أطلق عليها العرب قديماً ذيبة المَهَل أو محلديب ويُرجح أنه قد تم تحريفه وأصبح يُنطق مالديف.
وجمهورية المالديف دولة آسيوية عاصمتها “مالية” وتقع في المحيط الهندي، ويمر عليها خط الإستواء جنوبًا.
وجزر المالديف تشمل تقريباً 1190 جزيرة مرجانية، ويبلغ مجموع المأهول بالسكان منها 185 جزيرة فقط، والباقي جزر خاوية على عروشها أو جزر غاطسة تحت الماء.
وتبدأ سلسلة الجزر المسكونة من جزيرة “ايهافنداهيبولو” في الشمال إلى مدينة “أدو” في الجنوب، وهذه الجزر مجتمعة تؤلف مساحة تبلغ 298 كيلو متر مربع تقريبًا، ويقطنها 309 ألف نسمة.
مناخ المالديف
ويؤثر المحيط الهندي في مناخ المالديف حيث يعمل كحاجز للحرارة فيمتصها ثم يُخزنها ثم يُصدر الحرارة الاستوائية ببطء، وتتراوح درجة حرارة الجزر طوال العام بين 24 و33 درجة مئوية، والرطوبة عالية نسبياً.
تاريخ المالديف
تُشير الدراسات التاريخية إلى أنه في القرن الخامس قبل الميلاد تم تعمير جزر المالديف من لدن البوذيِين القادمين من الهند وسريلانكا، وتؤكد الدراسات أيضًا أن المستوطنين الأوائل كانوا من الدرافيديانيين وهم صيادي السمك في السواحل الجنوبية الغربية من الهند، ولم يتركوا تراث معماري أو آثار فلربما كانت مبانيهم من الخشب وسعف النخيل والمواد القابلة للتلف، بالإضافة إلى أن حكامها الأوائل لم يُشيدوا القصور الحجرية المتقدمة، وكذلك لم يتطلب دينهم في ذلك العصر بناء معابد كبيرة.
ثم دخل سكان الجزر في الإسلام بدءًا من العام 1153م، وكتب الرحالة المغربي الشهير “ابن بطوطة” الذي زار جزر المالديف في القرن الـ 14 أن المغربي “أبو بركات البربري” كان مسؤولًا عن نشر الإسلام في هذه الجزر، ووقتها أصبحت اللغة العربية هي اللغة الرئيسية للإدارة بدلًا من اللغات الفارسية والأردية المستخدمة في الدول الإسلامية المجاورة.
إلا أن اللغة الرسمية الآن والتي يتحدث بها غالبية السكان هي لغة الديفيهي وهي تحوي الكثير من المفردات العربية، كما ذكر ابن بطوطة أيضًا أن المذهب المالكي في الفقه هو المُتعبد به.
وحاليًا يعتبر الإسلام هو الدين الرسمي لجزر المالديف حيث تُقدر نسبة المسلمين فيها 100%، وينص الدستور على أن جميع المواطنين يجب أن يكونوا مسلمين، ولا يمكن لغير المسلمين الحصول على الجنسية طبقًا للدستور.
وقّع سلطان جزر المالديف في العام 1887م عقدًا مع الحاكم البريطاني “سيلان” لتحويل جزر المالديف إلى محمية بريطانية، وبالتالي تخلي عن سيادتها في مسائل السياسة الخارجية ولكن احتفظ بالحكم الذاتي الداخلي، ثم استقلت جزر المالديف في عام 1965م، وبذلك تكون حكمتها بريطانيا 78 عام بوصفها محمية بريطانية.
إقتصاد المالديف
وإقتصاديًا اشتهرت جزر المالديف في العصور القديمة بالأصداف وحبال جوز الهند وأسماك التونة المجففة والعنبر، وأما الآن تعتبر السياحة أكبر صناعة لجزر المالديف حيث تمثل 28% من الناتج المحلي الإجمالي وأكثر من 60% من إيرادات العملة الأجنبية، وصيد السمك هو القطاع الرئيسي الثاني.
وفي العام 2004م دمر التسونامي جزر المالديف ونجت فقط 9 جزر من الفيضان، بينما واجهت 57 جزيرة ضررًا بالغًا في البنية التحتية، وأُخليت 14 جزيرة كليًا ودُمّرت 6 جزر بالكامل، وقُدّرت قيمة الأضرار المادية وقتها بـ 400 مليون دولار، وبلغ عدد الضحايا ما مجموعه 108 ضحية منهم ستة أجانب، ثم استعادت السياحة عافيتها بعد إعادة البناء وتطوير المنتجعات مما أسهم في إنتعاش الإقتصاد سريعًا.
وعملة المالديف هي الروفية Rufiyaa وتساوي الـ 12.80 روفية مالديفية واحد دولار، وتستخدم عملة المالديف للتعامل بها في أسواق العاصمة أو في الأسواق الشعبية على الجزر، وأما المنتجعات والفنادق فيتعاملون بالدولار.
كانت هذه لمحة سريعة على جزر المالديف قِبلة المشاهير السياحية.