قد يسمع الكثيرون عن الميلانوما Melanoma، لكن تنقصهم المعلومات الكافية للوقاية منه؛ هذا هو خلاصة تقرير للأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية، حذرت فيه من تجاهل عوامل الخطر التي تظهر على الجلد مُنذرة بأولى أعراض هذا النوع من السرطان؛ ورغم أن بعض الأشخاص ينسبون الميلانوما إلى ذوي البشرة الفاتحة أو البيضاء؛ إلا أن سرطان الجلد يؤثر على الجميع، بغض النظر عن لون البشرة، فقد يصيب باطن اليدين وأخمص القدمين بالنسبة لذوي البشرة السمراء.
تحذيرٌ آخر بشأن سرطان الميلانوما، جاء من مستشفى جامعة كليفلاند كلينيك، إذ نبه الأطباء هناك من التغيرات التي تطرأ على لون، وحجم، وحواف الشامات، أو من البقع التي تظهر فجأة على سطح الجلد.
ما هو سرطان الميلانوما؟
يقول أخصائي الأمراض الجلدية الدكتور “أحمد مشهور”، سرطان الميلانوما من الاسم، الميلانوما مشتقة بالتعريف من الميلانين؛ هناك خلايا في البشرة تفرز الميلانين، هذه الخلايا مسئولة عن حماية جسمنا، فصبغة الميلانين هي التي تحمي جسمنا من الأشعة الضارة من الشمس، هذه الخلايا تفرز هذه الصبغة لحماية الجسم بشكل كامل.
في بعض الأحيان، ولأسباب متعددة يحدث خلل في هذه الخلايا، فيؤدي لإنشطارها بشكل غير مضبوط، ويبدأ تشكل سرطان الميلانوما، أو سرطان الخلية الميلانينية.
بخصوص الشامات، والتصبغات الجلدية؛ هل بالضرورة هذه الشامات والتصبغات الجلدية قد تتحول فيما بعد إلى خلايا سرطانية والميلانوما؟
تابع د.أحمد، لا، الميلانوما له عدة عوامل خطورة، كما ذكرنا أنه خلايا ميلانينية يحدث بها السرطان، ماهي risk factors عوامل الخطورة التي تؤدي إلى حدوث السرطان؛ في البداية هي أشعة الشمس، والضرر المتراكم لأشعة الشمس هو عامل خطورة يؤدي إلى تحول هذه الخلايا الطبيعية إلى خلايا سرطانية.
العامل الثاني: هو وجود الوحمات أو الشامات بكثرة على جسم الإنسان؛ يعني أن جسم الإنسان الطبيعي الذي يحوي جسمه أكثر من 100 شامة، هو مُعَّرض أكثر إلى حدوث أو تطوير الميلانوما؛ عند الأطفال مثلاً أكثر من 50 شامة، هذا الطفل لديه نسبة أعلى من أقرانه الذين لا يمتلكون هذه 50 شامة لتطوير، أو حدوث الميلانوما؛ فهؤلاء ضمن الفئة الخطر التي تحتاج إلى الفحص المستمر.
بالإضافة أيضاً هناك حالياً عوامل جينية أيضاً أُثبت أن لها دور في تطويره ، مثلاً في بعض الناس لديها استعداد أكثر في تطوير هذه الخلايا الميلانينية.
المرضى أو الإنسان الطبيعي ذو البشرة الفاتحة، والعيون الزرقاء, والشعر الأحمر؛ كلهم أكثر عرضة لتطوير الخلايا الميلانينية.
لماذا ذوي البشرة الفاتحة؟ لأن الميلانين يكون فيها قليل في هذه البشرة؟
تماماً، أولاً: سبب جيني، يوجد جين يؤهل أكثر إلى حدوث الميلانين.
ثانياً: التعرض المستمر للشمس يؤدي لديهم إلى حروق، دراسات كثيرة أكدت الآن أن التعرض للشمس في الطفولة؛ الطفل الذي يحترق جسمه عند التعرض للشمس، هو أكثر عُرضة لتطوير الخلايا، أو تطوير سرطان الخلايا الميلانينية في الكبر؛ يعني المريض الذي يذهب إلى الشاطيء لايأخذ اللون البرونزي بل يحترق، هو أكثر عرضة هذه الخلايا الميلانينية؛ هذا يجب أن ينتبه إلى جسمه، يجب أن يضع sun block، يجب ألا يتعرض للشمس في الفترات الخطرة من الشمس بين الساعة 10 إلى 4؛ لأن كل هذه عوامل خطورة تزيد من حدوث السرطان الميلانيني.
