يقول” يان بيكر” أشهر المُختصين في التنويم المغناطيسي في ألمانيا، أن التنويم المغناطيسي يمنح الشخص الشعور بالحرية بحيث يمكن للشخص أن يصنع الواقع بنفسه. أننا دائماً نشعر بأننا علينا تحقيق أمر ما بإرادتنا ونقول نحن نريد هذا وذاك في تلك اللحظة يكون تأثير المنطقِ قوياً جداً، ومن خلال التنويم المغناطيسي نخاطب النواحي التلقائية في الجسد والروح والتي تسمح لنا بتغيير الواقع الذي يعيشه الشخص بتلقائية وسهولة تامة.
هل تشبه حالة التنويم المغناطيسي حالة النوم العميق للشخص ما يسمح للآخرين بتوجيهه؟
لا، فالتنويم المغناطيسي ليس حالة نوم، في التنويم المغناطيسي نعيد إنتاج مرحلة ما يسمى بنوم حركة العين السريعة في الحلم، هذه المرحلة نراها عندما يكون المرء في غيبوبة عميقة حيث تبدأ العين فجأة في التحرك تحت الجفن تماماً كما في حالة نوم حركة العين السريعة، فهذه الحالة ضرورية أثناء النوم وفي مرحلة الحلم لتطوير شخصية الإنسان، خلالها نعالج اللحظات التي لم نعالجها بعد ونجد حلولاً لمشاكل لم نجد لها حلولاً بعد والتنويم المغناطيسي ينتج هذه الحالة بشكل اصطناعي على هيئة وعي يقظ.
يبدو هذا الكلام كالحلم على سبيل المثال التوقف عن التدخين أثناء النوم وقد قمنا بإجراء تجارب على مدخنين يرغبون في التوقف عن التدخين.
كم تدوم جلسة التنويم المغناطيسي؟
إن الجلسة الكاملة تستغرق ساعة تقريباً وتتضمن حواراً أولياً نوضح خلاله بعض الأشياء، وبالنسبة للتوقف عن التدخين هذا الحوار ضروري وما نقوم به هو مخاطبة العمليات التلقائية في داخل الشخص المُدخن وسوف يتكرس هذا الأمر في خلايا جسده. و سيتوقف المُدخن عن التدخين.
وجلسة واحدة تكفي، فهذه العملية سوف تتحول إلى أمور تلقائية لدى المُدخن فعند تطبيق أول جلسة سيكون الشخص غير مُدخن لأن السيجارة فقدت قيمتها.
ومن حيث نجاح العملية، فقال أن المهم هو كيف ستجري الأمور بعد الجلسة، فالطريقة ناجحة ١٠٠٪ والمهم أن يلتزم الشخص بما حققه خلال هذه الجلسة، وحسب خبرتنا فإن ٨٥-٩٠٪ قد نجحوا في الإقلاع عن التدخين.
كيف تعمل طريقة إطلاق مخزون الطاقة من خلال المرسات؟
وضح ” بيكر ” (عبر DW عربية) طريقة المرسات بأنها الربط بين الجسد وما يدور من أفكار لدى الشخص، أو هي تعبير كلامي مُرتبط بأفكار أو مشاعر، وهذا يعني أنه بإمكاني ضغط أصابعي بقوة وأن اربط هذا الأمر بالشعور بالطاقة والقوة، ويمكنني أن استخدم اسمي أيضاً فعند لفظه اشعر بقوة، لكن طريقة المرسات تختلف من لحظة لأخرى.
هل يمكن أن تساعد هذه الطريقة على علاج الخوف أيضاً؟
نعم، فعلى المرء في حالة الخوف العمل على أن يبقى هذا الشعور في حالة انسيابية، فالشعور بالخوف يدفعنا إلى المواجهة دائماً وعندما نقوم بالتفاعل معه بشكل مركز من خلال تقنية معينة فإن هذا الشعور يتلاشى شيئاً فشيئاً.
وتابع، إن خبير التنويم المغناطيسي لا يفعل أكثر من منحك شعوراً جديداً بالثقة في النفس وهذا يبدأ بالإيمان بأن التنويم قادر على ذلك وهذا يكون صعباً، لأن الإنسان في هذه اللحظة يستسلم تماماً، فالموقف هنا هو أنك لا تفعل شيئاً لنفسك فالقصة التي ترويها هي الحقيقة وعملية التنويم تساعدك على هذا الأمر.
هناك امرأة توفى زوجها منذ عامين وهي تعاني من حزن عميق، فهل يمكن علاجها بواسطة التنويم المغناطيسي؟
نعم، فالتنويم المغناطيسي سوف يساعدها في هذه الحالة وفترة عامين مناسبة فيجب أن لا يستمر الحزن الشديد لفترة أطول ويجب عليها ان تبدأ التحضيرات من الآن، فالتنويم المغناطيسي يساعد على خلق قصص جديدة وإيجاد فهم جديد في اللحظة الراهنة والتعامل مع الأمر بشكل أخر.