ما معنى حمية عالية البروتين؟
عن حمية البروتين العالي قالت “د. ريما السلمان” أخصائية التغذية العلاجية. البروتين هو عبارة عن مركب لجميع الخلايا الحية في أجسامنا، ويتكون هذا المركب من الهيدروجين والأكسجين والنيتروجين والكربون وسلسلة من الأحماض الأمينية. والبروتين هو المصدر الثالث لطاقة الجسم بعد الكربوهيدرات (النشويات) والدهون.
والأحماض الأمينية عبارة عن 20 حمض أميني تقريبًا، يساعدون الجسم في تنظيم الهرمونات وبناء الخلايا الحية، كما أنها موجودة في الجلد والأظافر والشعر.
والبروتين دائمًا لا يُخزن في الجسم، حيث تنقسم الأحماض الأمينية إلى قسمين:
الأحماض الأمينية الضرورية: وهي التي لا يستطيع الجسم إفرازها، وبالتالي يجب الحصول عليها من الغذاء.
الأحماض الأمينية الغير ضرورية: وهي التي يستطيع الجسم إنتاجها بنفسه، مثل الكولاجين الموجود بالجسم.
وبالحديث عن الحمية عالية البروتين نجد أن الهدف الرئيسي لها هو خسارة الوزن، لأنه بمجرد الإعتماد عليها سيتم التقليل من كمية النشويات الداخلة إلى الجسم إلى أقل من 20 جم يوميًا، كذلك تساعد الجسم في الوصول إلى ما يُعرف بعملية (الكيتوسيز) وهي أخذ الطاقة من كمية الدهون المخزنة في الجسم.
وهذا لا ينفي أن حمية البروتين لها إيجابيات ولها سلبيات، فمن الإيجابيات:
الشعور الدائم بالإمتلاء والشبع، لأن البروتين دائمًا ما يُعطي هذا الشعور، من هنا كانت كل التوصيات الغذائية بأن تكون وجبة الإفطار وكذلك وجبة السحور في رمضان وكذلك الوجبات الخفيفة في النظام الغذائي اليومي غنية بالبروتين، لإطالة الفترة الزمنية للشعور بالشبع. وهو عكس ما يتم إذا كانت الوجبات من النشويات التي ستتحول إلى سكريات بالجسم، فيقوم الأنسولين الداخلي بضبط نسبتها في الدم سريعًا، ومن ثَم سرعة الشعور بالجوع، والأكل مرة أخرى، وهكذا يزيد الوزن من النشويات.
ومن المعروف طبيًا أن المرأة يجب أن تتناول 46 جم من البروتين يوميًا، والرجل عليه تناول 56 جم منه يوميًا، وتناول كميات أقل من هذه يعطي الشعور بالخمول والكسل.
والحميات العالية البروتين تعتبر مفيدة على المدى القصير، ولكن لا ينبغي الإعتماد عليها لفترات زمنية طويلة. حتى لا تبدأ سلبياتها في الظهور، ومنها:
• عند عدم شرب كميات مناسبة من الماء فإن الزائد من البروتين في الجسم سيبدأ في التركيز بالكُلى، مما يؤدي إلى ضررها وتلفها، لذلك عند وضع برنامج غذائي لمرضى الكُلى يُراعى فيه التقليل من كميات البروتين الداخلة إلى الجسم.
• ومن السلبيات أيضًا ظهور رائحة كريهة للجسم وللنفس الخارج من الأنف أو الفم، وهذه الرائحة هي نتيجة لعملية الكيتوسيز أي احتراق الخلايا الدُهنية بالجسم، وكذلك لترسيب الأمونيا المُصاحبة للبروتين في الجسم، ويمكن التغلب على هذه الرائحة بتناول كميات كافية من الماء والخضروات الغنية بالألياف.
• ومن أهم السلبيات وأخطرها هي أن التوقف عن تناول الكربوهيدارات أو التقليل منها يؤدي إلى نقص مجموعة من المعادن الأساسية في الجسم، وذلك نظرًا لوجودها في النشويات التي تم التوقف عن تناولها، هذه المعادن مثل البوتاسيوم والماغنيسيوم والكالسيوم والأوميجا 3، الأمر الذي يجعل من الضرورة عند تقليل النشويات التحصل على هذه المعادن من المكملات الغذائية.
لذلك لا يُنصح بإتباعها لأكثر من ستة أشهر، ويمكن تقسيم هذه المدة على فترتين، بحيث يتم كسر الحمية كل ثلاثة شهور، وتناول الأغذية التي يختلط فيها البروتين بالكربوهيدرات مثل منتجات الألبان واللحوم والخبز.
