ألم الرأس والشعور بالإنزعاج، وعدم الراحة؛ أعراضٌ أساسية للصداع، لكن درجة هذا الألم، وإمكانه، واستمراريته؛ عوامل تحدد نوعه، وطريقة العلاج المترتبة عليه؛ الصداع والصداع النصفي، أو ما يُعرف بالشقيقة؛ حالتان صحيتان وصفتا بأنهما الأكثر شيوعاً على مستوى العالم، والأكثر تأثيراً بأداء الناس، وصحتهم، ومزاجهم.
لكن البعض قد يختلف في التفريق بين هاتين الحالتين، فليست كل أنواع الصداع متشابهة، وعلى وجه الخصوص تلك التي تترافق بآلام حادة قد لا تعالجها حبة دواء.
الصداع العادي يأتي كألمٍ في كامل الرأس، وقد يكون نتيجة التوتر والعطش، والجوع، ويشعر فيه الشخص بضغطٍ شديد؛ لكنه لا يؤدي إلى إغماء، ولا تزداد حدته مع مرور الساعات، وازدياد الأعمال.
أما الصداع النصفي الأكثر انتشاراً، والذي تشكو منه النساء أكثر من الرجال، هو ألمٌ يصيب أحد نصفي الرأس، ويأتي بشكل مفاجيء، وقد يستمر إلى ساعات طويلة وأيام، ويصاحبه قيء وغثيان، وعدم تحمل الضجيج، والضوء، وحتي الروائح.
ومع الدراسات الكثيرة التي تناولت اختلاف أنواع الصداع من شخص لآخر، وربطت حدتها بالعامل الوراثي؛ إلا أن هذه الآلام المزعجة التي تحرم البعض من النوم، قد يرُدها الأطباء إلى أمراض أخرى، لعل أبرزها الأمراض القلبية، وأمراض الجهاز التنفسي، وربما تكون مؤشراً على مرض خطير، كالتهاب السحايا، أو تمدد الأوعية الدموية.
ما هي مسببات الصداع؟
للصداع له عدة أسباب، ممكن أنه يكون بسبب التوتر الذي يصيب ٩٠٪ من الناس، وبعض آلام الرأس الخاصة كالشقيقة وهي صداع تطول إلى ساعتين، ثلاثة أو يومين ثلاثة، مدته طويلة جداً، أحياناً يكون نصفي يصيب طرف واحد من الرأس، وهو له كثير من الأسباب أهمها التوتر، الإجهاد، نقص السكر بالدم يصيب الناس التي لا تتغذى بشكل جيد، يصيب أكثر الناس المنظمة حياتهم؛ يعني أوقات نومهم ثابتة، أوقات أكلهم ثابتة، فعند حدوث تغيير بالنمط يصاب بالصداع، مثلاً إذا سهروا كثير أو ناموا كثيراً، زيادة النوم أو قلته، زيادة الأكل أو قلته، يجعلهم يصابون بالصداع.
ماذا عن الصداع العادي، الكثيرون يعانون منه ربما بشكل يعانون بشكل يومي، بماذا يختلف عن الصداع النصفي؟
الصداع العادي ممكن أن يكون سببه مرضي؛ مشاكل في العين (الإنكسار)، مشاكل في الجيوب، مشاكل في الأسنان، مشاكل في الفك، آلالام في الرقبة؛ تسبب صداع، يجب أن نسقصي عن كل الأسباب المسببة للصداع، وفي حالة عدم وجود سبب، يكون صداع توتري يصيب كل الناس.
من يصاب بالصداع النصفي أكثر الرجال أم النساء؟
النساء تصاب أكثر، والسبب هرموني؛ لأن التغييرات الهرمونية بجسم المرأة أثناء الدورة الشهرية، الحمل، انقطاع الدورة؛ كل هذا يؤثر على الرأس بالصداع؛ لكن في الأطفال في الصبيان أكثر من البنات لأن الشقيقة تصيب الأطفال أيضاً.
ما هي العلامات أو الأعراض التي تُنذر بأن هناك مشكلة ما ليس الصداع فقط؛ متى يجب التوجه إلى الطبيب واجراء فحوصات؟
الصداع عند الأطفال يجب التوجه إلى الطبيب، أنه قد يكون السبب ورم في الدماغ، أو مشكلة عصبية؛ عند الكبار، عندما يتكرر الصداع أو تطول مدته، أو يصاحبه أعراض عصبية أخرى مثل الخدر أو اضطراب الرؤية.
حساسية الضوء؟
لا، مرضى الشقيقة دائماً يتضايقون من الضوء، والصوت العالي؛ لذلك هم يفضلون الأماكن الهادئة حتى تزول نوبة الصداع.
هل يحتاج المصاب بالصداع النصفي إلى مراقبة دورية؟
أكيد، نقول دائماً أن الصداع النصفي هو شقيقة فقط، وهي عبارة عن مشكلة وعائية تحدث بالدماغ، تقول الدراسات الحديثة أنها أمواج تحدث بالدماغ تبدأ من الخلف إلى الأمام؛ يجب أن نقوم باستقصاءات، تصوير بالرنين المغناطيسي، حتي ننفي وجود مشكلة بالدماغ، يمكن القيام بتصوير طبقي في الجيوب لننفي وجود أي مشكلة في الجيوب؛ ضروري أن نتأكد أن لا يصاحبه شيء آخر.
هناك من يقول أن نقص شرب الماء يؤدي أيضاً إلى آلام في الرأس وصداع، وأيضاً سوء التغذية قد يؤدي إلى الصداع!
أكيد التغذية له علاقة بالصداع وخصوصاً صداع الشقيقة، لوحظ أن بعض الأدوية يمكن أن تسبب الشقيقة، منها الشيكولاتة التي بها كثير من الكافيين و الكولا، والمواد الـمُخزنة، والمواد التي نتناولها للدايت التي بها مادة الأسبرتام التي يمكن أن تسبب الصداع.
ماذا عن التكنولوجيا؛ الهواتف النقالة، الأجهزة اللوحية، هل يمكن أن يكون لها تداعيات في مثل هذه الحالات؟
لا، ليس هناك أي شيء مثبت، ولكن نعرف أن الاضطرابات البصرية، يمكن أن تسبب الصداع لمن يقضي وقت طويل أمام الكمبيوتر، يضطرب الذهن بكثرة الأشعة والضوء، هذا طبعاً يؤثر.
هل يرتبط ألم الرأس أو الصداع بالأنف، أو الحنجرة، أو الأذن؟
تماماً، أثبتت الدراسات الحديثة أن هناك ارتباط بين الشقيقة، وحساسية الأنف؛ فحساسية الأنف تسد الأنف، وتؤدي لحدوث الشقيقة، كثير من الناس يصابون بالصداع بعد انسداد أنفهم؛ ووجدوا أن المناعة تربط بين مرضى الشقيقة وحساسية الأنف المصابون بها.
كيف نقي أنفسنا من الصداع، ما هي النصائح التي يمكن أن تقدميها لنا؟
أولاً: نعيش حياة صحية؛ منع التدخين، الكحول، المواد المصنعة، ممارسة نظام حياتي جيد، التخلص من التوتر، النوم الجيد؛ عدم الإفراط بالنوم، وعدم الإقلال بالنوم.