ما أبرز تطورات عملية شد الوجه بالخيوط؟
قال “د. وائل عبد العزيز داغستاني” استشاري جراحة التجميل. تعتبر عملية شد الوجه بالخيوط من العمليات القديمة، وكانت الخيوط المستخدمة في السابق خيوط دائمة، أما الآن معظم الخيوط المستخدمة هي الخيوط القابلة للذوبان.
من هنا يمكن القول أن التطورات التي تحدث في عملية شد الوجه بالخيوط تشتمل على تعدد أنواع الخيط وأشكالها وتركيباتها، فأصبحنا نستخدم الخيوط الناعمة والخيوط القوية. كذلك تعددت الشركات المنتجة لهذه الخيوط، وانتشرت في الكثير من بلدان العالم كأمريكا وأوروبا وكورية… إلخ، هذا التعدد أدى إلى وجود تنافس حقيقي فيما بينها لتقديم خيوط ذات مواصفات جودة أعلى، وتطوير صناعة الخيط بحسب مكان إستخدامه، حيث كان الأمر في الماضي عبارة عن خيط واحد لكل مناطق الوجه، أما الآن أصبح لكل منطقة في الوجه نوع معين من الخيوط، فلا يستخدم خيط الوجه مع الرقبة أو الأنف وهكذا. الأمر الذي أتاح للجراح اختيارات كثيرة على حسب نوع الجراحة ومكانها.
تشتمل عمليات التطوير أيضًا على طبيعة إجراء عملية الشد، وتعدد الحلول بحسب حالة المريضة، ففي الماضي كانت المصابة بترهل الوجه لا تملك سوى حل واحد أو اثنين على الأكثر، مثل شد الوجه بالكامل جراحيًا، وبالتالي إحداث ندبات كثيرة به، أو تضخيم الوجه بحقن الفيلر لشده.
لكن الآن أصبحت الخيوط تساعد على شد مناطق الوجه التي لم يكن في الإستطاعة الوصول إليها إلا عن طريق التدخل الجراحي (وإن كانت الخيوط لا تعطي نفس النتائج، ولكنها تُحقق أغلبها)، فشد الأنف مثلًا لم يكن يتم إلا من خلال الجراحة، لكن الآن ومع وجود خيوط خاصة للأنف نستطيع شدها ورفعها في أقل من خمس دقائق.
هل تُغني عمليات شد الوجه بالخيوط عن البوتكس؟
أوضح “د. داغستاني” البوتكس يتحكم في التجاعيد الحركية، أما الخيوط لا تتدخل في ذلك. المقارنة الوحيدة تحدث في عمليات رفع الحواجب، حيث يمكن إستخدام البوتكس أو الخيوط لرفع الحواجب، ورفع الحواجب بالخيوط تتم بطريقة سهلة إلا أن نتائجها مؤقتة، لأن عضلة الحاجب عادة ما تكون قوية، فمع تكرار حركة العضلة تنفك الخيوط، لذلك لا يفضل غالبية أطباء التجميل الخيوط للحواجب.
هل الحالات البسيطة من ترهل الوجه يلزمها الشد بالخيوط؟
أردف “د. داغستاني” يتوقف الأمر على التشخيص الدقيق للطبيب، وكذلك على التوقعات المستقبلية لنسبة الترهل. فضلًا على أنه يجب الإشارة إلى أن الفكرة السائدة في السابق أن الشد يكون لكبار السن فقط، لكن الآن يتجه كثير من صغار السن نحو شد الوجه بالخيوط للتغلب على مشكلة ما قد تتطور مستقبليًا، مثل الحالات التي خضعت لعمليات جراحية خاصة بالسمنة كالتكميم وغيرها، ونتيجة لهذه العملية ترهل الوجه بشكل ما مع توقع زيادة الترهل مستقبلًا، هنا يكون الشد بالخيوط طريقة مثالية بغض النظر عن سن المريضة.
