قد لا يدرك البعض ما هي عجائب الدنيا السبع وكيف استطاع أشخاص مثلنا أن يشيدوا أسماء حضاراتهم على مر التاريخ؟! المثير للدهشة أن هؤلاء الأشخاص لم يشيدوا حضارات فقط، لكنهم استطاعوا أيضًا إبداع بعض الأمور التي نعجز عنها نحن اليوم على الرغم من التقدم والتطور التكنولوجي الذي نعيش فيه الآن، عجائب الدنيا السبع قد تكون أقرب إلى الخيال بالنسبة لبعض الأشخاص لأننا في هذا العصر قد تعودنا على الروتين الطبيعي والآلات التكنولوجية الحديثة التي تمنحنا المزيد من الوقت للمتعة والتسلية فقط، لكن دراسة عجائب الدنيا السبع قد تنقل الإنسان إلى حقبة أخرى مختلفة تمامًا عن تلك التي يعيش فيها، وهنا يأتي دورنا حيث نعرض لكم عجائب الدنيا السبع على مر العصور وكيف بدأ تشييدها.
عجائب الدنيا السبع منذ البدايات
هذه العجائب ترجع إلى ما قبل التاريخ حينما بدأ المؤرخ اليوناني “هيرودوت” الذي لُقب بعد ذلك بـ “أبو التاريخ” في القرن الخامس قبل الميلاد استطاع أن يفكر بعجائب الدنيا السبع ووضع لائحة بها، اعتمد في هذه اللائحة على التماثيل وبعض الأماكن العريقة والمدن التي صنعها الإنسان من قبل، بعض الأمور التي تتميز بحجمها الكبير والهندسة الرائعة المثالية، هناك الكثير من الأمور التي شيدها الإنسان قديمًا وحديثًا وبالفعل تُعد من العجائب، لكن الرقم ٧ له قدسية لدى اليونان القدماء.
وفي العصر الحديث ظهر بيرنارد ويبير المخرج السويسري الذي حاول أن يُعيد عجائب الدنيا السبع من جديد، لكن هذه المرة أطلق عليها العالم المفتوح لأنها اعتمدت على تصويت الناس على مجموعة من المعالم العريقة في مختلف أنحاء العالم، وبالطبع جميعًا من صنع الإنسان وكان الشرط الثاني للتقييم أن تكون بُنيت قبل عام ٢٠٠٠ م، بعد ذلك أُطلقت عليها مؤسسة العالم المفتوح التي قررت عام ٢٠٠٧ م وضع ما يُعادل ٢١ موقعًا حول العالم ودعت الناس إلى التصويت وكانت النتيجة النهائية كما يلي:
الأعجوبة الأولى: سور الصين العظيم
سور الصين العظيم رمز الحضارة الصينية على مر التاريخ وهو من أضخم الأسوار في العالم الذي يمتد على طول الحدود الشمالية إلى الحدود الشمالية الغربية للبلاد، ويتراوح طول سور الصين العظيم حوالي ٨.٨٥٠ كيلومترًا، وتم تشييد هذا السور العظيم خلال عامي ٢٠٢-٢٠٦ قبل الميلاد على يد ملك الصين العظيم “تشين شي هوانج” بهدف توفير الحماية الكاملة لشعبه من هجمات العدو وخاصة الهجمات المغولية والأتراك.
الأعجوبة الثانية: هرم «تشيتشن إيتزا» – المكسيك
أحد أشهر وأجمل المعالم السياحية القديمة في المكسيك الذي تم تشيده خلال القرنين ٩ – ١٢ ميلادي نسبة إلى حضارة “مايا”، ويتواجد هذا الهرم الآن في شمال شبه جزيرة “يوكتان المكسيكية، استخدم هذا الهرم الأعجوبة في البداية كنظام حماية للمقاتلين ومعبد للمحاربين أيضًا، ولذلك تكم تكريسه نسبة لإله مايا “كوكولكان”، وهذا الإسم يُشير إلى الثعبان ذي الريش، يبلغ ارتفاع الهرم حوالي ٢٤ مترًا كاملًا و لديه حوالي ٩١ درجة من كل جهة، هذا بالإضافة إلى ٦ أمتار للمعبد نفسه، أما قاعدة الهرم فهي تشمل حوالي ٣.٥٥ مترًا.
