نتعرف اليوم على فوائد الجري وكيفية التحضير له لتجنب الإصابات.
هل التحضير والتدريب لجرى الماراثون ذات أهمية كبيرة؟
يجيب الدكتور «هشام دهشان» أخصائي أمراض العظام والإصابات الرياضية، التحضير للماراثون مهم جدا لأنه يشكل مشقة للجسم لذا يجب التدريب عليه ويستمر التدريب فترة طويلة لأن الجسم يحتاج إلى هذا الوقت حيث أن القلب والأوعية الدموية تتأقلمان بسرعة أما المفاصل والعضلات والأوتار لا تتأقلم بهذه السرعة لذا يجب إتباع برنامج تدريبي مكثف ولمدة طويلة.
وعلى المشتركين القيام بالفحوصات قبل الدخول للماراثون لأنها ضرورية مثل فحص التخطيط للقلب في وقت الراحة وأثناء الجهد وفحص الجهاز التنفسي وفحص الدم وفحص المفاصل والأوتار.
من هم الأشخاص الذين يستطيعوا الاشتراك بالماراثون ومن عليهم الابتعاد عنه؟
كل شخص لديه العزيمة والقوة على تحمل المشقة يستطيع ذلك إذا أخذ الموافقة من الطبيب المختص في فحص هذه الحالات وبالنسبة للأشخاص الذين يجب عليهم الابتعاد هم الذين يعانون من السمنة المفرطة والذين لديهم إصابات في المفاصل والأوتار أما الأشخاص المصابون بارتفاع أو هبوط ضغط الدم فهؤلاء يجب عليهم التدريب أولا ثم القيام بعمل فحص جديد وبالنسبة للمتقدمين في السن اعتقد أن الجري والمشي الصحي وعدم المبالغة في الجري مفيد لهم.
بما تنصح المبتدئين عند ممارسة رياضة الجري؟
وللوصول الى أعلى درجة من فوائد الجري ينصح «د.هشام»، بالبدء بهدوء وببطء وبأن يتم الجري ثلاث دقائق ثم المشي دقيقة وإعادة هذا النمط من ٦-٩ مرات في الجلسة الواحدة والبحث أيضا عن مرافق في الجري حتى يكون هناك انتظام ويجب تحديد مواعيد ثابتة حتى لا ينتابه الكسل والأفضل إتباع برنامج غذائي صحي قبل ممارسة الجري وإذا أحس بأي شيء فعليه أن يلجأ لاستشارة الطبيب.
هل تؤثر رياضة الجري على العظام تأثير سلبي أو ايجابي؟
يوضح الدكتور، إذا كان الإنسان يعاني من وزن زائد مفرط فبالتالي لها تأثير على العظام سلبيا أما إذا كان يتمتع بجسم طبيعي فتزيد الرياضة من كثافة العظام.
ما هي المدة المفيدة للجري في الأسبوع؟
لا يوجد نصيحة عامة لأن البرنامج الرياضي يجب أن يكون محدد لكل شخص حسب لياقته الجسدية ووزنه وسنه ورغباته. وعما إذا كان يجب تناول الأكل قبل الجري بوقت معين فيتابع الدكتور، على الإنسان الذي يرغب في ممارسة الجري الابتعاد عن الوجبات الدسمة قبل ساعتين من الجري وإلا سيؤدي إلى اضطراب في المعدة.
فوائد الجري في الحفاظ على صحة المفاصل
ما الأخطاء التي يمكن أن يرتكبها الشخص أثناء ممارسة رياضة الجري؟ وكيف يمكن تجنب مثل هذه الأخطاء؟
وبالمُتابعة مع فوائد الجري ، أوضح “د. طارق رسلان” (أخصائي جراحة العظام والمفاصل وإختصاصي الطب الرياضي) أن الأخطاء الشائعة أثناء ممارسة رياضة الجري خاصةً من قبل المبتدئين هي عدم الانتباه للإنذار والإشارات التحذيرية التي يرسلها الجسم في حالة الخطر، عدم الالتزام بتعليمات المتخصص الرياضي، وتحميل الجسم أكثر من طاقته، وعدم الالتزام بفترة الراحة للجسم، وعدم تحقيق التوازن بين ما يُسمى بالفترة الباردة (وهي الفترة التي لا يُمارس فيها الشخص رياضة الجري) وبين الفترة الساخنة (وهي الفترة التي يُمارس فيها الشخص رياضة الجري).
وأكد “الطبيب الضيف” أن عدم الالتزام بالتعليمات قد يُعرض الشخص لعواقب وخيمة، فهذا يؤدي إلى إجهاد للجسم والأوتار والعضلات والعظام والمفاصل، مما قد ينتُج عنه إصابات رياضية مثل: (كسور مشط القدم – التهاب العضلات والأوتار – تقلص عضلي).
هل تعتبر رياضة الجري مُجدية في إنقاص الوزن؟
أوضح دكتور “رسلان” في حديثه عبر قناة (DW عربية) أن بالفعل رياضة الجري مُجدية في تخفيف الوزن بل من هي أفضل الرياضات لهذا الغرض، ولكن يجب الالتزام بتعليمات معينة ومدة معينة فالمعدل الطبيعي لممارسة رياضة الجري هو ٣ مرات أسبوعياً وتترواح فترة كل مرة من ٣٠ – ٤٠ دقيقة. ولكن في حالة المبتدئين يكون لهم برنامج معين.
أضاف د. طارق مشيراً إلى أهمية اختيار الحذاء الرياضي المناسب، بحيث يكون مرن لممارسة رياضة الجري ويراعي مناطق المستقبلات الحسية الموجودة في القدم.
هل هناك تأثير سلبي لممارسة رياضة الجري على المفاصل وخاصةً الركبتين؟
نفى الدكتور “طارق” وجود أي إثبات على صحة هذا الكلام من الناحية الطبية أو العلمية، بل على العكس تماماً نجد أن الالتزام بأصول وتعليمات رياضة الجري يعمل على حماية المفاصل. ففي ألمانيا يُجرى سنوياً حوالي ٢٠٠ ألف عملية جراحية لمن لديهم مشاكل متعلقة بالمفاصل، ونسبة ٩٠٪ من هذه الحالات تكون من أصحاب الوزن الزائد بينما النسبة الأقل تكون من الرياضيين.
هل هناك من التمارين ما يكون مفيداً إذا تم ممارسته بعد رياضة الجري؟
أكد “د. رسلان” أن حماية المفاصل هي عبارة عن تقوية العضلات وخاصةً مفصل الركبة، ففي الفترة الباردة يُفضل ممارسة بعض التمارين التي تعمل على تقوية عضلات الركبة. فمن المهم ممارسة تمارين الشد بعد رياضة الجري لعدة أيام، وتمارين التقوية مثل: ركوب الدراجات والسباحة.
ما هي الإشارات التحذيرية أو الإنذار الذي يرسله الجسم في حالة الخطر؟
من ناحية الجهاز الحركي فأول إنذار هو الشعور بالألم ففي هذه الحالة يجب على الشخص التوقف عن ممارسة الرياضة وذلك في حال الرياضيين المتمرسين أيضاً، والشعور بآلام الصدر وهذا قد يكون مؤشراً لوجود مشاكل بالقلب، وأخطار التقلص والتمزق العضلي، والشعور بالإنهاك نتيجة ما يفقده الجسم من فيتامينات وحراريات أثناء ممارسة رياضة الجري فلابد من تعويض ما يفقده الجسم أول بأول، وقد يشعر الشخص بالجوع نتيجة نقص الكربوهيدرات.