لماذا يعد التدخين ونمط الغذاء السيء عاملاً مهدداً لحياة الإنسان؟
تجيب علينا اختصاصية الصحة العامة الدكتورة “جزلة فضة”، تعد الأمراض المزمنة ناجمة عن عوامل وأعراض خارجية تحدث في الجسد على المدى الطويل ولهذا تسمي بالأمراض المزمنة لأنها لا تظهر أعراضها على الجسد بشكل مباشر حيث تحدث تغيرات في فسيولوجيا الجسم تنتج عنها هذه الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري وأمراض ارتفاع ضغط الدم والسرطانات، ويجب علينا أن نفرق بين عوامل الخطورة السلوكية والتي تتصدر قائمتها عوامل مثل التدخين ونمط الغذاء الغير صحي، وعوامل الخطورة الفسيولوجية التي تحدثها عوامل الخطورة السلوكية هذه.
حيث أن عوامل الخطورة السلوكية مثل التدخين ونمط الغذاء الغير صحي غالبا ما يتبعها قلة النشاط الحركي والتوتر والضغط النفسي وتؤدى هذه العوامل السلوكية لعدد من الأعراض منها ارتفاع ضغط الدم وارتفاع في سكر الدم وارتفاع في نسبة الكوليسترول والسمنة وتؤدي جميع هذه العوامل لظهور الأمراض المزمنة والتي تشكل مشكلة صحية عالمية فهناك ما يقرب من ٣٨ مليون حالة وفاة سنويا تحدث بسبب هذه الأمراض المزمنة أكثر من ١٨ مليون حالة منها بسبب أمراض القلب الوعائية وتشكل السرطانات أكثر من ٨ مليون حالة وفاة والسكري يشكل ١٫٥ مليون وفاة .
ما هي العادات الأكثر خطورة والتي تؤدي للإصابة بالأمراض المزمنة؟
ترد الدكتورة جزلة فضة، يتصدر التدخين قائمة أكثر العوامل خطورة لأنه يتضمن مادة النيكوتين وهي تؤثر على المراكز العصبية التي تسيطر على ضغط الدم وضربات القلب كما تؤدي الى انقباض في الأوعية وتؤدي هذه الأسباب لحدوث الأمراض القلبية الوعائية بالإضافة إلى أن وجود غاز أول أكسيد الكربون مع النيكوتين يؤدي الى تراكم الدهون بالجسم وزيادة احتمالية الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية.
كيف يؤدي التدخين لتراكم الدهون؟
يسبب اتحاد النيكوتين مع غاز أول أكسيد الكربون على تراكم الدهون في الأوعية الدموية مما يؤدي للإصابة لتراكم الدهون، كما يؤدي التدخين للإصابة بالسرطانات عن طريق تأثيره على الأهداب الموجودة ببطانة الرئة والقصبة الهوائية والتي تقوم بالتخلص من الأجسام الغريبة والضارة ويؤدي التدخين لإضعاف هذه الأهداب مما يؤدي لتراكم المواد السامة بها وحدوث طفرات خلوية وهو ما يسمى بالسرطانات.
هل يوجد ممارسات أخري قد تؤدي للإصابة بالسرطانات؟
تؤثر أنماط الغذاء الغير صحية على الإصابة بالأمراض فعلى سبيل المثال تؤدي أنماط الغذاء المعتمدة على كميات كبيرة من الدهون والسكريات والملح إلى ارتفاع في ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول بالدم وارتفاع بنسبة السكر مما يؤدي للإصابة بالسمنة والتي تعد مرضا بحد ذاتها بالإضافة لكونها عامل خطورة كما تؤدي هذه العوامل مجتمعة للإصابة بالسكري والذي من الممكن أن يؤدي للوفاة.
ما هي الإجراءات الواجب اتخاذها نحو العوامل التي لا نستطيع التحكم بها بينما تؤثر بشكل سلبي على الصحة؟
تضيف الدكتورة جزلة فضة: تعد العوامل السلوكية هي العوامل الأكثر خطورة التي تؤدي للإصابة بتلك الأمراض حيث أنها تضعف مناعة الجسم فمع وجود التلوث بالجو المحيط بنا وإمكانية إصابة الأفراد بالأمراض بسببه غير أن مناعة الأشخاص تتفاوت فيما بينهم وبالتالي تعد العوامل السلوكية هي من تجعل الأشخاص أصحاب المناعة الضعيفة أكثر عرضة للإصابة بالعوارض البيئية، كما يؤثر الاعتماد المتزايد على تناول الأطعمة التي تحتوي على الملونات والمحليات الصناعية بشكل سلبي على الصحة.
هل يؤثر العامل الجيني فيما يخص أمراض القلب والسرطانات؟
تعد العوامل الجينية ذات تأثير ولكن ليس بالضرورة أن يصاب أفراد العائلة كلهم بالسرطانات حيث أن مناعة الأشخاص بالعائلة الواحدة تتفاوت ولذلك يجب العمل على زيادة مناعة الجسم بالابتعاد عن عوامل الخطورة والتوتر والضغط النفسي وهو ما يعد عاملا أساسيا في تخفيض المناعة مما يجعل الجسم أكثر قابلية للإصابة بتلك الأمراض.
صور عن أضرار التدخين
