ما المقصود بمتلازمة الأكل الليلي؟
قالت “د. ربى مشربش” أخصائية التغذية. تم تشخيص حالة متلازمة الأكل الليلي مثل حالات تشخيص حالات الأكل الأخرى مثل حالة الشره في تناول الطعام، كما أنه في عام 1955 بدأت بعض الدراسات تشير إلى حقيقة وجود متلازمة ما يسمى بالأكل الليلي.
وتابعت “ربى” تتميز متلازمة الأكل الليلي في أن هؤلاء الأشخاص لا يقومون بتناول الطعام في النهار ويقومون بتناول أغلب السعرات الحرارية في فترة الليل كما أنهم لا يستطيعون النوم بطريقة جيدة إلا من خلال تناول الطعام قبل النوم مباشرة حتى يمكنهم الشعور بالراحة، كما أن مثل هؤلاء الأشخاص يقومون بتناول 25% من أكلهم خلال فترة النهار في فترة الليل ويمكنهم القيام مرتين إلى ثلاثة مرات بالليل لتناول الطعام ويشعرون بعدها بالذنب ولا تكون لديهم قابلية لتناول الطعام صباح اليوم التالي لأن الشهية تكون فقط في فترة الليل.
تتمثل نسبة الأشخاص الذين يعانون من متلازمة الأكل الليلي من 1 إلى 1.5% من المجتمع ولكنها تزيد عند الاشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة حيث أن 6% من مرضى السمنة يمكنهم المعاناة من متلازمة الأكل الليلي بجانب أن تلك المتلازمة قد تزيد أيضاً عند مرضى السكري لأن هرمونات الجوع عندهم قد يحدث فيها اضطراب خلال فترة الليل، لذلك يجب على الأشخاص الذين يشعرون بهذه المتلازمة لأكثر من شهرين ضرورة المتابعة مع الطبيب المختص.
كيف يمكن الوقاية من متلازمة الأكل الليلي؟
يمكن لمتلازمة الأكل الليلي التأثير على صحتنا من خلال تأثيرها على اضطرابات الهضم داخل المعدة ومشاكل القولون العصبي لأن الليل هو فترة راحة هرمونات الجسم، لذلك يجب علينا في البداية تشخيص سبب المشكلة التي عادة ما تكون نتيجة الضغط النفسي والاكتئاب نتيجة العمل الزائد أو نتيجة حادثة وفاة أو مرض أي من الأقرباء كما أنها تزيد عند طلاب المدراس خاصة في فترة الامتحانات.
وأضافت الدكتورة “ربى مشربش” من الضروري كذلك لهؤلاء الأشخاص المتابعة مع أخصائي التغذية حتى يمكنهم ضبط النظام الغذائي الصحيح لهم والالتزام معه بعدة جلسات علاجية أسبوعية مع ضرورة تناول عدة وجبات خلال فترة النهار.
على الجانب الآخر، يجب على الأشخاص الذين يعانون من متلازمة الأكل الليلي المتابعة مع أخصائي نفسي مع ضرورة تناول وجبة الإفطار والجلوس في الشمس خلال فترة النهار خاصة في فصل الشتاء حتى يمكنهم التخلص من ذلك الاكتئاب الملازم لهم والذي يزيد في فترة الشتاء مع إمكانية ممارسة بعض الرياضات التنفسية مثل اليوجا وغيرها حتى يمكنهم إخراج الطاقة الموجودة في جسمهم ومن ثم يشعرون بالراحة اللازمة للدماغ والأعصاب مع أهمية تناول وجبة العشاء في الساعات المبكرة من الليل حتى لا تعتاد هرمونات جسمهم طلب الأكل في فترة الليل.
إلى جانب ذلك، يتمثل معظم الاشخاص الذين يعانون من متلازمة الأكل الليلي في أشخاص قاموا بعمل حميات غذائية وفشلوا فيها مما يضطرهم إلى إلغاء أكثر من وجبة خلال فترة النهار ويقومون بتناول وجبة واحدة فقط نهاراً ومن ثم يقوم جسمهم بطلب الأكل ليلاً، كما يُنصح لمثل هؤلاء الاشخاص بالبعد عن الإليكترونيات التي تزيد من اضطرابات النوم خلال فترة الليل ومن ثم تأتي أهمية المتابعة مع الطبيب المختص، ومن الممكن أن يكون الحل لدى الأشخاص الذين يعانون من متلازمة الأكل الليلي هو البعد عن المطبخ قدر الإمكان طيلة فترة وجودهم في البيت.
ما هي الفئة الأكثر عُرضة لمتلازمة الأكل الليلي؟
ليس هناك فئة عمرية معينة يمكننا القول عنها أنها هي الفئة الأكثر عُرضة لمتلازمة الأكل الليلي وإنما أكثر الناس عُرضة لهذه المتلازمة هم الأشخاص الذين يعانون من أي مرض نفسي كالاكتئاب أو القلق أو عند البنات المراهقات الذين يحاولون دوماً الوصول إلى وزن معين كما يمكننا ملاحظة تلك الظاهرة بصورة أكبر عند الأشخاص الذين يعملون أو يدرسون بالليل.
أما عن آثار متلازمة الأكل الليلي فمن أهمها التعرض إلى مشكلة زيادة الوزن أو السمنة المفرطة أو بعض المشاكل الهضمية، كما أن قلة النوم قد تؤدي إلى اضطرابات النوم بجانب قلة التركيز وقلة كفاءة العمل مع مرور الوقت واستمرار تلك الحالة.