ما أكثر أمراض فروة الرأس شيوعًا عند الأطفال؟
قال “د. صلاح صافي” أخصائي الأمراض الجلدية والتناسلية. من الأمراض التي تُصيب فروة الرأس هي قمل فروة الرأس وما يُعرف بفطريات فروة الرأس. ومصدره حيواني حيث يتم إنتقاله عن طريق القطط والكلاب وأحيانًا الغنم، ففي حالة إصابة هذه الحيوانات بالفطريات ينتقل المرض منها إلى الإنسان عن طريق اللمس أو الحَلْب وما شابه.
وتدخل هذه الفطريات إلى جسم الإنسان من فتحات الجلد (كل مناطق الجسم مُعرضة للإصابة بالفطريات، ويختلف تسمية الفطر بإختلاف مكان الإصابة، مثل فطر العانة وفطر الذقن وفطر ما بين الفخذين… وهكذا، وكل فطر له طريقة علاج خاصة)، لتبدأ في الإنتشار في فروة الرأس، وتُحْدِث دوائر في جلد الرأس تكون حافتها نشطة ومركز الدائرة ذو جلد سليم، وأحيانًا قد يلتهب هذا الجلد السليم، لتُصاب الدائرة بإصابة بكتيرية بجانب الإصابة الفطرية.
وهو مرض مُعدي، حيث يمكن إنتقاله بين الأطفال بالإحتكاك المباشر، وإستعمال أدوات الغير. ويؤدي هذا المرض إلى تساقط الشعر في بقعة أو أكثر من فروة الرأس، وقد تصاب هذه البقع المتساقط منها الشعر بإلتهابات صديدية أحيًانا.
وعدم مُعالجة هذا المرض يؤدي إلى زيادة مساحة البقع المصابة، وصولًا للحد الذي كان يُعرف قديمًا في المدارس باسم مرض القَرَع. وقديمًا كان مرض القَرَع واسع الإنتشار بين أطفال المدارس، أما الآن انحصر إنتشاره كثيرًا في ظل وجود الوعي الطبي من خلال البرامج الإعلامية، وحرص المعلمون والأهالي على النظافة.
وإذا حدثت الإصابة لطفل بالقَرَع، وجب على مسئولي المدرسة إبلاغ الوالدين لسرعة علاج الطفل لدى المختصين. وفترة علاج القَرَع لا تتعدى 42 يوم، وبرنامجه العلاجي يتضمن المستحضرات الموضعية كالكريمات والشامبو، إلى جانب الأدوية المُتناوَلة بالفم.
ويعتمد تشخيص مرض فطريات الرأس على الحالة السريرية وخبرة الطبيب مع هذا المرض. وقد يلجأ الطبيب لفحص قشور من الفطر تحت الميكروسكوب بعد وضع مادة الـ KOH عليها لمدة 20 دقيقة. والطريقة الثالثة للفحص تُعرف بالـ wood lamp حيث يتم إستعمال جهاز خاص لتسليط نوع معين من الضوء على فروة الرأس فيُعطي الفطريات ألوان مميزة كالبنفسجي.
ما أبرز عوامل الإصابة بمرض فطريات فروة الرأس؟
تابع “د. صافي” مرض فطريات الرأس بالأساس هو عدوى تنتقل من أصحاب القطط والكلاب والأغنام إلى غيرهم من البشر، فعند إصابة الطفل بها يُصبح ناقل للمرض لغيره من التلاميذ وأطفال الجيران وباقي أطفال العائلة… إلخ.
ويُعزز فرص الإصابة بهذا المرض عدم النظافة الشخصية الكاملة، وعدم نظافة وغسيل فروة الرأس، وإستعمال مشط أو وسادة لأكثر من طفل. وتزداد عوامل الإصابة بمرض فطريات الرأس في فصل الصيف بشكل عام، مثل العرق وعدم الإستحمام واللعب خارج المنزل وبخاصة في الشوارع.
كذلك تأخير الأهل في علاج الطفل يجعله سبب في نقل العدوى لغيره من الأطفال، بما يؤدي إلى إتساع وتفاقم الإنتشار أفقيًا بين الأطفال.
ما هو قمل فروة الرأس وما أعراض الإصابة به؟
قمل فروة الرأس مرض قديم حديث متواجد منذ نشأة البشرية، وهو مرض طفيلي، وهو طفيل إنساني بشكل عام، حيث يتم نقله من خلال الإنسان. وقد يُصيب القمل فروة الرأس، وقد يُصيب مناطق أخرى من الجسد، كقمل العانة.
