرتدين والفتوحات الإسلامية.. ما الذي حدث؟
نماذج المشاورة
- المشاورة في أمر الخلافة: عندما أحس أبو بكر بدنو أجله، جمع أهل الرأي والمشورة واستقر به الرأي على استخلاف عمر من بعده.
- المشاورة في الشئون المالية: فعندما اتسعت الدولة الإسلامية في عهد الخليفة عمر بن الخطاب وزادت الثروات، كان لا بد من وجود نظام مستقر يتم على ضوئه توزيع الغنائم. فاستشار عمر فأشار أحد الصحابة على الخليفة باتخاذ الدواوين كما يفعل ملوك الشام فاستحسن هذا الرأي وأنشأ الدواوين.
- المشاورة في الشؤون الشرعية: في خلافة عثمان -رضي الله عنه- رأى حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- أن الناس مختلفون في قراءة القرآن وأخبر الخليفة بذلك، فجمع عثمان الصحابة واستشارهم وانتهى الرأي إلى كتابة المصحف على حرف واحد وهو لغة قريش.
- المشاورة في الشئون الأمنية: وصل إلى الخليفة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- كتاب من القائد معقل بن قيس المكلف بمحاربة أحد الخوارج؛ فجمع أصحابه وقرأ عليهم الكتاب فاستقروا على رأي واحد أن نكتب لمعقل، فيتتبع أثر الفاسق فلا يزال في طلبه حتى يقتله أو ينفيه؛ فإنا لا نأمن أن يفسد عليك الناس.
إن الخلفاء الراشدين استخدموا المشاورة في كل مناحي الحياة، لذا علينا أن نطبق مبدأ الشورى في حياتنا.
واقرأ هنا عن: قصة فتح مكة.. تلخيص × أسئلة
الخُلاصة
إن مبدأ الشورى طبقه رسول الله ﷺ في حياته ونشأ عليه أصحابه. ووضحنا المشاورة في الشئون المالية التي نشأت على ضوئها الدواوين، وشرحنا المشاورة في الشؤون الشرعية ونتجت عنها كتابة المصحف على حرف الواحد، وذكرنا المشاورة في الشئون الأمنية.