يعتبر زيت الزيتون من أكثر الزيوت الطبيعية انتشارًا واستهلاكًا على مستوى العالم، ولقد تم إطلاق لقب الذهب السائل عليه نظرًا لقيمته الغذائية العالية فهو يحتوي على العديد من العناصر والمركبات الغذائية التي تساعد في الوقاية من الأمراض المختلفة.
وتتعدد فوائد زيت الزيتون كما ينصح الأطباء بإضافته إلى الأنظمة الغذائية المختلفة لما يحتويه من مجموعة كبيرة من الفيتامينات والمعادن والتي تساعد في الحفاظ على صحة الإنسان، وفي مقالنا هذا سنتعرف على القيمة الغذائية لزيت الزيتون وأهم مكوناته وكذلك سنعرض لكم بعض من فوائده الصحية المتعددة.
ما هي القيمة الغذائية لزيت الزيتون؟
يحتوي زيت الزيتون على نسب عالية من بعض الفيتامينات مثل فيتامين هـ وفيتامين ك وفيتامين أ، كما يحتوي على مجموعة كبيرة من أقوى مضادات الأكسدة مثل الفينولات، ومن أهم ما يميز زيت الزيتون إحتوائه على الدهون الاحادية الغير مشبعة وكذلك الدهون الأحادية الغير مشبعة، ومن الجدير بالذكر أنه لا يحتوي إطلاقًا على أي من الدهون المتحولة أو المتشبعة، وكذلك لا يحتوي على أي نسبة من الكربوهيدرات.
فوائد زيت الزيتون
الوقاية من أمراض القلب: يحتوي زيت الزيتون على مجموعة كبيرة من مضادات الأكسدة كالكاروتينات وغيرها والتي تساعد في خفض الكوليسترول في الدم وتنظيم مستوى ضغط الدم مما يساعد في حماية الأوردة والشرايين من الانسداد وحماية القلب من بعض الأمراض مثل الجلطات وغيرها.
الوقاية من السرطان: ينصح الأطباء بتناول زيت الزيتون بشكل دوري وذلك للوقاية من الأمراض السرطانية حيث أنه يحتوي على مجموعة كبيرة من مضادات الأكسدة والتي تشمل الكاروتينات، ومن المعروف ان مضادات الأكسدة تساعد في محاربة الجذور الحرة وتقي من تلف الخلايا، وبالتالي تساعد في الوقاية من السرطان، كما أثبتت الدراسات حديثًا أن مضادات الأكسدة لها دور فعال في وقف نمو الخلايا السرطانية.
ترطيب الشعر ولمعانه: يتميز زيت الزيتون بإحتوائه على نسبة عالية من فيتامين أ وفيتامين هـ، ولذلك فإن زيت الزيتون له القدرة على ترطيب الشعر ووقايته من الجفاف، ولذلك فلقد تم تصنيع الكثير من مستحضرات العناية بالشعر من زيت الزيتون.
تنظيم مستوى السكر في الدم: يتميز زيت الزيتون بإحتوائه على العديد من مضادات الأكسدة كالفلافونيدات وكذلك بعض الأحماض الأمينية مثل حمض الأوليك، مما يساعد على تنظيف مستوى السكر في الدم بشكل آمن، بالإضافة غلى أنه يعتبر له دور فعال في تخفيف مضاعفات مرض السكري كالإصابة بالسكتة الدماغية او النوبات القلبية.
علاج الاكتئاب: يعتبر زيت الزيتون من أهم الزيوت الطبيعية التي تساعد في الوقاية من الاكتئاب، حيث أنه يحتوي على بعض الدهون المفيدة للجسم والتي تساعد في التحكم في الأجهزة العصبية، وكذلك تساعد هذه الدهون في تحفيز إنتاج فراز الدوبامين وهو الهرمون المسؤول عن الشعور بالسعادة.
مزيد من الفوائد من زيت الزيتون
أكدت أخصائية التغذية “رند الديسي” على تعدد الفوائد الغذائية والصحية لزيت الزيتون، وأشارت إلى أن أبرز هذه الفوائد ما يلي:
1. غني بالدهون الأحادية (الأوليك أسيد): وهذا النوع من الدهون يساعد بصورة كبيرة في خفض معدلات الكوليسترول بالجسم وبخاصة عند المرضى الذين يعانون من إرتفاع الكوليسترول، ويرجع ذلك إلى أن 73% من مكونات زيت الزيتون عبارة عن دهون غير مشعبة أحادية أي غير متعددة السلسة الكيميائية، بالإضافة إلى أن النسبة المتبقية من المكونات (27%) هي عبارة عن أوميجا 3 وأوميجا 6 ودهون مشبعة، وبالتالي هو أحد أنواع الزيوت القليلة التي تحتوي على الأوميجا 3 المفيدة مع الدهون الأحادية في الوقاية من أمراض القلب.
