ما هي السعادة؟ وما سُبُل تحقيقها؟ أسئلة حيرت الكثير من الفلاسفة والمفكرين عبر العصور، فالسعادة قد تبدو معقدة وبعيدة المنال، إلا أنها على الرغم من ذلك قد تكون أبسط كثيراً من المفاهيم الفلسفية المعقدة.
ما هي السعادة؟
قالت الاستشارية هيلينا الصايغ. شعور السعادة من المشاعر التي يسعى لها كل البشر، وهي حق أصيل للإنسان، ومن حيث تعريف السعادة فقد تعددت التعاريف والدارسات الموضحة لكينونة هذا الشعور، إلا أن أبسط تلك التعريفات التي تم إقرارها أنه شعور له خاصية كهرومغناطيسية تُصدر طاقة بالجسم البشري، وهذه الطاقة لها ذبذبات وترددات تتحول إلى أحاسيس.
وتابعت “هيلينا” والخلاصة أن الشعور بالسعادة عبارة عن عيش المرء في حالة من الاتزان والاطمئنان والرضا والقناعة، وطبقاً للعيش بهذه الكيفية تنعكس الآثار على الجسم البشري وعلى الحالة النفسية من حيث الصحة والسلامة.
هل السعادة ذاتية أم أنها مهارة مكتسبة؟
السعادة مهارة مكتسبة، فقد أثبتت الدراسات العلمية أن 50% من السعادة يرتبط بطبيعة التفكير وطبيعة السلوك، و40% يرتبط بالجينات، و10% فقط يرتبط بظروف الحياة، وبالتالي فإن شعور السعادة لا يرتبط إلا بنذر يسير بظروف المعيشة من حيث الغنى والفقر.
وأردفت “هيلينا” قائلة: بالإضافة إلى أن العلم الحديث أثبت أن الإنسان بمقدوره تغيير طريقة فاعلية الجينات بالجسم، وهو ما أكد عليه العالم الأمريكي الشهير “بروس ليبتين”، ومن ثَم حتى وإن كان الإنسان وارثاً لجينات الكآبة والبؤس فإن باستطاعته تغيير تفاعل الجينات في الجسم عبر طريقته السلوكية والتفكيرية، وعبر اختيار البيئة المحيطة، فكلها عوامل تغير من مفهوم وشعور الفرد فيما يخص السعادة.
والخلاصة أنه يمكننا القول أن السعادة من السهل جداً صناعتها وتحويلها إلى مهارة مكتسبة، كما أنه من السهل أيضاً تنميتها وتقويتها.
سبل تحقيق السعادة
تتكون السعادة من أربعة أركان، ولكل ركن منها مهارات مختلفة، وبمقدور الإنسان تعلم مهارات كل ركن أو بعض منها، وبعد التعلم يأتي الدور على التنفيذ؛ فمع التنفيذ الدقيق لتلك المهارات ستُصنع السعادة تلقائياً وسيعيشها المرء بحياته كاملة.
فالركن الأول للسعادة هو الركن العقلي، ومن أبرز مهارات هذا الركن التعرف على الذات وفهمهما، ومن ثَم تقديرها، وذلك بالتزامن مع التفكير الإيجابي والمنطقي بالإضافة إلى التوقعات الحياتية.
أما الركن الثاني فهو الركن العاطفي، ومهارات هذا الركن تتلخص في تعلم كيفية تفريغ المشاعر الداخلية حتى يسهل التعامل معها، وخصوصاً شعور التعلق والارتباط.
والركن الثالث هو الركن العائلي، فقد أثبتت إحدى الدراسات التي أُجريت في العام 1938م بجامعة هارفارد على 268 فرد أن أهم أركان صناعة السعادة هو العيش في عائلة سعيدة.
واختتمت “هيلينا” والركن الرابع هو الركن الاجتماعي، وهو الركن الخاص بضرورة التعرف على مهارات وثقافات الآخرين من خلال الاستماع الواعي والمشاركة الفعالة في أعمال الخيرات والبر.