ما هي مشروبات الطاقة؟
قالت أستاذة “هيفاء البكر” رئيسة قسم التوعية والتثقيف بوزارة الصحة السعودية: مشروبات الطاقة عبارة عن مشروبات مُصنعة ظهرت لأول مرة في النمسا عام 1987م ثم انتشرت إنتشار النار في الهشيم وزادت مبيعاتها إلى حدود تفوق الوصف حيث سجلت مبيعاتها في عام 2005م في الولايات المتحدة الأمريكية فقط أكثر من مليار وثلاثة وثمانين مليون دولار، وبعد أن كانت نوع واحد له علامة تجارية مشهورة تعددت أنواعها وأصنافها ووصلت لأكثر من 130 نوع وصنف، واعتمدت سياستها التسويقية على إستهداف شريحة عمرية محددة هي الأعمار ما بين 18 إلى 30 عام، إلا أن هذا الإلتزام العُمري مُطبق في الدول الغربية فقط أما في دولنا العربية فتسمح الكثير من المتاجر ببيعها إلى الأطفال ما دون الـ 18 عام.
ما هي المشكلة الصحية لمشروبات الطاقة؟
أكدت “أ/ هيفاء” على أن المُعضلة الصحية الأولى لمشروبات الطاقة تكمن في إحتواءها على نسبة كبيرة من مادة الكافيين تصل إلى 240 ملليجرام وقد تصل في بعض الأصناف إلى 400 ملليجرام، وتركز الكافيين عند هذه النسب الموجودة في هذه الأنواع من المشروبات يُشكل خطورة على صحة الأطفال والحوامل والشباب، كما أنه يُعرض الجسم للإصابة بالجفاف نظرًا لكون الكافيين من مُدرات البول، ومن المعلوم بالضرورة أن السوائل الخارجة من الجسم تكون مُحملة بالأملاح والمعادن الضرورية للجسم والتي لا ينبغي فقدها.
وبشكل عام تحتوي مشروبات الطاقة – سواء الأنواع الغازية منها أو الغير غازية – على خليط من الكافيين والسكريات وخلاصة العديد من الأعشاب وأشهرها أعشاب الـ (جورانا) والـ (جيلسيك)، ومادة الجورونا تحديدًا عبارة عن خليط عُشبي من ثلاثة أنواع من الكافيين يستمر مفعوله داخل الجسم لفترات زمنية أطول من الكافيين العادي المصنع معمليًا، بالإضافة إلى إحتواءها على فيتامينات C و B complex والنياسين، وكذلك تحتوي على مواد مضافة ومُحليات وأملاح معدنية. والجسم البشري بطبيعته لا يحتاج لأيٍ من هذه المكونات أو الفيتامينات، بل تعتبر الطاقة الناتجة عن هذه المشروبات طاقة غير حقيقية ويصاحبها دائمًا مجموعة من الأعراض الصحية الأخطر نذكر منها:
• زيادة عدد ضربات القلب.
• زيادة لزوجة الدم.
• إرتفاع مستويات الدهون والسكر في الدم.
• تهيج أنسجة الجسم وبخاصة المعدة والجهاز الهضمي.
• الغثيان عند كثير من الناس.
• الدخول في الغيبوبة للإرتفاع الحاد في ضغط الدم.
• ومع الحوامل قد تتسبب في وفاة الأجنة داخل الرحم.
• تسببت فعليًا في الوفاة لمواطنين نمساويين وسويديين وامرأة سعودية منذ عدة سنوات حيث تسبب تناول أكثر من صنف وأكثر من عبوة منها في اليوم الواحد في إرتفاع شديد في ضغط الدم أدى إلى إنفجار خلايا الدماغ.
• أثبتت بعض الدراسات تسبب مشروبات الطاقة في الإصابة بالجلطة الدماغية.
ومع الأطفال تتسبب في:
• زيادة فرص الإصابة بالتبول الليلي.
• الإصابة بفرط الحركة.
• التهيج والحساسية.
مما سبق كله يتضح لنا الأثر الصحي الخطير على كل أجزاء الجسم لمجرد تناول نوع من المشروبات لا يمثل أهمية غذائية أو أهمية صحية للإنسان ومن الأولى تجنبه وإستبداله بما هو مفيد وصحي من مشروبات. بل وصنفت الهيئات الرياضية مشروبات الطاقة من ضمن المواد المحظورة على اللاعبيين، ويتأكد مسئولي المنافسات العالمية من خلو بول اللاعب منها بالتحاليل قبل السماح له بالمشاركة، أي أنها تُعامل معاملة المنشطات الدوائية المخلة بشرف المنافسة من جهة والضارة بصحة الجسم على المدى الطويل وهو ما يتنافى مع قيم وتعاليم الرياضة من جهة أخرى.
هل يتشابه الضرر الصحي لمشروبات الطاقة مع ضرر المشروبات الغازية؟
الكل في البلاء سواء، فلا تخلو المشروبات الغازية أيضًا من معدلات مرتفعة من مادة الكافيين، بالإضافة إلى تميزها بالإرتفاع الشديد في كمية السكريات المضافة إليها فالعبوة الواحدة المتوسطة تحتوي على 8 ملاعق من السكر الأبيض وتزيد الكمية مع الأحجام الكبيرة إلى 17 ملعقة، وهو ما يُجهد البنكرياس لإستمرارية عمله لحرق كل هذه الكميات، مع تسببها في الإصابة بالسمنة، مع ضررها على جدار المعدة وإصابته بالتقرحات والإلتهابات، كما أن إحتواء المشروبات الغازية على حمض الفوسفوريك بنسب مرتفعة يساعد في الإصابة بهشاشة العظام على المدى الطويل وبكثرة التناول. فالخطر الصحي داهم سواء مع المشروبات الغازية أو مع مشروبات الطاقة.
ما دور الجهات الرقابية السعودية في الحد من إستهلاك مشروبات الطاقة؟
أردفت “أ/ هيفاء” قائلة: صدر مرسوم ملكي منذ عامين يحظر بيع مشروبات الطاقة للأعمار أقل من 18 عام، هذا إلى جانب زيادة الأنشطة والبرامج والحملات التوعوية والتثقيفية بخطورة هذه المشروبات على صحة الجسم، بالإضافة إلى أن القوانين المُنظمة للعمل الإعلاني داخل المملكة العربية السعودية تمنع الدعاية التليفزيونية لهذه المنتجات، وكل هذا من الجهود المحمودة إلا أنه للأسف يعمل الجشع التجاري والرغبة في الربح السريع على تثبيط كل هذه الجهود الرقابية، ويؤدي إلى مخالفة اللوائح والمراسيم الحاكمة.
والجهود الحكومية يلزمها المزيد من التكاتف الأُسري في مراقبة وتوعية الأبناء بخطورة هذه المشروبات، فالأم هي أقرب الناس إلى أطفالها وتحت نظرها على مدار الساعة، ومسئوليتها الدينية والتربوية تحتم عليها النصح المستمر والتشديد والمنع لكل هذه الأصناف من دخول المنزل أو إستعمالها في الرحلات والتنزهات، وعليها أيضًا تغيير الأنماط الغذائية لأولادها إلى الأنماط الغذائية الصحية، وإستبدال هذه المشروبات الضارة بغيرها مما هو صحي مثل العصائر الطبيعية والفاكهة الطازجة.