متلازمة توريت هي عبارة عن اضطراب في الجهاز العصبي يبدأ في مرحلة الطفولة، ويتضمن حركات متكررة غير معتادة أو أصواتاً غير مرغوبة لا يمكن التحكم بها. ومن خلال هذا المقال سوف نتعرف على أبرز أسباب هذه المتلازمة، وطرق علاجها.
ما هي متلازمة توريت وما أسبابها وهل من علاج
تقول الدكتورة “نسرين الدبّاس” الاختصاصية في الطب النفسي ومعالجة الإدمان: أن متلازمة توريت هي عبارة عن مرض عصبي تم تسميته بذلك الاسم نسبة لطبيب الأعصاب الفرنسي الذي قام باكتشاف المرض منذ حوالي مائة عام، وتصيب هذه المتلازمة حوالي ١٪ من الأشخاص، وتبدأ هذه الإصابة غالباً من سن الطفولة (٥-٧ سنوات)، وتتميز هذه المتلازمة بوجود حركات لاإرادية تتغير من مريض لآخر، وقد تتغير عند نفس المريض على مر السنوات، وقد تكون هذه الحركات بسيطة لدرجة لا يمكن اكتشافها، مثل حركات رمش العينين، أو رفع الكتف أو نفض الرأس بصورة متكررة [طالع معلومات أكثر].
كما تظهر هذه المتلازمة عند بعض الأطفال في صورة أصوات لاإرادية مثل النحنحة، أو الكحة، أو قد يتطور الأمر ليصل لصوت يشبه نبح الكلاب.
وقد تكون أسباب متلازمة توريتهذه الحركات أو الأصوات معقدة لدرجة تجعل الشخص يفكر أن الطفل له هدف من وراء هذه الأفعال المريبة، وقد تكون في هذه الحالة محرجة، فقد تكون هذه الأصوات المتعلقة بالمتلازمة موجودة على هيئة ألفاظ بذيئة “Coprolalia” بشكل متكرر في المدرسة، أو بالمنزل، أو بالشارع، مما يسبب إزعاجاً وحرجاً كبيراً للأهل.
وهذه المتلازمة قد تستمر حتى عمر العشرين، ومن ثم تبدأ في الاختفاء، لكن بعض المرضى (١٠-١٥٪) قد يستمر المرض لديهم حتى عمر الشيخوخة.
وقد تكون هناك بعض الحركات أو الأصوات اللاإرادية التي يكررها بعض الأشخاص العاديين، ولكن حتى يتم تشخيص تلك الحالة بمتلازمة توريت لابد وأن تكون هذه الحركات والأصوات اللاإرادية مستمرة لقرابة العام.
لذلك فدور الطبيب مهم، بحيث يحاول طمأنة الأهل أن هذه الحركات أو الأصوات اللاإرادية التي يكررها الطفل شيء عابر لا يستحق الاهتمام إلا إذا كان الأمر مستمراً لمدة عام.
أما عن أسباب متلازمة توريت، فهي:
- أسباب وراثية: لذلك فهي تظهر عند الذكور أكثر من الإناث بحوالي ٣-٤ مرات.
- وجود بعض الاضطرابات في النواقل العصبية، أو في أماكن معينة بالدماغ.
أما عن العلاج، فإنه إذا كانت هذه الحركات والأصوات غير مزعجة للطفل، ولا تشكل خطراً عليه، فهنا لا توجد أهمية للعلاج، ولكن إذا كانت هذه المتلازمة تؤثر على دراسة الطفل وعلى حياته الاجتماعية، فيمكن أن يتناول الطفل بعض العقاقير النفسية التي يمكن أن تخفف من هذه الأعراض، ذلك بالإضافة إلى بعض التعليمات التي يمكن أن يتعلمها الطفل من خلال الطبيب حتى يسيطر على هذه الحركات أو الأصوات اللاإرادية.