متلازمة الحساسية الضوئية يُصاب بها الأطفال عادة، والتي قد يصاحبها صعوبات تعلم، لكن علاجها سهل إذا تم تشخيصها بطريقة صحيحة.
يُصاب بها 12% من الأطفال، ولكنها تؤثر على ذوي صعوبات التعلم؛ لذلك فإن تشخيصها يستلزم الدقة.
ما معنى هذا المصطلح ؟ وما تأثيره على الحساسية الضوئية؟
يقول “د. كرم صيام” استشاري صعوبات تعلم. هذا المصطلح له عدة أسماء، قد يُسميه البعض تنادر الحساسية الضوئية؛ لأن المشكلة الأساسية هي طول موجات الضوء مع المادة المطبوعة باللون الأسود ذات الخلفية البيضاء، تُسمى أيضا متلازمة أرلين، والمتلازمة تُعني مجموعة من الأعراض، و أرلين نسبة إلى هيلين أرلين الذي اكتشفها عام 1983، وهُنا يجب التنويه أنه تم اكتشافها، والتوعية بها في الأردن عام 1983، والآن هي موجودة في 47 دولة في العالم، وبالوطن العربي توجد في: البحرين، ومصر، والإمارات، والكويت.
تُسمى أيضا متلازمة SSS اختصاراً إلى Scotopic Sensetivity Syndrom. هذه المتلازمة قد تكون وراثية، وقد تكون مكتسبة من البيئة نتيجة وقوع الشخص على رأسه، فيتأثر الرأس، وتظهر هذه المشكلة، أيضا الشخص الذي أجرى عمليات جراحية في الدماغ تؤدي إلى اصابته بهذه المتلازمة، وهذه المتلازمة لا تصيب الأطفال فقط، لكنها تصيب جميع الأعمار، والفئات من أطفال، ورجال، ونساء، وشباب، ولا تؤثر على القدرات العقلية. إذا كان لدى الشخص المُصاب بهذه المتلازمة قدرات عادية، أو أكثر من عادية منذ الصغر يحاول إخفاء هذه المشكلة حتى يُصبح من الصعب اكتشافها؛ لذلك نقوم بنشر التوعية لدى الأهل بهذه المتلازمة، وخصائصها.
كيف يمكن اكتشاف هذه المتلازمة؟
يوضح “د. صيام” من خصائص هذه المشكلة حدوث تشوه في الرؤية عند قراءة ورقة مطبوعة باللون الأسود على خلفية بيضاء نتيجة لطول موجات الضوء مع اللون الأبيض، والأسود، أيضا صعوبة القراءة، والكتابة فلا يستطيع القراءة بدون تتبع بالإصبع، أو المسطرة، وبدون ذلك يحدث تشتت بين الحروف، ويُصاب بأعراض مثل: وجع الرأس، حك العين، التثاؤب أثناء القراءة.
هنا يجب التوضيح بالاختلاف بين الطلاب في ذلك، فقد يُصاب أحدهم بدرجة خفيفة، والآخر بدرجة متوسطة، وآخر بدرجة شديدة، وهذا يعتمد على الوقت الذي يفقد فيه القدرة على التركيز البصري، منهم من يقرأ سطر، ولا يستطيع الإكمال؛ نتيجة للشعور بالتعب، والإجهاد.
كثير منا يسمع عن شكوى أولياء الأمور من أن طفلهم ذكي، وممتاز، ولكن بعد بداية الاستذكار بعشر دقائق يشعر بالتعب، أو وجع بالرأس، وكثرة التحجج. هناك أيضا سيدات مصابون بهذه المشكلة، فتكون لديهم مشكلة بإدراك العمق.
أعراض متلازمة الحساسية الضوئية
يشرح “د. صيام” الشخص المصاب بهذه المتلازمة يعتقد أن الجميع يرى ما يراه فلا يفصح عما بداخله، أو ما يُسبب انزعاجه.
لذا لابد من عمل توعية في المدارس عن هذه المتلازمة، وخصائصها، وننصح المُعلمات، وأولياء الأمور أنه في حالة ظهور انزعاج لدى الطفل من موجات الضوء على اللوحة، أو عدم القدرة على الخروج في الشمس بدون ارتداء نظارة شمسية، أو انعدام القدرة على الانتباه والتركيز، الحركة الزائدة، الرغبة في أخذ قِسط من الراحة بعد فترة دراسة قصيرة، الإصابة بالإجهاد، والتعب، وجع الرأس تدميع بالعين، وتثاؤب.
ما هي التخصصات التي نلجأ إليها عند ظهور هذه الأعراض؟
وتابع “د. صيام” بعد التوعية، والتحويل على استشاري صعوبات تعلم، يتم تحويله إلى طبيب عيون لإجراء فحوصات للتأكد من سلامة الإبصار، فهذه المتلازمة لا علاقة لها بحِدة الإبصار، ولكن لها علاقة بمعالجة المعلومات التي يطّلِع عليها الطفل.
إذا كان هناك مشكلات طول، أو قصر نظر يتم استخدام نظارة طبية من 3 إلى 4 أسابيع ثم نُعيد الفحص مرة أُخرى، الفحص يتم على مستويين:
المستوى الأول عبارة عن 10شفافيات ملونة، وهذه الألوان تختلف على حسب اللون الذي يُشعر الشخص بالراحة، والهدف منها هو إحداث ارتباك لدى الشخص؛ لمعرفة اللون المناسب له.
نقوم بوضع الشفافية على ورقة مكتوبة، ويقرأ الطفل قبل، وبعد وضع الشفافية نلاحظ أن:
قبل وضع الشفافية تكون القراءة بطيئة، ومتقطعة، ويقوم بتقريب، وإبعاد وجهه، ورك العين، وعدم القدة على إكمال القراءة.
بعد وضع الشفافية يقوم برفع رأسه، وتتحسن قراءته من حيث السرعة، والدقة.
المستوى الثاني وهي عدسات ملونة تُساعد على الرؤية، وتُساعده في مجالات الحياة، وتجعله يستمتع بالحياة بصورة أجمل.
هذه العدسات قد تكون صفراء، حمراء، أو زرقاء، ولكن الطفل لا يرى الأشياء ملونة بل يراها بلونها الطبيعي؛ لأن العدسات تعمل على امتصاص الموجات الضوئية التي تُزعجه.