2. غني بفيتامين E وفيتامين K: وأضافت “أ. رند” قائلة: وهذين النوعين من الفيتامينات هما من مضادات الإلتهابات، وبالتالي هي ذات فائدة في الوقاية من كل الأمراض المزمنة المرتبطة بالإلتهابات مثل السكري والزهايمر وأمراض القلب وإرتفاع الكوليسترول، حيث أنها كلها عبارة عن أمراض مزمنة إلتهابية، وبالتالي قد يكون أيضًا العلاج الغذائي لمثل هذه الأمراض هو المداومة على الإستخدام اليومي لزيت الزيتون، ومن ناحية أخرى يعتبر فيتامين E من أهم الفيتامينات للبشرة ونضارتها، وبالتالي يمكن دهان البشرة مباشرة بزيت الزيتون الطبيعي الخالي من الإضافات للتحصل على فوائد فيتامين E المُركز في زيت الزيتون بصورة أكبر بكثير من كل أنواع المستحضرات الطبية والكريمات المرطبة.
3. غني بالأُوليوكانفال: والأُوليوكانفال هو نوع من مضادات الأكسدة التي تحمي من العديد من الأمراض الإلتهابية سواء المزمنة أو الحادة مثل الروماتويد وأمراض المفاصل، لذلك يعتبر إحدى الوسائل العلاجية لإلتهابات المفاصل هي دهان جلد المفصل بزيت الزيتون الطبيعي الخالي من الإضافات حتى يمتصه الجلد وبالتالي التقليل من الإلتهابات الموجودة.
4. يحمي من تجلطات الدم: أشارت “أ. رند” إلى أن زيت الزيتون وإن كان لا يُخفض مستويات الكوليسترول السيء بالدم، إلا أنه يمنع تأكسد الكوليسترول السيء وبالتالي يحمي من حدوث تجلطات الدم ومن ثَم يقي القلب من العديد من الأمراض والمشكلات الصحية.
5. يساعد في خسارة الوزن: تابعت “أ. رند” قائلة: صحيًا وغذائيًا لا ينبغي إستهلاك أكثر من ثلاث ملاعق طعام من زيت الزيتون في اليوم كحد أقصى، وهذه الكمية المقننة والمحددة هدفها التحصل على الفوائد والقيمة الغذائية منه وتجنب الأضرار والآثار السلبية والتي في مقدمتها زيادة الوزن، فالجدير بالذكر أن ملعقة الطعام الواحدة من زيت الزيتون تتساوى في محتواها من السعرات الحرارية مع رغيف كامل من الخبز، ومن ثَم يعتبر زيت الزيتون مرتفع في السعرات الحرارية وبالتالي تؤثر زيادة الكمية المستهلكة منه في زيادة الوزن والإصابة بالبدانة، وبالتالي تتحول فوائده الغذائية إلى أضرار غذائية، لذلك عند إستهلاك زيت الزيتون يجب الإلتزام بالكميات الصحية المحددة بالأبحاث الغذائية الموثوقة والتي أثبتت أيضًا أن الإستهلاك اليومي لزيت الزيتون وفقًا للكمية المذكورة وعدم الزيادة عنها يحفز الجسم على حرق الدهون الداخلية المخزنة، وبالتالي المداومة على تناوله تزيد من تحفيز الجسم على التخلص من الدهون وبالتالي خسارة الوزن وعلاج السمنة والبدانة والوصول إلى الوزن المثالي، والخلاصة أن إستهلاك زيت الزيتون بالكمية المقررة يساعد في خسارة الوزن، أما زيادة المستهلك منه يؤدي إلى زيادة الوزن.
6. مضاد للبكتيريا الحلزونية: بشكل عام يعتبر زيت الزيتون مضاد للبكتيريا ومضاد لإنتشارها وتكاثرها وبخاصة في المعدة، وعليه هو أحد طرق الوقاية من الإصابة بالبكتيريا الحلزونية ذات التأثير الصحي الخطير على المعدة لأنها تعد مسئولة عن الإصابة بتقرحات المعدة وكذلك الإصابة بالأورام السرطانية فيها، حيث أثبتت الدراسات أن الأشخاص المستخدمين لزيت الزيتون تقل عندهم فرص نمو البكتيريا الحلزونية بمعدل يتراوح بين 10% إلى 40% مقارنةً بغير المستخدمين لزيت الزيتون.
هل يفقد زيت الزيتون جزء من قيمته الغذائية بالتسخين؟
اختتمت “أ. رند” حديثها قائلة: زيت الزيتون بطبيعته يتحمل درجات حرارة تترواح بين 105 إلى 215 درجة مئوية، وبالتالي هو صالح للإستخدام مع الأغذية المقلية بشكل سطحي كالبيض والكبدة وليس بشكل عميق كالبطاطس، أما الأغذية المطهية التي تحتاج إلى الغمر العميق في الزيت أو التي تحتاج إلى مدة زمنية طويلة في الفرن أو على النار فيلزمها أنواع زيوت نباتية أخرى غير زيت الزيتون، لأنه بالإستمرارية على النار أو في الفرن سترتفع درجة الحرارة عن المعدلات المذكورة وسيفقد زيت الزيتون قيمته الغذائية ويحترق ويصبح ذو ضرر على الجسم، والخلاصة ينبغي الإنتباه لدرجة حرارته وينبغي الإنتباه لعدم تركه أكثر من نصف ساعة على النار.