يتناول مقالنا اليوم واحد من أهم الموضوعات المتعلقة بأطفالنا وشبابنا، والتي تسبب في إصدار قوى الأمن الداخلي دعوة إلى الآباء والأمهات لتوخي الحذر ومتابعة أبنائهم فيما يقومون به على هواتفهم الذكية، موضوعنا اليوم عن لعبة مريم.
ما هي لعبة مريم؟
لعبة مريم هي واحدة من الألعاب التي تسببت في إثارة ضجة على مواقع التواصل الإجتماعية في الآونة الأخيرة، حيث يعتقد الخبراء أن هذه اللعبة تقوم بالبحث عن المعلومات الشخصية المتعلقة باللاعبين وتقوم بتجميعها لإستخدامها في أغراض وأعمال غير قانونية.
ظهرت لعبة مريم بصورة واضحة بين الأطفال والشباب منذ عام 2016، حيث قام المبرمج السعودي سلمان الحربي بتطوير هذه اللعبة من أجل الحصول على عائدات مادية وتحقيق إنتشار أوسع لها بين محبي هذا النوع من الألعاب.
تعتبر لعبة مريم واحدة من ألعاب الرعب بمؤثراتها الصوتية والمرئية، وتدور أحداث هذه اللعبة حول محاولة فتاة صغيرة مفقودة في الغابة تُسمى مريم، والتي تحاول الإستنجاد باللاعبين لمساعدتها في الرجوع إلى منزلها، يقوم اللاعب بمساعدة هذه الفتاة للرجوع إلى منزلها وأثناء رحلة العودة تقوم الفتاة مريم بسؤال اللاعب مجموعة من الأسئلة الشخصية والسياسية، ويجب على اللاعب الإجابة على هذه الأسئلة بعد مرور 24 ساعة لكي ينتقل من مستوى إلى آخر.
يقوم ما يقرب من خمسة ملايين شخص من مختلف أنحاء العالم بتحميل هذه اللعبة ولعبها وفقاً للإحصائيات الأخيرة التي تم عملها لعام 2018.
طريقة اللعب
تتشابه لعبة مريم مع لعبة الحوت الأزرق والتي سمعنا عنها في الآونة الأخيرة ولكن بشكل طفيف، كما أن هذه اللعبة تعتبر واحدة من أكثر الألعاب رعباً على مستوى العالم.
بمجرد فتحك لهذه اللعبة، تجد الفتاة مريم تستقبلك بموسيقى درامية حزينة أقرب إلى نوع Gothic music وهي إحدى أنواع الموسيقى الشائعة بين الشباب الذين لديهم ميول إنتحارية وإكتئابية، ثم تبدأ المهمة الأولى باللعبة وهي عبارة عن حماية الفتاة مريم من مجموعة من المخاطر التي تحيط بها في الغابة سواء كانت هذه المخاطر في صورة مجموعة من الأشباح أو المخلوقات المرعبة الغريبة التي تتساقط من أعلى، ويتم ذلك عن طريق الضغط على هذه الكائنات حتى تختفي.
تبدأ بالإنتقال للمهام الأخرى ولكن يتم ذلك عن طريق التحدث إلى الفتاة والتي تقوم بإعطائك مجموعة من الأوامر المبرمجة والمعدة مسبقاً، كما أن الإنتقال من مهمة إلى أخرى يستوجب على اللاعب الإجابة عن مجموعة من الأسئلة منها ما هو شخصي ومنها ما هو سياسي.
تقوم اللعبة أيضاً بجمع معلومات شخصية عن اللاعب مثل الإسم، العنوان، حساباته على مواقع التواصل المختلفة بحجة إستخدامها للتواصل معه، ويمكن أن يكون ذلك بغرض التجسس أو إستخدام هذه المعلومات في أعمال غير قانونية.
يوحي التصميم العام للعبة بأنها أقرب إلى تطبيق Chatbot، حيث يستطيع أي شخص برمجة مثل هذه الألعاب سريعاً بالإعتماد على الخدمات المجانية المتاحة مع إضافة بعض الصور والموسيقى المدمجة، وإقناع اللاعب بأن مريم هي مجرد شخصية لطيفة جيدة ترغب في إقامة صداقات مع الجميع كما أنك ستشعر شيئاً فشيئاً بالإرتباط بهذه الشخصية كلما مررت بمهمة تلو الأخرى.
مخاطر هذه اللعبة
تم برمجة هذه اللعبة بهدف عمل جو رعب نفسي لدى اللاعب على أكمل وجه، ولكن بعيداً عن ذلك هناك مجموعة من المخاطر التي يمكن أن تشكلها هذه اللعبة على حياة اللاعب، نذكر منها ما يلي:
تتطلب اللعبة جمع مجموعة من البيانات الشخصية عن اللاعب والذي يشكل بدوره خطر على اللاعب حيث يمكن إختراق حسابه الشخصي بواسطة هذه المعلومات، كما يمكنه أن يتعرض لأي نوع من أنواع التهديدات خاصة التهديدات الجسدية نتيجة مشاركته لبعض المعلومات الخاصة جداً مثل عنوان المنزل.
يتم إستخدام مثل هذه الألعاب لتهيئة اللاعبين خاصة الأطفال والمراهقين للقيام بأنشطة غير قانونية أو إلحاق الأذى بأنفسهم.
يقضي الأطفال والشباب وقتاً طويلاً في لعب مثل هذه الألعاب، لذا فهي تمثل خطر لما تسببه من تأثير سلبي في شخصياتهم.
لذا يجب على الآباء والأمهات متابعة أبنائهم ومعرفة ما يقومون بلعبه أو ممارسته عبر هواتفهم الذكية، وتوجيههم حتى لا يحدث لهم أي ضرر أو مكروه مثل ما حدث للفتاة اللبنانية التي سمعنا عنها مؤخراً والتي قامت بالإنتحار في نهاية اللعبة وهي لم تتجاوز الثمانية من عمرها.