بالبداية، وقبل أن نوضّح أسباب السمنة ، علينا أن نعلم أنها (Obesity) في أرتفاع واضح في العالم العربى ولا دليل علي تراجعها. أرقام تتجاوز التوقعات وتثير الكثير من المخاوف لارتباطها بالكثير من الأمراض الخطيرة و المزمنة.
الدول العربية التي تصدرت العام الماضى المراتب الأولى في نسبة الأصابة بالسمنة لم تنجح إلي الأن في هزيمة هذا الوباء المستشرى.
فعلي مدى عقود ثلاثة أظهر بحث موسع حلل بيانات مئة وثمانية وثمانين دولة أن مؤشر البدانة في أرتفاع واضح ويصيب شرائح عمرية متنوعة.
التقرير الذي تحدثت عنه مجلة لانست رصد زيادة أستثنائية في الدول العربية ومنها البحرين ومصر والمملكة العربية السعودية والكويت بمعدل أصابة وصل إلي نحو ٥٨٪ بين الرجال و ٦٥٪ بين النساء ممن تقل أعمارهم عن العشرين عاماً.
ويشير التقرير إلي تباعات هذه الزيادة وأثارها الوخيم علي صحة الأجيال من خلال تأكيده علي ظاهرة آخرى وهي أنتشار السمنة بين الأطفال في الدول المتوسطة والضعيفة الدخل.
خصوصاً وأن السمنة تقود إلي عوارض صحية سيئة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكرى وكثيراً من أنواع السرطان.
تعريف السمنة “مختصر” ومن الشخص الذي يعتبر سمين أو بدين
هنا قال د. خالد شرف ” استشاري أمراض السمنة ” علي قناة سكاي نيوز عربية، التعريف البسيط للسمنة هو ارتفاع معدل كتلة الجسم عن الوزن المرغوب لمثل هذا الجنس وسن هذا الشخص والمقصود به لكي نشير إلي أن هذا الشخص يوجد لديه سمنة أم لا يوجد هناك معايير عالمية، أكثر معيار مقبول وهو سهل في الحسبة هو معدل كتلة الجسم وهو عبارة عن الوزن تقسيم الطول تربيعي فحسب المعدل هذا إذا حاسبت المعدل هذا وظهر.
فمن المفروض أن الأنسان الطبيعي معدل يكون بين ال ٢٠ و ٢٥، ٢٦ نبدأ أن نسميها زيادة في الوزن، ٣٠ فأنه قد دخل في نفق السمنة ولكن سمنة بسيطة أو سمنة من النوع الأول، بداية من ٣٥ نطلق عليه السمنة المفرطة لماذا نطلق عليه السمنة المفرطة لأن هذا الأنسان إذا صار عنده معدل كتلة الجسم ٣٥ أصبح علمياً وإحصائياً معرض لإصابة بعدة أمراض بنسبة أكثر من بقية المجتمع بسبب الوزن.
فيوجد أكثر من ١٢ و ١٥ مرض ومنها الضغط والسكر وتصلب الشرايين جلطة بالمخ، جلطة بالقلب مشاكل في التنفس والآلام في المفاصل، العقم، بعض أنواع السرطان، الموت المفاجئ عدة أمراض ثبت علمياً أنها مرتبطة بالسمنة، فهذا معناه أن الشخص البدين أو الذى يوجد عنده سمنة مفرطة هو الشخص الذى يتعدى معدل كتلة الجسم عنده عن ٣٥.
من يقل هذا الرقم لديه عن الحد الطبيعي، هذه نحافة مفرطة هل لهذه النحافة نفس الخطورة ونفس الأعراض لأنه عالمياً عارضات الأزياء وعارضين الأزياء أصبحوا الأن بحجم غير مناسب علي الإطلاق يظهروا في مظهر جمالي على الشاشة ولكنهم في النهاية غير صحيين؟ التحذيرات كبيرة من رفع هذا الرقم إلى ربما معدل يوازى ما نستطيع القول عنه أنه صحي.
وهنا أوضح د. خالد شرف، أنه في الحقيقة بداية من ٢٠ هذا الوزن الطبيعي، بعض المراجع تقوم بخفضها إلى ١٩، مثل عارضات الأزياء يفضلون أن يصبحوا ب ١٨، النحافة التي تفضلت فيها ليست منتشرة مثل السمنة فخطورتها ليست مثل السمنة لو كان هذا الجسم النحيف فيزيولوجياً صحيح.
ولم تثبت أى دراسات أن النحافة يصادفها سكر أو ضغط أو جلطات إلى أخره إلا إذا كانت النحافة موجودة في مجاعة فهناك بعض المجاعات يوجد بها نقص في الحديد والبروتين إلى أخره ومعنى هذا أننا انتقلنا من النحافة الصحية إلي المجاعة وهذا موضوع آخر، فالنحافة لا تسبب خطراً مثل السمنة المفرطة.
أسباب السمنة غير سوء التغذية! عوامل جينية وغيرها!
وهنا تابع د. خالد شرف، أن معظم أسباب السمنة هي العادات الغذائية السيئة. فالعادات الغذائية السيئة أحياناً تكون لها عوامل بيئية اجتماعية مكتسبة.
