كيف يمكن لطفل أن يقتل!
تقول الاختصاصية في علم النفس “ستيفاني غانم”: أن الجريمة بشكل عام التي يرتكبها الطفل تكون أكبر بكثير من الجريمة التي يرتكبها الشخص البالغ، وذلك لعدة اسباب بعضها يتعلق بالقوانين غير المستقرة بخصوص جرائم الأطفال، ومن الجدير بالذكر أن لندن، وهي بلد متقدمة جدا تعاقب الإنسان بداية من عمر عشر سنوات ويتم معاملته وكأنه شخص بالغ، وتحاول منظمة حقوق الإنسان تغيير هذا القانون حاليًا.
أما عن كيفية قيام طفل بجريمة قتل، فإنه يشير علماء النفس إلى أن الأطفال قبل عمر ١٣-١٤ سنة لا يملكون الحس المنطقي؛ حيث يجب أن يرى الإنسان الأمور أمامه ملموسة حتى يستطيع أن يفهمها، وبالتالي فإن الطفل الذي تكون نفسيته هشة يقلد ما يراه في بيئته، ولا يشترط أن يرى الطفل أمامه جريمة قتل حتى يقتل، لكنه يكفي أن يشاهد أعمال عنف بشكل عام، وذلك لأن الطفل لا يميز بين العنف والقتل، ولا يميز بين الإهمال والقتل.
حيث أنه أي نوع عنف يتعرض له الطفل من عنف جسدي، جنسي، لفظي، أو يشاهد أحد قريب منه يتعرض لهذا العنف، فحتماً سيقلده.
ومن الجدير ذكره أن الطفل لا يملك القدرات العقلية بالقدر الكافي ليعبر عن مشاعره، وبالتالي إذا كان الطفل يعيش في بيئة غير صحية، فإنه يكبت مشاعره بداخله، وبالتالي فإن لجأ الطفل للقتل، فغالبا ما يكون الدافع هو أن يشعر الطفل بالراحة، ويذهب هذا الغضب الشديد الذي بداخله.
ولا يقتصر الأمر على الأسرة التي تحفز الطفل ليمارس العنف، حيث أن المدرسة من أكثر البيئات التي تؤثر على الطفل ايضا، خاصة إذا تعرض الطفل خلال فترة الدراسة إلى التنمر والعنف بشتى أشكاله.
مؤشرات السلوك الإجرامي عند الاطفال
تؤكد “ستيفاني” أن العائلة والمحيط الأسري هي المسبب الأول والمحفز للسلوك الإجرامي عند الأطفال، لكن في علم النفس هناك ما يعرف أيضأ بالشخصية الإجرامية، والتي تتمثل في هذا الشخص الذي لديه استعداد أكبر للسلوك الإجرامي من غيره، لذلك فيجب أن ينتبه الأهل لبعض المؤشرات التي قد تكون دليلا على بعض السلوك الإجرامي لدى الطفل، والتي يجب أن يلجأ الأهل حين ظهورها إلى المعالج النفسي، حتى وإن كان الطفل يعيش في بيئة صحية تماما، وتلك المؤشرات تتمثل في:
- تكسير الطفل للألعاب خاصة تلك التي يفضلها.
- أن يستعمل الطفل أسنانه بشكل كبير في كسر الأشياء.
- ظهور السلوك الانطوائي بشكل كبير؛ حيث تؤكد “غانم” أنه لا يعتبر الطفل شديد الانطوائية طفل مهذب كما يعتقد بعض الأهل، لكنه طفل يخزن بداخله كل المشاعر السلبية بدلا من أن يخرجها بشكل حضاري وإنساني وهو الحوار، بل قد يلجأ إلى استخدام اليد في التعبير عما يريد.