في الطب الصيني التقليدي هناك مفهومٌ أو نظامٌ مختلفٌ عن الطب الغربي، فأين تكمن الاختلافات بين هذين المفهومين؟
أوضحت “د. بريتا إينغرت” أن للطب الصيني مفهوم مختلف من ناحية طرق التشخيص المختلفة، فالجسم في حالة الطب الصيني يتحدث عن نفسه ويعطي إشارات نحصل عليها ونحددها من خلال فحص النبض واللسان، وهذا نهج تشخيصي حاسم مقارنةً بالطب الحديث، هذا بالإضافة إلى ما يصفه الطبيب بالطبع. الكثير من الأعراض التي يتم تحديدها كأعراض مرضية في الطب الصيني التقليدي يتم تجاهلها في الطب الحديث، فانتفاخ البطن أو التعرق ليلاً هي أعراض أكثر دقة يمكن الاعتماد عليها لوضع صورةٍ تشخيصيةٍ للأمراض.
هل تُستخدم في الطب الصيني التقليدي وسائل كما في الطب الحديث مثل: (الأشعة السينية – الموجات فوق الصوتية)؟
أكدت “د. بريتا إينغرت” أن من خلال تجربتها في الصين يتضح أن هذا الأمر من الممكن بالتأكيد، ويتم المحاولة حالياً أن يتم إنشاء مركزاً شاملاً أي أن يجمع بين أساليب الطب الصيني التقليدية والطب الحديث، بحيث يكون هناك تعاون بين القسمين لأن هناك حالات طبية حرجة تستدعي العودة إلى الطب الحديث.
هل يعني هذا أن يصبح هناك تعاون وثيق بين الأطباء وبين المعالجين بالطب الصيني التقليدي بحيث يتم تحويل المرضى إلى المستشفيات أو العكس أيضاً؟
أوضحت “د. بريتا” أن الأمر يجري على هذا النحو لأن هذا قائم منذ فترة طويلة فبالفعل استطاع الأطباء خلق ثقة بينهم وبين المعالجين بالطب الصيني التقليدي.
ما هي الأمراض الشائعة التي يساند فيها الطب الصيني التقليدي الطب الحديث؟
أضافت “د. بريتا إينغرت” أن للطب الصيني دور في المساعدة في معالجة الآلام العامة، و الصداع، وآلام الظهر، وآلام الركبة، ومشاكل عسر الهضم حالياً. بالإضافة إلى معالجة العديد من الجوانب النفسية على سبيل المثال الاكتئاب الذي يمكن علاجه على نحو جيد.
العلاج بالإبر الصينية هو طريقة من وسائل الطب الصيني التقليدي لكنها مشهورة كثيراً في ألمانيا، فما هي آلية عمل هذه الطريقة من العلاج؟
أوضحت “د. بريتا” أن هناك تعليمات محددة تُشير إلى النقاط التي يُمكن غرس الإبر الصينية فيها، فالبشر متشابهون ولكن هناك اختلافات في شكل وحجم أجسامهم، فتحديد النقاط يتم من خلال خريطة واضحة تُشير إلي تلك النقاط. على سبيل المثال أنا أعرف موقع نقطةٍ ما تقع على ارتفاع معين من عظمة ما وأُدرك أهميتها، ففي هذه الحالة يمكنني الحصول عليها لدى كل شخص أعالجه وبالتالي أستطيع التعامل معها بالإبر الصينية. مجموع النقاط هذه يبلغ ثلاثمائة وخمسة وستين نقطة.
هل هذا يعني أنه يتم غرس الإبر الصينية في تلك النقاط بالجسم؟
أكملت “د. بريتا إينغرت” أنه بعد تحديد النقطة المطلوبة يتم غرس الإبر وفق نظام محدد بالطبع، وتُستخدم اليد في الغالب لقياس المسافات وللعثور على النقطة التي نبحث عنها.
ما الذي يجري إذاً في الجسم بعد غرس الإبر الصينية؟
أوضحت “د. بريتا” أنه يحدث تحفيز ما ويصل إلى الدماغ فيقوم الدماغ بإرسال مواد محددة تقوم بتقليل الالتهابات وتعمل على تحفيز مسارات الدورة الحركية. يمكن فهم ذلك إنطلاقاً من داخل مفاهيم الطب الصيني التقليدي أي أننا نقوم بفتح انغلاقات تدفقات الطاقة ومساراتها مع تنظيمها.
هذا يعني أن هناك إمكانية لاستخدام الطب الصيني التقليدي بمفاهيم غربية، أي ما يحدث في الهرمونات والمواد الكيميائية في النظام العصبي. فهل هذا يعني أن الطب الحديث لن يكون بحاجة إلى مصطلحات الطب الصيني؟
أوضحت “د. بريتا إينغرت” أنه لتطبيق هذه النظرية بفاعلية فلابد أن نفهم طريقة الطب الصيني من الداخل، أي لماذا يجب علينا مس هذه النقطة بالتحديد من الجسم مثلاً. هناك بالطب دراسات علمية أكاديمية عديدة تمكنت من فهم أثر الإبر الصينية.
العلاج بالإبر الصينية هو طريقة من ضمن طرق صينية أخرى. فما هي أكثر الطرق استخداماً؟
أوضحت “د. بريتا” أنها مهتمة جداً بالعلاج بالأعشاب، كما أيضاً تستخدم طريقة قياس الضغط وملاحظة اللسان اعتماداً على ما يضيفه المريض من معلومات وما يشعر به، وبعدها يتم عمل وصفة فردية من الأعشاب لأن هناك العديد من الوصفات المتنوعة.
إذا كان لدى الواحد منا مشكلة في المفاصل وليس هناك بالجوار طبيب مختص بالطب الصيني، فهل يمكن تناول الأعشاب دون وصفة طبيب؟
أوضحت “د. بريتا إينغرت” أنه يمكن للمرء تعلم أشياء كثيرة عن العلاج بالتغذية عن طريق تغيير عاداته الغذائية، فمن خلال هذا المجال تحقق نجاح كبير مع المرضى، لكن الوصفة الغذائية المحددة هي شأن المختصين، لذا لابد من استشارة المختص أولاً.
هل هناك علاج لمرض السرطان باستخدام وسائل الطب الصيني التقليدي؟
أوضحت “د. بريتا إينغرت” أن موضوع مرض السرطان كبير ويمثل تحدياً هائلاً بالنسبة للطب الصيني التقليدي، يعتمد الموضوع على التشخيص المبكر له والبدء بالعلاج في وقت مبكر، هناك الكثير من مرضى السرطان الذين يُقدم لهم الطب الصيني التقليدي العلاج والعون، فعندما يخضع المريض للعلاج الكيميائي فإن الطب الصيني يخفف الأعراض المصاحبة له كثيراً.