هناك من يلجأ إلى استئصال الشامات تفادياً إلى تطورها مع الوقت إلى سرطان الجلد، أو الميلانوما، هل هذه طريقة فعالة؟
نحن لا نلجأ لاستئصال الشامات في الوضع الطبيعي، نحن لدينا criteria معينة، هي توصيات من عدة منظمات مهتمة بهذا الشأن تسمى قاعدة A,B,C,D يعني أن الشامة التي يحدث فيها أو نشاهد بها عدم تناظر؛ إذا قسمنا الشامة نصفين ووجدنا أن الجانب الأيمن مختلف عن الجانب الأيسر؛ أو الأعلى مختلف عن الأسفل؛ فهذا عامل خطورة؛ اللون، إذا وجد تغير في لون الشامة في أي عمر، كانت الشامة لونها بني، أصبحت تتغير للون الأسود أو حتى العكس، هذا عامل خطورة؛ أيضاً الحدود الغير واضحة، أو التي تأخذ مظهر الشمس، هذا عامل خطورة؛ فإن هذه الشامة قد تتحول أو هي في طريقها للتحول إلى سرطان الخلية الميلانينية.
أيضاً عوامل أخرى مثل نزيف من الشامة، الحكة؛ كل هذه العوامل هي التي يجب أن تدفع المريض إلى مراجعة الطبيب؛ وهنا نلجأ إلى استئصال الشامة وارسالها إلى المعملPathology لتحليلها، هذا هو الحل الوحيد لنعرف إذا ما كانت هذه ميلانوما، أو وحمة طبيعية، أو وحمة في طريقها للتحول إلى لميلانوما؛ لأن العلاج سيختلف تماماً، وجذرياً، في حال إذا كانت وحمة في طريقها إلى الميلانوما، أو ميلانوما من الدرجة الأولى، أو ميلانوما بدأ يغزو إلى الأنسجة المجاورة.
هل هناك فرق بين الشامة والنمش؟
طبعا هناك فرق، نحن التعبير العام نقولها شامات وهي الوحمات، بينما freckles هي نمشات، أيضاًهي صبغات من الميلانين، لكن من لديه نمشات على وجهه، وهي تُشاهد أكثر في البشرات البيضاء في جسمه، على الصدر، على الظهر؛ أيضاً هم أكثر عرضة للتحول إلى سرطان الخلايا الميلانينية.
سرطان الخلايا الميلانينية هي كلمة عامة، هناك أنواع كثيرة تحت هذا العنوان، لا يوجد نوع واحد، ليس من الضروري أن يكون سرطان الخلايا الميلانينية ذو لون غامق؛ في بعض الأحيان يكون بلون الجلد؛ لذا يجب أن نميزه .
كيف نميز أنه بلون الجلد؟
الشخص الطبيعي غير قادر على التمييز؛ لكن ما يدفعه إلى زيارة الطبيب هو التغير، أي تغير في الحجم، في الشكل، في اللون، علامة للنزف، علامة للحكة، اختلاف الحجم يبدأ حجمها يزداد؛ كل هذه مؤشرات خطورة يجب أن تدفع المريض للزيارة إلى الطبيب.
الميلانوما يسمى عالمياً القاتل الصامت، لا توجد أعراض، لا يوجد ألم، غالباً الألم والنزف هي التي تدفع المريض لزيارة الطبيب؛ هنا لا يوجد ألم، لا يوجد نزف، والأن إن أعطيتك أرقام ففي الثلانينيات 1930 كانت هناك احصائية، كانت نسبة حدوثه 1 إلى 1500، الآن النسبة 1 إلى 60.
وذلك لأن، ازدياد التعرض للشمس، اختلاف العادات أصبح tanning (الإسمرار) شائع وبشدة، كل هذه عوامل خطورة نُنبه منها؛ الضرر يحدث من الطفولة؛ التعرض المستمر، أو الحاد المتقطع؛ يعني الطفل أخذناه إلى البحر أو حمام السباحة، وعاد وجسمه محروق من الشمس (حرق شمسي)، هذا لديه استعداد أكثر، فالشمس سببت له ضرر لهذه الخلايا الميلانينية، حدث خلل في DNA قد يظهر بعد سنوات؛ لذلك هنا يجب المراقبة.
سرطان الخلايا الميلانينية يحدث عادة في أعمار الخمسين عاماً؛ لكنه يحدث في كل الأعمار، أشاهد سرطان الخلايا الميلانينية في أطفال في عمر 10 سنوات.
الوقاية يجب أن تبدأ من الصغر؟
نعم؛ لذلك أصبح الآن شائع لدينا نصح المرضى باستخدام الواقي الشمسي أو الصن بلوك، حتى عند الأطفال وبشكل دائم، وتكراره أكثر من مرة؛ وزيارة الطبيب عند حدوث أي تغير؛ أن في البداية عند التشخيص، يكون العلاج سهل جداً، فقط استئصال هذه الشامة أو هذا الورم فقط، دون الدخول في تفاصيل أخرى. لذا يجب ملاحظة أي تغيرات تطرأ على الجلد.