والمُلاحظ في حمية البروتين العالي هو تجنب الفاكهة والخبز تمامًا، ويكون الإكتفاء بتناول الأغذية التي تعتبر مصدر أساسي للبروتين مثل اللحوم والأسماك والجمبري والبقوليات والمكسرات، بجانب الماء والخضروات. وبعض الحميات تسمح بتناول الدهون المفيدة معها، مثل الأفوكادو وزيت الزيتون وزيت جوز الهند والأسماك الدهنية والبذور العالية الدهون، لأن هذه الأغذية تعطي كفاءة أكبر للجسم وزيادة في الشعور بالشبع. وأي كان الحمية المتبعة يجب علينا عدم إرهاق الجسم في إستخدام كمية كبيرة من البروتين.
كيف يُخزن البروتين في العضلات؟
أوضحت “د. السلمان” يأتي من البروتين مركب الكلايكوجين الذي يُخزن في العضلات، ولكن تعتبر الكربوهيدرات المصدر الأساسي لهذا المركب حتى يتم تخزينه في العضلات بكمية كبيرة ولفترة أطول، وعند ممارسة التمارين الرياضية تفقد العضلات مركب الكلايكوجين، لذلك دائمًا ما يُنصح بتناول وجبة عالية البروتين بعد ممارسة التمارين الرياضية اليومية حتى يحدث إستبدال وتعويض سريع للكلايكوجين المفقود حتى لا تتعب العضلة أو تفقد حجمها.
من هنا كان لابد من تحديد نوع التمارين الرياضية التي يتم ممارستها حتى يتم إحتساب الكمية المناسبة من البروتين الواجب تناولها بعد كل تمرين، فالممارسين للرياضات العنيفة والمعتمدة على حمل أوزان ثقيلة يجب أن يتناولوا كميات بروتين أكبر من الممارسين لتمارين رياضية خفيفة.
هل تناول الشيكولاتة السوداء مع الحميات مفيد للجسم؟
كلما زادت نسبة الكاكاو في الشيكولاتة كلما كانت مفيدة مع الحميات، أما قلة هذه النسبة دليل على خلطها بالحليب والسكر وبالتالي ليس لها أي فائدة، بل على العكس تُهدر النتائج المرجوة من الحمية، لذا فإن الشيكولاتة النافعة مع الحميات هي التي تتخطى نسبة الكاكاو فيها 85% حيث أنها هنا تمثل مصدر لمضادات الأكسدة الطبيعية.
مع من تفيد الحمية عالية البروتين؟
وتابعت “د. السلمان” تُفيد مع الذين يعانون من زيادة طفيفة في الوزن، حيث أن نتائج الحمية ستظهر عليهم سريعًا. كما تُفيد مع فاقدي الأمل في خسارة الوزن، أو مع أولئك الذين جربوا العديد من الطرق لخسارة الوزن ولم تُجدي معهم، لكن عليهم الإنتباه إلى ضرورة حدوث نقص في المعادن الأساسية مع هذه الحمية، وعليهم الإنتباه لتناول كميات كافية من الماء، وكذلك عليهم دراسة كمية البروتين الداخلة إلى الجسم، وعدم إطالة الفترة الزمنية في الإعتماد على هذه الحمية، مع أخذ راحة منها كل فترة ثم العودة إليها.
فمع هذه الإحترازات والمحاذير والتنبه إليها ستُعطي حمية البروتين نتائج جيدة حيث ستؤدي بالجسم إلى أخذ طاقته من الدهون المخزنة فيه، وستُعطي الإحساس بالشبع، وستُعطي طاقة أكبر للجسم.
لماذا يثبت وزن بعض الأشخاص رغم إتباعهم لبرامج تخسيس؟
قد يكون ثبات الوزن وعدم تأثره ببرنامج التخسيس بسبب خلل عضوي، كأن يكون مُصاب بنقص في فيتامينات ومعادن معينة أو يكون مُصاب بإرتفاع هرمون الكورتيزون أو خمول في الغدة الدرقية، أو لأنه يتبع حمية لا تناسب طبيعة جسمه والدهون المخزنة فيه، أو لأنه يقوم بتجويع نفسه كثيرًا مما يؤدي إلى فقد في الكتلة العضلية لجسمه وليس فقد للدهون المخزنة.
من يجب عليهم تجنب حمية البروتين ؟
المُصابون بأي مشكلات في الكُلى يجب عليهم تجنب حمية البروتين نهائيًا، فعند إعتلال الكُلى تبدأ في تنفيذ مهامها ببطء، وبالتالي عند زيادة البروتين والأحماض الأمينية في الجسم سيؤدي إلى إرهاق الكُلى والضغط عليها وهي لا تستطيع العمل بهذه السرعة وهذا المعدل فيزداد إعتلالها ومرضها.