هل تُسبب عملية شد الوجه بالخيوط التَلَيُف؟
وتابع “د. داغستاني” استقرت هذه الفكرة في أذهان المواطن العربي نتيجة للترجمة الحرفية لبنود آثار عمليات شد الوجه من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية، هذه الترجمة تستخدم كلمة تَلَيُف عند الحديث عن ذوبان الخيوط، وطبقًا لثقافتنا العربية نربط بين كلمة تَلَيُف وبين المرض أي نعتبره نوع من الأمراض. ولا تتعدى الفكرة كون أن ذوبان الخيوط يُحدث تفاعل مع جسم الإنسان، وباللغة الطبية يُسمى هذا التفاعل تَلَيُف، لكنه تَلَيُف حميد يساعد على شد الوجه، وغير ضار بالجسم.
ما أبرز التعليمات القبلية والبعدية للمتجهات لإجراء شد الوجه بالخيوط؟
بالنسبة للنساء الخاضعات لعملية شد بالخيوط دائمًا ما نشدد على أن الثلاث أيام الأولى إلى أسبوع بعد إجراء عملية الشد أهم فترة لنجاح عملية الشد وإستمرارية نتائجها، لذلك تتمحور التعليمات حول التعامل الهاديء مع الوجه، فلا يصلح تحريك عضلات الوجه بشدة أو فتح الفم كثيرًا أو تناول أغذية شديدة الصلابة. أيضًا يُنبه عليهم النوم بطريقة مستقيمة قدر المستطاع.
فيما عدا ذلك تختلف الإرشادات والتعليمات المساعدة على تحسين وإستمرارية النتائج من حالة إلى أخرى، تبعًا لعدد الخيوط المستخدم في الشد، فالشد بإستخدام عدد خيوط أكثر يعطي قوة وشدة للخيوط ويطيل فترة بقائها في الوجه.
هل يمكن أن تنقطع الخيوط داخل الوجه؟
الخيوط لا تنقطع، وفي بعض الأحيان تسمع المريضة صوت ضئيل تعتقد أن الخيط انقطع بوجهها، وهذا غير صحيح، ولا يتعدى الأمر فتح جزء بسيط من الخيط، وهو الأمر الذي يُراعى أثناء إجراء عملية الشد عن طريق شد الخيوط بنسبة زائدة عن المطلوب تحسبًا لفتح الخيط داخل الوجه.
تعتمد فترة بقاء الخيوط في الوجه دون ذوبان على عدد ونوع مادة الخيوط المستخدمة في الشد، كذلك طريقة تعامل المرأة مع وجهها بعد الشد والإلتزام بتعليمات الطبيب، فكلها مما يطيل عمر الخيط في الوجه. وبصفة عامة توجد خيوط تعيش لمدة عام وأخرى لمدة ثلاث سنوات.
هل تظهر نتائج عملية الشد بعدها مباشرة؟
يحدث أحيانًا في الفترة الأولى بعد إجراء عملية الشد ظهور تكرمش في الوجه، خصوصًا إذا كان الشد قويًا، لكن بعد فترة أسبوع تختفي هذه الكرمشة ويظهر الوجه مشدودًا وبدون ترهلات، ويتزايد المظهر المشدود للوجه بمرور الأسابيع.
هل يمكن التعرض للمضاعفات أو الخطر بعد شد الوجه بالخيوط؟
من المعلوم أن أي جسم غريب يدخل جسم الإنسان يجعله عُرضة للإلتهابات، ولكن نسبة الإصابة بالإلتهابات عند إستخدام الخيوط أقل كثيرًا إذا ما قورنت بطرق الشد الأخرى كالحقن بالفيلر. بذلك يمكن القول بأنه نظريًا يمكن الإصابة بالإلتهابات، لكن عمليًا ليس بالضرورة الإصابة وفي حالات نادرة جدًا.
ترتفع التكلفة المادية لعملية شد الوجه بالخيوط نظرًا لإرتفاع أسعار الخيوط، والجهد المبذول من الطبيب، بالإضافة إلى الوقت في التحضير والتخطيط للعملية.