الأعجوبة الثالثة: تمثال «المسيح الفادي» – البرازيل
تمثال عملاق موجود على قمة جبل يُدعي “كوركوفادو” على طريق المدينة البرازيلية ريو دي جانيرو، وقفة هذا التمثال تشير إلى محارب عظيم يحمي بلدته وشعبه، وأيضًا يرحب بالوافدين إليها بكل مودة، وقد تم تشيد هذا التمثال نسبة إلى المسيح عيسى عليه السلام رمز الديانة المسيحية في مختلف أنحاء العالم، وقد شيد النحات الفرنسي الشهير “باول لاندويسكي” هذا التمثال بمساعدة المهندس البرازيلي “هيتور دي سيلفا كوستا” خلال عامي ١٩٢٢- ١٩٣١. ويعتبر هذا التمثال من أشهر رموز الثقافة البرازيلية ويبلغ طوله حوالي ٧٠٠ مترًا من القاعدة إلى الرأس ووزنه حوالي ٦٣٥ طنًا، وفي قاعدة التمثال هناك كنيسة رومانية كاثوليكية.
الأعجوبة الرابعة: مدينة «ماتشو بيتشو» – بيرو
إذا كنت محبًا للمدن العصرية الحديثة، توجه إلى مدينة “ماتشو بيتشو” التاريجية التي تم تشييدها في مدينة “موزكو” بالبيرو في القرن الخامس عشر الميلادي وبالتحديد خلال الفترة بين ١٤٣٨ – ١٤٧٢، وهذه المدينة الأثرية تضم ثلاث مباني رائعة وهي “إنتي – أتانا – معبد الشمس” هذا إلى جانب غرفة النوافذ الثلاث. وتوجد هذه المدينة على قمة مرتفعة ٢٣٤٠ مترًا فوق سطح البحر، وتُنسب هذه المدينة إلى ملك شعب ال “إنكا” الذي يُطلق عليه ملك “باتشاكوتي” وتضم العديد من الغابات الاستوائية الكثيفة.
الأعجوبة الخامسة: البتراء «المدينة الوردية» – الأردن
تتميز المدينة بصخورها الوردية ولذلك تُعتبر من أشهر المدن التاريخية الموجودة في محافظة معان في جنوب المملكة الأردنية، وقد تم تشييدها على يد العرب الأنباط خلال عام ٣١٢ قبل الميلاد، وهذا ما جعلها من المعالم الإستراتيجية الأساسية للتجارة في الأردن، هذا بالإضافة إلى أنها أصبحت حلقة وصل بين الحضارات القديمة، واُكتشفت هذه المدينة لأول مرة على يد أحد الرحالة ويُدعي “جوان لويس بركهات” خلال رحلاته الاستكشافية عام ١٨١٢م.
الأعجوبة السادسة: الـ«كولوسيوم» – إيطالية
بدأ بناء “كولوسيوم” في عهد القيصر الروماني “فسبازيان” ٧٢ عام قبل الميلاد في روما وبالتحديد في المنتدى الروماني، وبعد عام ٨٠ قبل الميلاد اكتمل بناؤه على يد الملك الإمبراطور “تيتوس”، تم تشييد هذا المبني بالخرسانة والحجارة العادية وقد أطلق عليه “المدرج الفلافي” نسبة إلى الأباطرة الفلافية، واستخدم هذا المبني بشكل مُكثف في الفعاليات الترفيهية كالمبارزات بين اللمحاربين ومصارعة الحيوانات الضخمة والمناظرات العامة وغيرها من الفعاليات التي هزت العالم بأكمله.
الأعجوبة السابعة: ضريح «تاج محل» – الهند
تاج محل أحد المعالم الهندية الرائعة التي شيدها الإمبراطور “شاه جهان” عام ١٦٣٢ حتى يُخلد ذكرى زوجته، ولهذا يُعتبر من أشهر المعالم الرومانسية في العالم بأكمله، استطاع الامبراطور أن يُعبر عن مدى حبه للأميرة “ممتاز محل” بهذا المبني الذي يُجذب إلى الآن ملايين من الأشخاص في العالم. ويُوجد هذا الضريح على نهر يمنا في مدينة أغرة الهندية.