وإذا تحدثنا عن قمل فروة الرأس، فهو طفيل يسبح ويمشي مما يُسهل إنتقاله بين تلاميذ المدارس من رأس إلى رأس. ووقت أن دخل طفيل القمل في فروة رأس الطفل يبدأ في وضع البيض (السِبان)، هذا البيض ما يلبث أن يفقس في مدة زمنية تتراوح بين 3 إلى 10 أيام، وفي بعض الأحيان يحتاج إلى أسبوعين للفَقْس، لينتج بعد الفقس تلك اليرقة الصغيرة التي تحتاج إلى أيام معدودة قليلة لتكبر وتصبح قمل ناضج له القدرة على التزاوج والتكاثر.
وقمل فروة الرأس مزعج لدرجة كبيرة للطفل المصاب وأهله كذلك، لأن حركة القمل في الرأس تسبب الحكة الشديدة، فضلًا عن الرائحة الكريهة أو الصنينية لإفرازات بيض القمل، وقد تؤدي حكة الرأس إلى دخول هذه الإفرازات إلى داخل الفروة فتُسبب الإلتهابات، وهذه الإلتهابات قد تؤدي بدورها إلى تورم في الغشاء الليمفاوي خلف الأذن.
لذا يُنصح دائمًا بالتفتيش المنزلي والمدرسي الدائم – وبخاصة عند الإناث – لفروة الرأس، وحال الشك الضئيل في وجود قمل أو يرقات أو بيض أو حتى رائحة كريهة لفروة الرأس يجب إستشارة الطبيب لتحديد البرنامج العلاجي.
علاج قمل فروة الرأس
أوضح “د. صافي” أخطر درجات مرض قمل الرأس هي درجة الديمومة (إستيطان القمل في فروة الرأس وخروجه منها بغزارة شديدة)، وهي الدرجة التي تحتاج إلى وقت أطول للعلاج.
وبشكل عام يتكون البرنامج العلاجي للقمل من مرحتلين:
تتضمن المرحلة الأولى الأدوية التي تقتل القملة الحية للتخلص منها، مع الأدوية الطاردة للقمل من فروة الرأس لعدم تكرار العدوى مرة أخرى.
وتبدأ المرحلة الثانية من العلاج في غضون 10 أيام على الأكثر من المرحلة الأولى، لقتل وطرد القمل الخارج حديثًا من البيض الموجود في فروة الرأس، لأن بيض القمل قبل فَقْسِه عنيد ويستعصي على معظم أدوية قتل القمل الحي.
وتتم بالتزامن مع المراحل العلاجية الدوائية مجموعة من الممارسات اليومية للتخلص من المرض وعدم عودة الإصابة به مرة أخرى، مثل:
• تخصيص منشفة للطفل.
• الإستحمام بشكل دائم.
• التفتيش الدائم لرأس الطفل.
• تخصيص وسادة للطفل، مع تنظيفها وكَيِّها يوميًا.
• تفتيش زملاء الطفل في الفصل المدرسي، وبخاصة الذي بجانبه في المقعد.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن مرض قمل فروة الرأس ليس وصمة عار من الناحية الإجتماعية ولا يدعو للخجل أو الحرج المجتمعي، فقد يكون الطفل وأهله على درجة كبيرة من الإهتمام بالنظافة الشخصية والتهندم ولكن مع ذلك أُصيب بالقمل، لأنه بالأساس مرض وبائي ينتقل بين الأفراد كالإنفلونزا مثلًا.
كما تجدر الإشارة أيضًا إلى أهمية النظافة للأطفال طوال العام، وخصوصًا في فترة الدراسة، لأنهم بالمدرسة يلعبون كثيرًا ويمارسون الرياضة وبالتالي يتعرقون كثيرًا، كما أنهم يخالطون زملاء كُثُر من بيئات مختلفة، لذا وجب إستحمام وغسيل فروة الرأس يوميًا أو يوم بعد يوم على الأقل. إلى جانب تعويد الطفل على عدم إستعمال الأدوات الشخصية للغير.
ما أهم الإرشادات الصحية لأمهات الطلاب؟
• حلق وتقصير الشعر جدًا خلال فترة الدراسة.
• تفتيش فروة رأس الطفل جيدًا، وبشكل متكرر.
• الإهتمام بنظافة الطفل وإستحمامه.
تعويد الطفل داخل المنزل وخارجه على عدم إستعمال الأدوات الشخصية للغير.