فمثلاُ تكون هناك عائلة معينة معظمهم يوجد لديهم سمنة.
فأفراد العائلة يقولون أن هذا وراثي من الأم أو الخالة أو العمة ولكن هذا الكلام غير صحيح. هو عادات غذائية مكتسبة في هذه العائلة في طريقة الطعام أو النشاط الاجتماعي لديها أو توفر الأكل.
هل يوجد عامل وراثي؟
وقد قال د. خالد شرف، إذا تقصد في الجينات والكروموسومات هذه غير مثبتة إلا في بعض الحالات المتلازمات يوجد لديها مرض معين مثل متلازمة مرض كذا ومن ضمن الأعراض لهذا المرض توجد سمنة.
لكن نشاهد أطفال مثل والده تماماً، أن يكون والده ضخم، أو يوجد لديه خدود؟
هذا هو المقصود هي عادات بيئية مكتسبة، مثل أن هذا الأب أعتاد أن طاولة الطعام لا تخلى من الأكل، فهذا الطفل أعتاد منذ الصغر أنه إذا أنهي الحليب يعطوه شئ آخر إذا أنهاه يعطوه شئ آخر فصارت العادة في هذه العائلة حتى أن أحياناً يوجد طفل أثناء الطعام يطلب وجبة والأب يطلب وجبتين أو ثلاثة أضافية لأن إذا الطفل أنهي وجبته فيوجد لديه أكل آخر فهي عادات تكون في مثل هذه العائلة فهي غير مرتبطة بكروموزوم معين مثل أن كرموزوم معين هو الذي يسبب السمنة في هذه العائلة.
السمنة عند الكويت تحديدًا
وهنا تابع د. خالد شرف، أن الكويت تتقدم في نسبة السمنة بعدها قطر، الأمارات، البحرين أنا “الطبيب” أعتقد أ، أبرز أسباب السمنة الواضحة لهذا الترتيب هي توفر الطعام والعادات الاجتماعية التي توجد بالكويت والمطاعم كثيرة فبين مطعم وآخر يوجد مطعم آخر وسهولة الحصول على الأكل.
مواقع التواصل الاجتماعي بكل سهولة حتي وأنت جالس في الحجرة حتي في منتصف الليل من الممكن أن تطلب طعام فيصل إليك فيوجد بعض المطاعم التي تعمل دورة كاملة ٢٤ ساعة فأصبح يوجد سهولة لتناول هذه الأطعمة وأسعارها مقارنة بدخل الفرد تعتبر فتدفع دينار أو دينارين وتحصل على وجبة كاملة مع الحلوى وهذه في الغالب هي في متناول الأفراد بالكويت بالإضافة إلى ذلك عدم وجود الرياضة وعدم وجود الحركة، والطقس الحار يجعل الناس جميعها بالسيارات فأصبح أسلوب التنقل جميعه بالسيارة.
والمناسبات الاجتماعية هي عادة يوجد بها أكل، بداية من المناسبات النسائية من استقبال بعده ولاده، زواج إلي آخره والمناسبات للرجال أيضاً دائماً يوجد بها طعام وأيضاً الحلوى فهذه العادات تجعل الأنسان هناك يأكل كثيراً.
رأى مخالف أن الكويت تتقدم على رأس دول العالم التي يوجد لديها طعام حلو فهذه هي أحد الأسباب التي تقوم بلفت انتباه الأنسان هناك وليس فقط توافر الأكل ولكن أيضاً مذاقه حلو.
بعد أن عرفنا أسباب السمنة ! من الذي يلجأ إلى الجراحة في هذا المجال؟
أوضح د. خالد شرف، أنهُ وفقاً لقانون وزارة الصحة لدينا إذا كان الأنسان مصاب في السمنة المفرطة، أى أن معدل السمنة في الجسم ٣٥ وهذا الأنسان حاول محاولات جدية لأكثر من مرة أن يقوم بخفض الوزن ولم يستطيع ويوجد لديه الرغبة الداخلية والاستيعاب ما هي العملية فهذا تنطبق عليه شروط التدخل الجراحي أو إذا كان الأنسان لديه سمنة بسيطة.
أي أن معدل كتلة الجسم ٣٠ ويوجد لديه شيء ما نسميه المتلازمة الأيضية وأن هذا الشخص مصاب بالسكري أو مصاب بالضغط ويصاحب مع هذا ارتفاع في الكوليسترول فهذا من الممكن أيضاً تنطبق عليه شروط التدخل الجراحي حتى إذا لم يصل إلي السمنة المفرطة ويكون الهدف للتدخل الجراحي في هذه الحالات ليس فقط لإنقاذ الوزن بل لتحسين وضع السكر والضغط.
وأيضاً أثبتت الدراسات أنه يوجد تقريباً ٨٠٪ من هؤلاء الناس مصابين بالسكر من النوع الثاني إذا خضعوا لهذه التدخلات الجراحية مثل عملية التكميم أو عملية تحويل مجرى الأمعاء يؤدى إلي تحسن ملحوظ أو شفاء كامل للسكر. وهذه الأشياء أيضاً أثبتتها المنظمات العالمية لأمراض السكر.